أكمل مابدأته أمس عن انتقال أمريكا والإخوان من طريق الخطين المتوازيين إلي المتعانقين في ضوء ماذكره عبد العظيم حماد في كتابه الجديد قصة الإرتباط البناء بين أمريكا والإخوان الذي حدد عام2007 بداية للتقارب الفعال بين الإثنين. في نهاية هذه السنة وجه أحد الكتاب الأمريكيين البارزين إلي المرشد العام مهدي عاكف رسالة نشرها في مجلة فورين بوليسي ختمها بنصح المرشد العام أن يخفف من اندفاعاته اللفظية التي قد ترضي الجماعة ولكنها تجعل من الصعب علي الامريكيين مد قنوات الإتصال مع الاخوان. وفور نشر المقال تلقي كاتب المقال( البروفسور مارك لينش) دعوة من جماعة الاخوان لزيارة القاهرة استمرت اربعة ايام التقي خلالها كما ذكر مع25 من قيادات الجماعة وباحثين من خارجها. وإن كان علي الولاياتالمتحدة وحدها فلم يكن يهمها أن تحصل من الإخوان علي نبذ العنف ضد أمريكا وأوروبا وإعتناق الإخوان قيم الاعتدال والديمقراطية, وإنما كان الأهم أن يشمل الإرتباط مع الإخوان إسرائيل واليهود واليهودية. وكما كانت البداية من الإخوان المسلمين في أمريكا, كذلك فعلها الامريكيون مع نفس الإخوان ولكن بحضور يهود أمريكا. وهكذا فإنه في19 ديسمبر2007 تم توقيع أول إتفاق من نوعه بين الجمعية الإسلامية لشمال أمريكا وبين إتحاد اليهود الإصلاحيين, يلتزم فيه الطرف المسلم بأن يقاوموا بين صفوف المسلمين إنكار جرائم الهولوكوست التي ارتكبتها النازية ضد اليهود, بينما يلتزم اليهود الإصلاحيون بأن يقاوموا بين يهود أمريكا ظاهرة الإسلامفوبيا أي الخوف من الإسلام. وفي خلال بضعة شهور تطور هذا الإتفاق في30 أكتوبر2008 إلي إتفاقية توأمة بين مساجد الإخوان ومعابد اليهود الإصلاحيين في الولاياتالمتحدة وكندا. لكن المشهد الأكثر إثارة كما يقول عبد العظيم حماد( ص162 من كتابه قصة الإرتباط بين أمريكا والإخوان) تلك الرحلة التي نظمتها وزارة الخارجية الأمريكية وشارك فيها ثمانية من زعماء الإخوان المسلمين في الولاياتالمتحدة قاموا بزيارة معسكرات الإعتقال النازية لليهود في داخاو بألمانيا وأوشفيتز في بولندا. وغدا نكمل. * نقلا عن صحيفة الاهرام