شاعر مصري ورسام كاريكاتير وصحفي راحل اسمه بالكامل "محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي" ولد يوم 25 ديسمبر1930 في شارع جميل باشا بحي شبرا بالقاهرة لأب يعمل رئيساً لمحكمة استئناف المنصورة. كانت ولادة "صلاح جاهين" متعثرة وتعرضت والدته أثنائها للخطر فولد شديد الزرقة ودون صراخ حتى ظن المحيطون أن الطفل قد ولد ميتاً ولكن صرخته كانت منبهة بولادة طفل ليس ككل الأطفال. تسببت تلك الولادة المتعثرة في عدم استقرار حالته المزاجية كما أدت إلى إصابته بالحدة في التعبير عن المشاعر سواء كانت فرحاً أو حزناً حيث كان يفرح كالأطفال ويحزن لدرجة الاكتئاب عند المصائب. حياته بدأ "جاهين" حياته في المجال الفني بالتحاقه بكلية الفنون الجميلة ولكنه لم يكمل دراسته ليتحول إلى دراسة القانون في كلية الحقوق ثم تزوج وأنجب ابنه الشاعر "بهاء" من زوجته الأولى وكانت زيجته الثانية من الفنانة "منى قطان". https:// بعد أن انتهى من دراسته التحق جاهين بصحيفة "الأهرام" التي عمل فيها رساما للكاريكاتير وكانت أعماله تحظى بشعبية كبيرة جداً وتأثير واسع أقوى من أي مقال صحفي وظلت رسوماته تقدم بانتظام. https:// هزيمة 5 يونيو 1967م قبل أن يعمل في الأهرام كان جاهين يكتب الشعر العامي حتى قام الضباط الأحرار بنزع فتيل ثورة 23 يوليو 1952 التي كانت مصدر إلهام لجاهين حيث قام بتخليد جمال عبد الناصر فعليا بأعماله حيث سطر عشرات الأغاني. ولكن هزيمة 5 يونيو 1967م خاصة بعد أن غنت أم كلثوم أغنيته راجعين بقوة السلاح عشية النكسة أدت إلى إصابته بالاكتئاب هذه النكسة كانت الملهم الفعلي لأهم أعماله الرباعيات والتي قدمت أطروحات سياسية تحاول كشفت الخلل في مسيرة الضباط الأحرار والتي يعتبرها الكثير أقوى ما أنتجه فنان معاصر. ومن قصائده المميزة في هذه الفترة قصيدة "على اسم مصر" وأيضا قصيدة "تراب دخان" التي ألفها بمناسبة نكسة يونيو 1967 كما ألف جاهين أوبريت "الليلة الكبيرة" أشهر أوبريت للعرائس في مصر. العندليب وجاهين جمع بين الفنان الراحل عبدالحليم حافظ والفنان صلاح جاهين علاقة صداقة قوية بعد التعاون الفني في عدد من الأغاني وقت الثورة ومن أبرزها "صورة، يا أهلًا بالمعارك، يا ولاد بلدي، إحنا الشعب". https:// عبد الحليم أطلق على صديقه جاهين لقب "الطفل المعجزة" نظرًا لبساطته وتلقائيته التي كان يعرفها الجميع والتي تصل أحياناً إلى حد الصبيانية. ومن أبرز المواقف الكوميدية التي جمعت بين عبدالحليم حافظ وصلاح جاهين الرسالة التي وجهها حليم إلى جاهين "ارجع يا صلاح أهلك بيدوروا عليك" ونشرت هذه الرسالة كمانشيت رئيسي على صفحات جريدة الأهرام وذلك عندما تغيب جاهين عن منزله شهرًا كاملًا دون أن يعرف أحد مكانه وذهبت أخت جاهين لتستنجد بعبد الحليم فقال لها: "اذهبي وسوف يعود صلاح غدًا" وبالفعل بعد أن نشر عبدالحليم رسالته في جريدة "الأهرام" عاد جاهين من عزلته الاختيارية في الإسكندرية. حزن جاهين على جمال عبد الناصر كانت وفاة الرئيس عبد الناصر هي السبب الرئيسي لحالة الحزن والاكتئاب التي أصابته وكذلك السيدة أم كلثوم حيث لازمهما شعور بالانكسار لأن عبد الناصر كان الملهم والبطل والرمز لكرامة مصر بعدها لم يستعيد جاهين تألقه وتوهجه الفني الشامل حتى توفي في 21 أبريل 1981. الموت غيب جاهين ولكن أعماله ظلت حاضرة بقوة، سواء أشعاره أو أفلامه التي كتبها وظلت خالدة في تاريخ السينما الحديثة مثل "أميرة حبي أنا" وفيلم "عودة الإبن الضال"، كما كتب سيناريو فيلم "خلي بالك من زوزو" و"أميرة حبي أنا" و"شفيقة ومتولي والمتوحشة" وقام بالتمثيل في "شهيد الحب الإلهي" و"لا وقت للحب " و"المماليك"