أمضت الكورية بارك جونج -جا العقود الستة الاولى من عمرها في سخالين وحرمتها الحرب الباردة من ان تنتمي إلى وطن ما، ولكنها أخيراً وجدت وطنا في عاصمة كوريا الجنوبية سيؤول. وبارك (68 عاما) واحدة من مئات الكوريين الذي يعودون إلى بلاد اجدادهم بعد ان تقطعت بهم السبل في الجزيرة الواقعة بأقصى شرق روسيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945. وتقول “انتظرت طول حياتي لاعود إلى هنا. قال زوجي “الراحل” انه لو استطاع لعبر الماء من سخالين إلى كوريا سيرا”. وانتقل نحو 150 ألف كوري إلى سخالين في اوائل الاربعينات حين كانت اليابان تحتل كوريا وتسيطر على النصف الادنى من سخالين. وانتهى الحال بكوريين ارغموا على العمل للجيش الياباني او في حاجة ماسة إلى العمل على ممارسة اعمال شاقة في مناجم فحم يديرها يابانيون او في مخازن اخشاب او مصانع ورق. وحين وضعت الحرب اوزارها تمكن كثيرون من الانتقال إلى اليابان او كوريا الشمالية حليفة الاتحاد السوفييتي. وتبقى نحو الثلث ومعظمهم لهم اسر فيما يعرف الآن بكوريا الجنوبية واضحوا بلا وطن. ولم يعد هؤلاء يتمتعون بالجنسية اليابانية ولم يمنحهم الاتحاد السوفييتي الجنسية وفي الوقت نفسه احجمت موسكو عن اعادتهم إلى وطنهم في دولة تدعم الولاياتالمتحدة. وتقول لي مي سوك (67 عاما) التي عادت لكوريا الجنوبية في الثامن عشر من الشهر الجاري “حين ذهب والداي إلى سخالين لم يكن في ذهنهما البقاء هناك”. وتابعت لي التي تركت ابنا في روسيا “كانا يحتاجان المال وخططا للعمل لثلاثة أو خمسة اعوام. ولكن الابواب اغلقت دونهم وتقطعت بهم السبل هناك”. وتعيش لي وزوجها في شقة صغيرة ولكنها حديثة على بعد نحو ساعة غربي سيؤول واستغرقت مفاوضات اعداد خطة الترحيل التي دارت بين اليابانوروسيا وكوريا الجنوبية سنوات. وقالت وكالة الاعلام الخارجي الكورية الجنوبية ان اليابان ساعدت في هدوء ولاسباب انسانية على تمويل عودة الكوريين. وتقول اليابان انها سوت جميع التعويضات المستحقة لكوريا الجنوبية بمقتضى اتفاق وقع بين البلدين قبل عقود. ويحصل الكوريون على دعم لسداد الايجار ومعاش تقاعد وتأمين صحي من حكومة كوريا الجنوبية بينما تقدم اليابان مالا لانتقالهم من سخالين ولشراء اجهزة منزلية في بيوتهم الجديدة.