مع تصاعد القتال فى سوريا، اعلنت مفوضة الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين ان ما يقرب من ثلث 21 مليون نسمة سكان سوريا، هم الآن اما لاجئون أو مشردون داخل بلدهم، وقد بدأ هذا العدد المذهل من اللاجئين يشكل ازمة على الدول المجاورة. وهذا الفيض من اللاجئين ادى الى ان بعض الدول بدات فى فرض قيود مشددة على تدفق السوريين الفارين من النزاع الى داخل اراضيها، وذكرت هيئة اللاجئين التابعة للامم المتحدة أن السوريين المتجهين الى مصر الآن يجري تحويلهم بعيدا بعد ان وصل عدد السوريين داخل مصر لاكثر من 300 الف سوري. وليست مصر فقط بل العراق، وتركيا، والأردن ايضا سعوا جميعا للحد من تدفق اللاجئين، وقد أدت هذه التغييرات في التسبب فى ان يظل الآلاف من اللاجئين السوريين عالقين في المناطق الحدودية، وأحيانا كثيرة بعيدا عن متناول المساعدات الإنسانية الكافية، بحسب المفوضية العليا للاجئين. اعداد اللاجئين المتدفقة من داخل سوريا تركت العديد من المنظمات الدولية في موقف صعب، وتقول ميليسا فليمينج، المتحدثة باسم المفوضية الدولية ان حكومات الدول المجاورة لسوريا كانت سخية جدا. ونحن نفهم أنهم قلقون بشأن وجود هذا العدد الكبير من السوريين على أراضيهم، لكن مازال هناك أكثر من 1.75 مليون لاجئي سوري سجلوا أو بانتظار التسجيل لدى الأممالمتحدة وهو عدد أكثر من 20 ضعف عدد اللاجئين عن نفس الفترة من العام الماضي، بينما هناك اكثر من اربعة ملايين سورى مشردين داخل سوريا وهناك 6.8 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة داخل سوريا، بحسب المفوضية العليا للاجئين. في لبنان، والتي مازالت تفتح حدودها مع سوريا، تقدر الحكومة هناك بأن عدد اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم اصبح يعادل ربع سكان لبنان كلها، وبصرف النظر عن اجهاد الموارد، هناك أيضا مخاوف من أن اللاجئين السوريين سوف يجلبون المشاكل السياسية معهم. وفي الأردن، حيث أكثر من نصف سكان البلاد من أصل فلسطيني ، نجد ان الحكومة الاردنية ليست حريصة على استيعاب بقية الفلسطينيين القادمين من سوريا، و قد انخفض عدد اللاجئين الذين يعبرون الحدود من 2000-3000 يوميا الى 600-700 في اليوم الواحد، اما العراق التى مازالت تدور رحى الحرب الطائفية بين جنباتها ويامل السنة ان تصل انتفاضة سوريا اليهم سريعا للتخلص من الحكومة الشيعية المهيمنة ، فقد اضطرت بغداد لغلق حدودها أمام اللاجئين السوريين باستثناء حالات خاصة نتيجة مخاوف أمنية وخشية تسرب عناصر الصراع السوري الى العراق. ناتاليا بروكوبتشوك، من المفوضية العليا للاجئين في بغداد، تقول ان غلق الحدود تسبب فى زيادة صعوبة حياة العديد من الالاف اللاجئين الفارين والذين يعيشون في مخيمات على طول الحدود حيث لا يمكن توفير الامن كاملا والوضع الإنساني سىء في كثير من الأحيان حيث تتعرض هذه المناطق للهجمات الجوية من قبل الحكومة السورية. وتقول المنظمات الدولية أن الحاجات الإنسانية داخل سوريا تفوق المساعدات المتاحة، و لولا سياسة الحدود المفتوحة من الدول المجاورة لاصبح الوضع الانسانى داخل الاراضى السورية اسوء بكثير، و تطالب المنظمات الدولية المجتمع الدولي بأن يشجع بقوة استضافة الحكومات المجاورة للاجئين السوريين وتوفير التعويضات والاموال اللازمة لاعالتهم. ويقول نيد كولت، مدير الاتصالات الإقليمية للجنة الإنقاذ الدولية، انه يجب الضغط على النظام السوري لاحترام حق جميع اللاجئين الفارين من سوريا إلى "التماس اللجوء والتمتع بهذا الحق" وفتح الحدود امام المدنيين الراغبين فى مغادرة سوريا.