انطلاقا من دورها المحوري في المنطقة وجهودها المتواصلة من أجل تهيئة الأجواء لاستئناف عملية السلام احتضنت مصر في مدينة شرم الشيخ أمس اجتماعا لوزراء خارجية الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي الست والولاياتالمتحدة المعروفة باسم(1+2+6) نأمل أن يكون خطوة جادة علي طريق إحياء عملية السلام ودفعها إلي الأمام وتحديد ما يمكن أن يحققه المؤتمر الدولي المقترح عقده في الخريف المقبل والذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جورج بوش لحل الصراع العربي الإسرائيلي خاصة أنه ليس أمام إدارة بوش سوي17 شهرا في السلطة. ومن الواضح أن الولاياتالمتحدةالأمريكية علي استعداد الآن للعودة إلي الاهتمام من جديد بعملية السلام في الشرق الأوسط, نظرا للموقف الصعب الذي وجدت نفسها فيه خصوصا في العراق. وإذا كنا ندرك تماما أن واشنطن تمسك بنسبة كبيرة من خيوط القضية الفلسطينية, فإنها في الوقت ذاته في حاجة إلي مساعدة الأطراف الاقليمية ذات التأثير في القضية وعلي رأسها مصر, ودول الخليج, والأردن, كما أن واشنطن تأمل من حلفائها في الشرق الأوسط دعمها لترسيخ الاستقرار والأمن بدول المنطقة التي تعاني من عدم الاستقرار, لما فيه خدمة المصالح الاستراتيجية لجميع الأطراف. أما العرب, فقد أعلنوا مرارا وتكرارا أن خيارهم هو السلام وأن مبدأ الأرض مقابل السلام غير قابل للمساومة وأنهم جادون في مسعاهم نحو إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفي تغيير الوضع القائم وغير مستعدين كما قال عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية للدخول في عملية غير حقيقية. كما أن العرب رحبوا في الوقت نفسه بمبادرة بوش للسلام وطالبوا بتفعيلها ووضعها في اطارها علي الطريق الحقيقي السليم ويبقي في النهاية أن نقول إن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط مرهون بسلوك إسرائيل السياسي ومدي إلتزام قادتها بالاتجاه الدولي نحو اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية تمتص التوتر وتزيل الاحتقان المتزايد الذي يترك آثارا مدمرة علي المنطقة كلها وليس علي إسرائيل وفلسطين وحدهما.