يستعد الجيش الكندي لإجراء اول تجاربه على نظام الاتصالات الجديد الذى يطلق عليه "الشبح الثلجى" ، و هو جزء من استراتيجية كندية حثيثة لتحقيق الهيمنة على القطب الشمالي في نهاية المطاف. وذكرت تقاريرصحفية كندية أن النظام الجديد تكلف حتى الان نحو 600 الف دولار امريكى ، وهو جزء من الحشد العسكري طويل الأمد بكندا تجاه منطقة القطب الشمالي حيث يفتح ذوبان الجليد هناك امكانية لامتداد الحدود الكندية للوصول إلى جزء من العالم به الكثير من الموارد الطبيعية جعلت هناك مطالبات إقليمية لدول اخرى لفرض سيادتها ايضا على مناطق به. جدير بالذكر ان " الشبح الثلجى " هو نموذج أولي صمم للمساعدة فى توفير اتصالات ذات جودة عالية خاصة فى " فصل الشتاء" القطبى ، و يمكنه التغلب على مشاكل متنوعه تتسبب فيها التضاريس الارضية بمنطقة القطب الشمالى ويعد هذا النظام الاتصالى على درجة كبيرة من الاهمية للسياسيين فى كندا ، الذين ناضلوا أكثر من عقد من الزمان من أجل توسيع حدود البلاد في الشمال ، و يوفر هذا النظام للقوات الكندية سرعة الاستجابة لحالات الطوارئ مثل التسربات النفطية أو تفشي الأمراض في مجتمعات القطب الشمالي كما يمكنها أيضا من إبقاء العين على النشاط الأجنبي في أقصى الشمال، وخطوة حاسمة نحو تعزيز المطالب الإقليمية المتنازع عليها في اقصى الشمال من كندا. و ترفض كندا المطالبات الاقليمية فى القطب الشمالي، فعلى الرغم من مرور اكثر من ستين عاما على قيام كندا باعادة توطين أسر قبائل الاينوت من الاسكيمو في خليج ريزولت Resolute Bay لتأكيد سيادتها هناك. وتفيد المعاهدات الدولية بانه لا احد يملك القطب الشمالي، ولكن روسياوكنداوالولاياتالمتحدة والدنمارك / جرينلاند والنرويج قاموا بمد حدودهم شمالا للمطالبة ببعض الأراضي من حوله . و لكن المشكلة القائمة الان .. هي حول المياه خارج تلك الأراضي، وخصوصا ان ظاهرة الاحتباس الحراري تخلق المزيد منها. و كانت كندا قد حددت المنطقة الاقتصادية الخالصة بنحو 200 ميل بحري قبالة سواحل القطب الشمالي بالقرب من اراضيهم . وفي إطار اتفاقية الأممالمتحدة لقانون البحار، يمكن للبلدان مد نفوذهم الاقتصادى جغرافيا إلى ودائع كبيرة من النفط والغاز و هو خلق الكثير من المطالبات واثار العديد من النزاعات الاقتصادية حول الاستفادة من هذه المياه بامتداد الجرف القارى لهذه الدول. وتعتبر كندا الممر الشمالي الغربي- وهو المسار الذى يربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ من خلال الأرخبيل الشمالي- جزءا من المياه الكندية الوطنية الخاضع لولايتها ، و ينازعها فى هذا الامر عدد من البلدان، بما فيها الولاياتالمتحدة، التى اختارت أن تتجاهل الامر فى السنوات القليلة الماضية. وفي حين ظل هذا الخلاف على مدار السنوات الماضية مجرد خلاف أكاديمي ، الا ان ظاهرة الاحتباس الحراري و ما صاحبها من ذوبان جليد القطب الشمالى جعل عملية المرور البحرى بالارخبيل الشمالى اكثر سهولة بالنسبة لعملية التنقل .. و مع حدوث مزيد من الذوبان يمكن أن تكون التجارة عبر القطب الشمالي نظريا على قدر المنافسة مع قناة بنما ونتيجة لذلك، أصبحت السيادة على القطب الشمالي ومراقبته من القضايا الكبرى للسياسيين الكنديين، وخاصة المحافظين منهم.. وقد وضع رئيس الوزراء ستيفن هاربر خطة بهذا الشان ذات ميزانيات كبيرة لعملية التعاظم العسكري الكندى في القطب الشمالي ،و قد قوبلت الخطة بحماس من الكنديين الذين يحبون رؤية كندا باعتبارها "قوة " من قوى القطب الشمالي.