تقف روسيا والمملكة المتحدة على شفى أزمة حقيقية تُهدد التعاون بين البلدين بصورة استرعت انتباه الكثير من المراقبين والأحداث الأخيرة ما هي إلا حلقة من حلقات الخلاف المتصاعد بين البلدين من وقت لآخر وليس أدل على ذلك من تصريح السفير البريطاني في موسكو "تونى برينتون" حيث قال إن العلاقات السياسية بين البلدين تمر بمرحلة صعبة مما دفع بعض المحللين السياسيين إلى وصفها بأنها تعيش أجواء الحرب الباردة والتي بدأت تُطل برأسها مؤخراً بين روسيا والغرب. هوة الخلاف قد تتسع مع إصرار كل طرف على موقفه، فالمملكة المتحدة تهدد باتخاذ إجراءات سياسية ضد موسكو بعد رفضها تسليم المواطن الروسي "أندرى لوجوف" المتهم في قضية مقتل "الكسندر ليتفيننكو" وهذه الإجراءات قد تصل إلى الانسحاب من بعض قطاعات التعاون كالتعليم والاقتصاد والمجالات الاجتماعية تبادل المعلومات فى مجال مكافحة الإرهاب إلى جانب استبعاد عدد من الدبلوماسيين الروس فى لندن وذلك كما أشارت صحيفة "التايمز". هذا وقد جاء رفض روسيا، وفق ما جاء في بيان وزارة الخارجية الروسية، بشكل يتسق مع الدستور الروسي الذي ينص في مادته 61 " من عدم السماح بتسليم المواطن الروسى إلى دول أخرى. وقد وصف بوتين طلب المملكة المتحدة تسليم "اندرى لوجوف" بالطلب الأحمق أضف إلى ذلك ما تعرض له السفير البريطاني في موسكو من مضايقات من حركة الشباب الروسى المدعومة من الكرملين والمعروفة ب(قوميتنا) في ظل اقتحام مسؤولي هيئة الضرائب الروسية للمركز الثقافي البريطاني في مدينة ايكترنبورج وبعدها تطالب السلطات الروسية نقل المركز من المدينة إلى جانب ما تتعرض له شركات الطاقة البريطانية من مضايقات وتعقيدات من جانب السلطات الروسية بهدف دفعها إلى الرحيل من السوق الروسي للطاقة. أما الموقف البريطاني فيتمثل في رفض تسليم مواطنين روس مطالبين أمام القضاء الروسي أمثال بوريس بيرزوفسكى، وأحمد زكايف، وبعض العاملين في شركة "يوكس" للنفط، التابعة للملياردير اليهودي "خادورفسكى"، أمثال "الكسندر تيمركو" وديمترى ماريوف" و"ناتليا تشرنتشيفا"، هذا إلى جانب حالات التجسس التي اكتُشفت بين البلدين منذ عام 2001 حتى الآن مع إدراج روسيا في قائمة أعدتها وزارة الخارجية البريطانية فى عام 2006، من الدول التى تنتهك حقوق الإنسان، إلى جانب تصريح توني بلير قبل مغادرته منصبه بأنه لن ينصح المستثمرين البريطانيين بالاستثمار في روسيا .