يواجه مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير مهمة مستحيلة في اعادة الأمل بانهاء 60 عاما من الفشل في صناعة السلام منذ انتهاء الانتداب البريطاني لفلسطين واعلان قيام اسرائيل. و«المهمة المستحيلة» هو ما اطلقه المتشككون على تفويض رئيس الوزراء البريطاني السابق كمبعوث للرباعية لحل أعقد مشكلة دولية لا تزال قائمة. وبدأ بلير مهمته بزيارة لمدة يومين الى المنطقة استهلها من العاصمة الاردنية عمان حيث التقى وزير الخارجية عبد الاله الخطيب قبل ان يتوجه الى القدس للقاء وزير الخارجية الاسرائيلي تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك والقنصل الأميركي العام في القدس قبل أن يلتقي اليوم برئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس. ومن المتوقع الا يصدر سوى القليل من التصريحات العلنية. وقال ناطق باسم بلير إنه «يحضر من اجل الاستماع».ورغم انه (بلير) تحدث هو نفسه الاسبوع الماضي عن اماله في تحقيق تقدم الا ان احساسا يسود المجتمعين الاسرائيلي والفلسطيني بان هذا الموقف تكرر من قبل والصحف الفلسطينية والاسرائيلية التي خصصت مكانا لزيارته لم تبد أي تفاؤل بشأنها. وذكرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية في عنوان «بلير سيهدف الى تشجيع المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية». وطلبت اللجنة الرباعية من بلير ان يقدم بحلول سبتمبر خطة مبدئية لبناء مؤسسات الحكم المطلوبة لاقامة دولة فلسطينية قادرة على البقاء الى جانب اسرائيل. ولكن دبلوماسيين قالوا إن «هذا التفويض المحدود يمكن ان يتسع الى دور اكثر مباشرة في عملية السلام بين الاطراف المعنية».ويواجه بلير عقبات كبيرة والدولة الفلسطينية تبدو ابعد من اي وقت مضى مع انقسامات بين حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة وحركة «فتح» التي يتزعمها عباس وتسيطر على الضفة الغربيةالمحتلة. وقد تكون حكومة اسرائيل أضعف من أن تقدم تنازلات مثل الانسحاب من المستوطنات الاسرائيلية. كما أن العديد من العرب يشعرون بالاستياء من دور بلير في الحرب على العراق، اما اللجنة الرباعية فهي منقسمة حول ما اذا كان يتعين منحه تفويضا اوسع بالتفاوض. وقد يكون في صالحه تطلع الزعماء على الجانبين الى رفع مكاسبهم في الداخل باظهار تقدم نحو السلام. كما من المرجح ان تعطي علاقته الوثيقة بالرئيس الاميركي جورج بوش نفوذا مضافا الى بلير (54 عاما) الذي نجح في تحقيق السلام في ساحته الخلفية ايرلندا الشمالية. وقال مبعوث الرباعية في العاصمة البرتغالية لشبونة الاسبوع الماضي بعد ان التقى رايس وبقية أعضاء الرباعية «آمل ان اقدم شيئا في التوصل لحل لهذه القضية التي تعد ذات اهمية جوهرية للعالم». ويريد عباس من بلير ان يضغط على اسرائيل لتخفف قبضتها العسكرية على الضفة الغربية واتخاذ خطوات للاسراع بوتيرة المفاوضات. وتقول «حماس» التي تغلبت على فتح في غزة الشهر الماضي ان رئيس الوزراء البريطاني السابق موال لاسرائيل ومن المحتم ان يفشل.وبدلا من دور موسع لصنع السلام طلبت اللجنة الرباعية من بلير جمع اموال للفلسطينيين والمساعدة في بناء مؤسسات الحكم وتشجيع التنمية الاقتصادية لديهم. ويفضل المسؤولون الاسرائيليون بصفة عامة تفويضا اضيق لبلير يترك الولاياتالمتحدة مسؤولة عن اي محادثات.