أكد الرئيس حسنى مبارك أن مباحثاته الاثنين مع الرئيس النمساوى هاينز فيشر أظهرت اتفاقهما حول ضرورة أن يسفر الاجتماع الدولى للسلام عن نتائج ملموسة تسفر عن تقدم حقيقي على مسار السلام الفلسيطنى-الاسرائيلى وتفتح الباب أمام إحراز تقدم مماثل على باقى مسارات عملية السلام. ونوه الرئيس مبارك الى ان مباحثاته مع الرئيس النمساوى تناولت مجمل الوضع فى الشرق الاوسط، والاجتماع الدولى للسلام المقبل لدفع جهود السلام، وأن وجهات نظر كل من مصر والنمساتلاقت فى هذا الشأن . جاء ذلك فى فى كلمة الرئيس مبارك فى بداية المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده مع الرئيس النمساوى فى ختام مباحثاتهما بعد ظهر اليوم بمقر رئاسته الجمهورية بمصر الجديدة . ولفت الرئيس مبارك الى أن مشاوراته مع الرئيس فيشر تناولت أيضا الوضع فى العراق ولبنان ودارفور والصومال، وقضايا منع الانتشار النووى بمنطقة الشرق الأوسط. ونوه الرئيس مبارك -فى المؤتمر الصحفى المشترك مع رئيس النمسا- الى أن المشاورات مع الرئيس النمساوى تطرقت للعلاقات المصرية- الاوروبية والدور الذى يضطلع به الاتحاد الاوروبى من أجل تعزيز التعاون على جانبى المتوسط ودعم جهود السلام. وقال الرئيس مبارك ..انه فيما يتصل بالقضايا الدولية أظهرت المشاورات اهتماما مشتركا بدعم نظام الاممالمتحدة والتصدى لمخاطر الارهاب وأسلحة الدمار الشامل والمضى فى حوار حقيقى وجاد بين حضارات العالم وثقافاته وأديانه. وأضاف إنه تم خلال جلسة المباحثات استعراض مؤشرات التحسن المطرد للاقتصاد المصرى ومناخ الاستثمار والزيادة المطردة فى حجم التجارة والاستثمار والسياحة بين البلدين، وتم الاتفاق على المضى قدما فى دفع التعاون بين البلدين فى هذه المجالات وغيرها. ورحب الرئيس مبارك بالرئيس فيشر والسيدة قرينته والوفد المرافق ..وأعرب عن سعادته بالزيارة المهمة التى يقوم بها الرئيس النمساوى لمصر وماتعكسه من حرص مشترك على مواصلة التشاور بين البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية الممتازة والتعاون القائم بين مصر والنمسا. وردا على سؤال حول دعم النمسا للشعب الفلسطينى فى إطار جهود الاتحاد الاوروبى لمساندة الشعب الفلسطينى المحاصر فى قطاع غزة، وفتح معبر "رفح" البرى .. قال الرئيس النمساوى هاينز فيشر "ان النمسا من عقود طويلة تجتهد وتعمل على التوصل الى حل عادل لمشكلات الشرق الاوسط ولاسيما القضية الفلسطينية -الاسرائيلية". وأضاف..نحن متفقون مع الاتحاد الاوروبى على أن الفلسطينيين لديهم الحق فى اقامة دولة خاصة بهم وتطبيق خريطة الطريق للسلام فى هذا الصدد ..وان النمسا كانت مهتمة دائما بالموقف الانسانى فى الاراضى الفلسطينية وضرورة تحسين أوضاع الفلسطينيين. وأكد أن النمسا تشارك مشاركة فعالة ومادية فى العمليات الاوروبية فى المنطقة ..وقال "ان كل يورو يدفع فى هذه المنطقة امر مهم للغاية..ان الحل لابد ان يكون متزنا ..ونحن نؤيد مثل هذه الحلول" . ورد على سؤال حول تصريح منسوب الى الرئيس الفلسطينى محمود عباس "ابومازن" بشأن التوصل لحلول نهائية لمشكلات الشرق الاوسط خلال عام واحد، وماهو موقف مصر بهذا الشأن.. قال الرئيس مبارك "انه اذا صح مانسب الى الرئيس الفلسطينى من انه قال ذلك , فاننى أقول انه يمكن ان يتحقق ذلك، وقد لا يتحقق وهذا يتوقف على ما سيحدث على ارض الواقع، وأتمنى أن يحدث ذلك خلال عام أو حتى خلال ستة أشهر حتى ننتهى من المشكلة". وحول إمكانية التفاوض مع حركة حماس لحل النزاع الفلسطينى الاسرائيلى مع رفض الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبى التفاوض معها..لفت الرئيس مبارك الى أن هناك سلطة وطنية فلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية ولا يمكن القول بالتفاوض مع حماس وترك السلطة الوطنية الفلسطينية ..وقال "من الأفضل أن يتوحد الجانبان حتى تؤتى المفاوضات ثمارها لصالح الشعب الفلسطينى". وفيما يتعلق بإمكانية أن تقوم النمسا بدور مع الاتحاد الأوروبى لدفع عملية السلام فى الشرق الأوسط على ضوء إجتماع السلام المزمع عقده قريبا بالولاياتالمتحدة..قال الرئيس مبارك إن النسما دولة مهتمة بقضايا الشرق الاوسط وهذا ليس بجديد فهى منذ عهد المستشار كرايسكى تقوم بهذا الدور وقد قابلته عدة مرات ولانستطيع إلا ان نقول ان النمسا يمكن ان يكون لها دور مهم جدا مع الاتحاد الاوروبى لتسهيل عملية السلام فى الشرق الاوسط . وردا على سؤال حول موقف مصر من شن تركيا عملية عسكرية شمالي العراق ..أعرب الرئيس مبارك عن أمله فى ان يجلس الطرفان العراقى والتركى معا للبحث عن أسلوب لحل مشكلة الأكراد. وأضاف..ان موقفنا مع السلام واضح..إننى لا أستطيع القول إننى مع تركيا فى مسألة ضرب العراق أو مع الأكراد فى ضرب تركيا. وعلق الرئيس النسماوى على السؤال نفسه قائلا "هذا أيضا هو موقف النمسا ..فهى دائما مع المفاوضات للتوصل الى حل سلمى للمنازعات ولاننصح بعمليات عسكرية لحل المشاكل". وحول موقف النمسا من دعوة مصر لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل قال الرئيس النمساوى "كما تعلمون فان وكالة الطاقة الذرية مقرها العاصمة فيينا, ونحن ندعم عملها الذى يحول دون نشر الاسلحة النووية, وهذا هدف مهم للغاية، وأرى ضرورة أن يتم خفض الاسلحة النووية لان ذلك سيكون أفضل للعالم, والنمسا تطالب بأكثر من ذلك حيث أنها تدعم استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية، وهذا موقف معظم دول العالم". وردا على سؤال حول مااذا كانت هناك رؤية مصرية بشأن اجتماع السلام الدولى القادم قال الرئيس مبارك " ان وجهة نظرنا واضحة ,لابد من الاعداد الجيد لهذا الاجتماع وماسينتج عنه، ولنتذكر جميعا مؤتمر مدريد وكيف تم الاعداد الجيد له ودراسة المواقف كى تعرض على كل الاطراف..إن الاعداد الجيد هو مفتاح الحل".