حذر الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في أراضي 48 الأربعاء من مواصلة الاحتلال الإسرائيلي هدم طريق باب المغاربة وتهويد مدينة القدس، منبها القيادة الفلسطينية على ما عبر عنه ب"الخدائع الإسرائيلية". وأكد الشيخ صلاح في بيان عممته مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية أن الحفريات الإسرائيلية لم تتوقف في يوم من الأيام، داعيا إلى الاحتجاج و"مقاومة هذا المخطط الإسرائيلي". ودعا بيان للحركة الفلسطينيين إلى المزيد من شد الرحال إلى المسجد الأقصى، كما ناشد أهالي القدس الشريف الاحتشاد يوميا في جنبات وساحات المسجد الأقصى. جاءت هذه التصريحات تعقيبا على مصادقة لجنة التخطيط اللوائية في القدس، على مخطط جديد لبناء جسرعلى طريق باب المغاربة بطول 95 مترا، وبعرض 2،5 مترا، من الفولاذ والخشب ويتضمن عددا من الأعمدة. وادعت اللجنة في قرار مصادقتها على المخطط الجديد أنه سيتم بناء الجسر معلقا فوق الآثار المتبقية في الموقع على ارتفاع ستين إلى مئة سنتيمتر، ليتسنى الحفاظ عليها. وتأتي المصادقة على هذا المخطط بعد أيام من نشر أخبار تفيد أن لجنة وزارية إسرائيلية مصغرة، أعطت إذنا لسلطة الآثار الإسرائيلية باستئناف أعمال الحفريات في طريق باب المغاربة. ورغم أن هذا القرار علق لأيام بعد اعتراض وزاري طالب بدراسة القرار مجددا في جلسات الحكومة الإسرائيلية الموسعة، إلا أنه من المتوقع أن توافق الحكومة على المخطط. وقال الشيخ صلاح إن الاحتلال لا يزال يواصل "سيلا من الاعتداءات على القدس عامة، وعلى المسجد الأقصى خاصة، ضاربا بعرض الحائط موقف الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني". وأوضح أن إسرائيل تستعمل لغة القوة والاحتلال وتتجه "نحو التصعيد كما تشير إلى ذلك كل القرائن، حيث باتوا يدعون أنهم يفاوضون على القدس من جهة، ويواصلون بأقصى سرعة تهويدها من الجهة الأخرى". ودعا الشيخ صلاح القيادة الفلسطينية إلى أن تأخذ هذا المشهد بعين الاعتبار "حتى تكشف عن كل خديعة للاحتلال الإسرائيلي تتغطى باسم مفاوضات أو غيرها". ووصف الشيخ صلاح ب"الوقح" ادعاء وزارة الداخلية الإسرائيلية بأن المخطط الجديد لبناء جسر على طريق باب المغاربة الذي صادقت عليه اللجنة اللوائية أخذ بعين الاعتبار المحافظة على ما تبقى من آثار في طريق باب المغاربة. انقرة تنفي الموافقة على الحفريات قرب المسجد الاقصى من جهة أخرى، نفت تركيا الاربعاء ان يكون فريق من الخبراء الاتراك تفقد موقع أعمال الحفر والهدم التي بدأتها اسرائيل في شباط/فبراير في تلة طريق باب المغاربة الملاصقة للمسجد الاقصى المبارك في القدسالمحتلة قد وافق على هذه الأعمال. وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان "الوفد التقني لم يوافق بتاتا على المشروع". ويناقض البيان تصريحات الوزير الاسرائيلي من دون حقيبة يعقوب اديري رئيس اللجنة الوزارية المكلفة المشروع. وكان الوزير الاسرائيلي اعلن الاحد ان اسرائيل قررت استئناف الاشغال "قريبا" مؤكدا ان بعثة تركية تفقدت المشروع في اذار/مارس "وافقت عليه". وبدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في السادس من شباط/فبراير عمليات حفر وهدم في الطريق الأثرية الملاصقة للأقصى والمؤدية إلى باب المغاربة احد ابواب المسجد الرئيسية الى المسجد الاقصى بزعم التنقيب عن الآثار، الا ان دائرة الاوقاف الاسلامية الفلسطينية تؤكد ان هذه الاشغال تهدد اساسات المسجد الاقصى واثارا اسلامية تحت تلة المغاربة، بينها غرفتان من المسجد الأقصى، تمهيدا لبناء جسر ضخم تستعمله القوات الإسرائيلية والمجموعات اليهودية في اقتحاماتها للمسرى الأسير. وكانت الطريق الأثرية قد انهارت بشكل جزئي في عام 2004 بسبب الحفريات الصهيونية التي بدأت في المنطقة مع بدء الاحتلال، ورفضت سلطات الاحتلال السماح لإدارة الأوقاف الاسلامية بترميمها. واعلنت بلدية القدس في 12 شباط/فبراير تعليق هذه الاشغال التي اثارت احتجاجا كبيرا لدى الفلسطينيين وفي العالم العربي والاسلامي وادت الى مواجهات ايضا لكنها واصلت الحفريات.