بالرغم من الجدل والانتقادات التي رافقت تسميته ما زال المرشح الاميركي روبرت زوليك بدون منافس لخلافة بول ولفوفيتز على رأس البنك الدولي. وقال مسؤول من المؤسسة المالية الدولية طالبا عدم كشف هويته ان المرشح الاميركي هو الوحيد الذي علمنا به في الوقت الحاضر . واعلنت الولاياتالمتحدة اواخر مايو اختيار زوليك الممثل الاميركي السابق للتجارة والمسؤول الثاني السابق في وزارة الخارجية لخلافة بول ولفوفيتز. وكان الاخير اعلن استقالته قبل ايام من ذلك اثر تورطه في قضية محاباة واجه على اثرها انتقادات وضغوط من مجلس ادارة البنك الدولي وموظفيه لكن بعد استقالة ولفوفيتز التي تصبح نافذة في 30 يونيو علت اصوات عدة لتنتقد التقليد غير المكتوب الذي يقضي بان تختار الولاياتالمتحدة رئيس البنك الدولي والاوروبيون رئيس صندوق النقد الدولي. وكان خبراء وناشطون من منظمات غير حكومية او مسؤولون سياسيون يطالبون بعملية اختيار ترتكز الى كفاءة المرشحين وليس الى جنسيتهم. وفي هذا الصدد اعتبر الرئيس الجنوب افريقي ثابو مبيكي ان التعيينات المقبلة يجب ان تتم في اطار عملية اختيار مفتوحة وشفافة بدون قيود تبعا للجنسية . واعتبر وزير المالية البرازيلي جيدو مانتيج ايضا ان الحكومة البرازيلية ترى ان هذه العادة لا تجد لها اي مرتكز في الواقع المعاصر وتشكل مفارقة . من جهتها وبلهجة اكثر وضوحا اعتبرت اللجنة من اجل الغاء ديون العالم الثالث انه بما ان رئيس البنك الدولي سيكون مرة اخرى من الولاياتالمتحدة فان المؤسسة المالية ستكون اداة في خدمة السياسة الخارجية للولايات المتحدة ومصالح الشركات الاميركية المتعددة الجنسيات . و لم يتقدم اي مرشح اخر لهذا المنصب غير مرشح الولاياتالمتحدة. وراى احد الاخصائيين في مسائل التنمية طالبا ايضا عدم كشف هويته انه اذا كان لا بد من ان يتحرك احد، فهو من جانب الدول الناشئة . وبعد الاعلان عن رحيل ولفوفيتز الذي يرغب به الاوروبيون بوجه خاص، المح الاخيرون الى انهم موافقون على ان تسمي الولاياتالمتحدة خلفه. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي صرح خصوصا اني لم اسمع ان الدول الاعضاء في مجلس الادارة ترغب في اعادة هذا التقليد على بساط البحث . لكن الكتلة الكبيرة الاخرى في المجلس وهي الدول الخمس الناشئة: البرازيل والصين والهند والمكسيك وجنوب افريقيا، لم تقدم مرشحين . وقرر زوليك مستفيدا من الفسحة التي تفتح امامه استباق الامور. وحتى وان كان لا يتوقع ان يتسلم مهامه قبل الاول من تموز فقد التقى اعضاء مجلس الادارة كل بمفرده، كما بدأ في الرابع من حزيران جولة دولية تتمحور حول افريقيا. وقد توجه المرشح الاميركي في اطار هذه الجولة الى غانا واثيوبيا وجنوب افريقيا قبل الانتقال الى اوروبا للقاء قادة بريطانيا وفرنسا والمانيا والنروج، على ان يختتم جولته الاسبوع المقبل في اميركا اللاتينية.