أكد الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب على استقلالية سياسة مصر وقال انها ليست سياسة انتهازية مشيرا إلى أن هناك عوامل تجعل من مصر مستهدفة. وقال سرور - فى حديث أدلى به للاستاذ عبد الله كمال رئيس تحرير صحيفة روزاليوسف نشرته الاثنين - إن مصر تنتهج سياسة استقلالية نابعة من المبادىء ولاتتبع سياسات إنتهازية موضحا أنه لهذين السببين فإن مصر معرضة للضغوط حتى تكون مواقفها متفقة مع المصالح الاجنبية فى ظروف معينة وهذا ما لاتحيد عنه مصر بحكم موقفها التاريخى وقيادة الرئيس حسنى مبارك لها بطبيعته ومنهجه. وأكد سرور أن المواقف التى تتخذها مصر عقلانية تقوم على مبادىء واستقلالية لافتا إلى أن "هذا لايعجب بعض الدوائر التى تريد أن تغرس مصر أقدامها فى طريق يحقق مصالح هذه الدوائر". وأوضح أن مصر فى هذا الوقت الذى تنشغل فيه بالتنمية والتقدم أمامها أولويات كثيرة تهتم بها فهى تحتاج لتأكيد الاستقرار والامن فى الداخل دون تعارض مع مايتطلبه مركز مصر من مواقف قيادية. وتطرق سرور فى حديثه الى موقف مصر من قضايا المنطقة وقال انه بالنسبة للعراق فان مصر كان موقفها واضحا ضد الحرب على العراق ولم تسمع فيها نصائح مصر فلا يعقل أن يطلب من مصر إتخاذ مواقف معينة فى هذه الفترة التى ثبت فيها أن نصيحتها كانت غالية. وأضاف أن نصائح مصر فى النزاع الفلسطينى الاسرائيلى لم يأخذ بها الجانبان فى بعض الاحوال . وقال انه بالنسبة لايران فان مصر تربطها علاقات جوار وعلاقات تاريخية مع إيران وسائر دول المنطقة مما يجعل مصر تفضل ألا تقوم بدور يغضب أدوار هذه الدول فى بعض الاحيان يؤدى تحركها إلى تعقيد الموقف السياسى. من ناحية أخرى قال الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب إن المجلس مسرح تتنازع فيه القوى السياسية المختلفة القوة السياسية الغالبة فيه هى قوة الحزب الوطنى .. الا أن هناك أيضا القوى السياسية لجماعة ال88 المسماة بالكتلة وحزب الوفد والتجمع.. هذه القوى السياسية كل يريد أن يعمل ليكسب "بنطا" لنفسه وبالتالى من المهم أن يبرز وطنيته وخطه السياسى بصورة واضحة وينعكس هذا فى الاداء. وردا على سؤال حول تعرض الجبهة الداخلية لتحديات ..قال سرور "نعم تتعرض لتحديات مشيرا فى هذا الصدد إلى ضرورة المصارحة والمكاشفة وسد الطريق أمام الانتهازية السياسية . وأضاف أن هناك "مشكلات أتت مع أننا رغم التنمية التي تحققت نعيش في عصر ارتبط فيه اقتصادنا كدولة نامية بالاقتصاد الدولي.. وكنا نظن كما ظن غيرنا من الدول النامية أن هذا سيفيدنا من حيث إن اندماج الاقتصاد الوطني في الاقتصاد الدولي يعطيه عناصر قوة من خلال فتح أسواق للتصدير ونقل التكنولوجيا الينا . وأشار إلى أن الدول المتقدمة استطاعت عن طريق الاغراق بنقل التكنولوجيا المتقدمة أن تستثمر أموالها فى مصر لصالحها فتحمل الميزان التجاري المصري الكثير في سبيل استيراد هذه المتطلبات وتحملت الموازنة فوائد القروض ولم يكن اندماج مصر في الاقتصاد الدولي إلا مزيدا من انتعاش الدول المتقدة على حساب الاتقصاد المصري. ولفت إلى أنه لكي ينعتش الاقتصاد المصري يتطلب الأمر أن نأخذ من الاقتصاد الدولي مزيدا من القدرة الانتاجية لقد أعطانا الاقتصاد الدولي السمكة ولم يعطنا السنارة. وفى السياق ذاته أشار الدكتور فتحى سرور إلى أنه يتم سد الاحتياجات الوطنية بوسائل وطنية لا بوسائل مستوردة ولانخضع لمتغيرات التمويل من الخارج سواء عن طريق المنح أو القروض .. لأن هذا الطريق يعني كثرة الاستيراد والاعتياد على نمط معين من التنمية لا يتلاءم مع نمط التنمية في مصر.