رغم شهرته التي تعدت الحدود وكلماته التي اخترقت المحظورات،رحل شاعر العامية أحمد فؤاد نجم "الفاجومي" دون صخب، وشيع في جنازة تقدمها سياسيون وفنانون وحشد من محبيه، اتسمت بالبساطة التي طالما ميزت حياة الراحل. ومن حيث اشتهر شيع بحي الأزهر الذي احتضن الثنائي أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام في حارة "حوش قدم"،هو ذاته الحي الذي ودع جثمانه بعد 84 عاما قضى معظمها منذ شب مناضلا ضد كل من أعلتى كرسي الحكم. عرف نجم ثائرا على الدوام، فلم يهادن سلطة أبدا وسخر من كل رؤساء مصر جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك ومحمد مرسي. وأشعل حماس ثوار 25 يناير. ودائما رأى "الفاجومي" ما لا يراه غيره، واختصر قضايا كبرى في كلمات عامية ،حتى في عالم "تويتر" الذي اقتحمه مؤخرا أثار الجدل، فكتب على صفحته في تعريف بنفسه تدوينة اختصرت حال العالم الإسلامي، قال فيها: "السنة لهم أمريكا والشيعة لهم روسيا والملحدون لهم الله". ألهب نجم والشيخ إمام قبل عقود حماس الجامعات المصرية وأشعلا تظاهراتها في فترات الانكسار والانتصار، وظلت دوما معلقا برجل الشارع في أشعاره، فاستحق حبه. نعاه سياسيون وحقوقيون وفنانون كثر على صفحته على موقع "تويتر"، فكتب المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي: "عمال وفلاحين وطلبة يودعون اليوم صوتهم العفي النقي الجسور". وداعا شاعر الشعب أحمد فؤاد نجم"، وقال رجل الأعمال نجيب ساويرس: "مع السلامة يا نجم. نور مصر وبطلها هتوحشنى"،وكتب الأديب علاء الأسواني: "رحل نجم الشاعر العظيم، نموذج للمناضل الشجاع الصلب، أحد آباء الثورة المصرية، عاش ومات على العهد والمبدأ، رحمه الله بقدر ما أخلص لفنه ووطنه"، وقال الناشط الحقوقي جمال عيد: "الله يرحمه بقدر ما عكر على طغاة مصر"، وقال الفنان خالد الصاوي: "وداعا أحمد فؤاد نجم صوت من لا صوت له". وكتب الدكتور محمد العدل: "البقاء لله في رحيل عمنا احمد فؤاد نجم رحل عنا جزء من تاريخ الوطن وجزء من تاريخى الشخصى ستظل روحك ترفرف على هذا الوطن". وقال الفنان عمرو واكد: "رحل الفنان أحمد فؤاد نجم ولكنه لم يتركنا"، ونعته الفنانة أنغام، قائلة: "الوداع يا أصدق الشعراء".