طالب أسامة هيكل، وزير الإعلام الأسبق، بضرورة وضع خطة إعلامية فى التعامل مع الأزمات من خلال مركز إعلامى يتواكب أداؤه جنبا إلى جنب مع مركز إدارة الأزمات الموجودة فى الدولة .. مشيرا إلى عدم وجود تلك الإدارة حاليا فى مصر. وأوضح هيكل، خلال ورشة العمل التى نظمها قطاع الأزمات والكوارث بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء تحت عنوان بعنوان "دور الإعلام في إدارة الأزمات"، يوم الثلاثاء، أن توضيح الأهداف التى تسعى الدولة لتحقيقها لإنهاء الأزمات التى تقابلها باستمرار للإعلام يفادى حدوث نقل معلومات مغلوطة إلى الجمهور. وأشار هيكل إلى ضرورة وجود اتصال بين مراكز إدارة الأزمات فى الدولة والإعلام، مع مراعاة السرعة فى التعامل مع الأزمات حتى لايتم تفاقمها وانتشار الشائعات حولها .. منتقدا الأداء الإعلامى المحلى وتعامل وسائل الإعلام خلال الفترة الأخيرة مع الأحداث وعدم التعامل مع العالم الخارجي .. مشيرا إلى عدم وضع بعد إعلامي جيد فى التعامل مع تلك الأزمة. وبين أن ثورة 25 يناير قامت اعتمادا على وسائل الإعلام غير التقليلدية .. مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بتلك الوسائل لنقلها المعلومات لفئة جديدة من الشعب من خلال توضيح المعلومات. من جانبه، قال إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار السابق إن الإعلام الرسمي للدولة لابد أن يلتزم بالدقة والوضوح وهو الأمر الذى قد يجعله يتخلى فى بعض الأحيان عن فكرة السبق الإعلامى فى ظل قلة المعلومات المتاحة لصالح تمتع الأخبار بالدقة والمصداقية. وأوضح أن عدم وجود خطة واضحة فى التعامل مع الأزمات والبطء فى التحرك بالتغطية يؤدى إلى تفاقم الأزمات وانتشار الإشاعات، فضلا عن أنه فى معظم الأوقات التعليق على الخبر والرأى قد يؤدى إلى حدوث أزمات وليس نقل الخبر ذاته، مطالبا بالتزام ناقلى الأخبار بالمعايير المهنية والحياد .. محذرا من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار لأن معظم أخبارها غير دقيقة .. مشيرا إلى إمكانية استخدمها كموقع للرصد فقط. من ناحيته، قال اللواء أسامة سنجر، رئيس إدارة الأزمات بمركز معلومات دعم واتخاذ القرار، إن للإعلام دورا مهما فى موجه الأزمات وخاصة فى ظل ثورة الاتصالات التى نعيشها وللوصول إلى مختلف الجماهير .. مشيرا إلى أن الإعلام سلاح ذو حدين. وأشار إلى أن الإعلام غير المخطط والمرتجل يؤدى إلى نتائج سلبية معاكسة على الصالح العام .. لافتا إلى أهمية الدور البارز للإعلام في إدارة الأزمات والكوارث بمختلف أنواعها، وأنه في الكثير من الأوقات يكون هو المحرك الأساسي للأزمة. ونوه سنجر إلى أنه من الصعب السيطرة على ما تقدمه هذه الوسائل خلال أوقات الأزمات من مضامين ورسائل إعلامية حقيقية في بعض الأوقات أو إشاعات وأخبار مغلوطة أو مصطنعة أوقات أخرى. وأوضح أن الإعلام لعب دورا لا يمكن انكاره خلال ما شهدته مصر في العامين الماضيين من أزمات متتالية .. لافتا إلى أن سوء الإدارة الإعلامية للأزمة قد يؤدي إلى تفاقمها، بينما حسن أداء الإدارة الإعلامية النابعة من المهنية والإحساس بالمسئولية الوطنية وتغليب المصلحة العامة على المصالح الفردية في وقت الأزمات يمكن متخذي القرار من اتخاذ القرارات الصائبة للسيطرة على الأزمات والتحجيم من المخاطر الناجمة عنها.