تحتفل دول مجلس التعاون الخليجي غدا بمرور 32 عاما على تأسيس الاتحاد الذى استطاع خلال هذه العقود الثلاثة ان يفرض نفسه على الساحة الدولية كقوة اقتصادية وسياسية, وتكتل اقليمى, يحقق لشعوبه التواصل والتكامل وسط آمال ومساع حثيثة نحو الوحدة والاتحاد, كما تزهو بلاده بالامن والسلام وسط منطقة تموج بالاضطرابات والعنف. وذكرت الامانة العامة للمجلس في تقرير نشر في الرياض اليوم بهذه المناسبة ان الخامس والعشرين من مايو 1981 م شهد بزوغ فجر جديد على منطقة الخليج وشعوبها , حينما ترجم قادة دول منطقة دول مجلس التعاون الخليجي حلماk كان يشكل هاجساk سكن مخيلة أبنائها منذ زمن طويل, من خلال إصدار قرارهم التاريخي بالإعلان عن إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية, والذي جاء في ظل اعتبارات منطقية وطبيعية استوجبت تحقيق الحلم وترجمة الهاجس على أرض الواقع. وتتطلع شعوب المنطقة نحو الوحدة من منطلق السمات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية المشتركة التي تجمعهم, والعادات والتقاليد التي تربطهم, وتعتبر الأبعاد الاقتصادية والسياسية والأمنية هي حصيلة طبيعية لكل تلك السمات والمقومات. ويقع الاحتفال بهذه المناسبة وقد تحقق للمسيرة المباركة الكثير من الانجازات والعديد من المشروعات المشتركة, إضافة إلى التنسيق والتعاون والتكامل في المجالات كافة. وقال التقرير إن دول المجلس واصلت العمل على توحيد وتنسيق مواقفها السياسية تجاه العديد من القضايا الهامة, الإقليمية والدولية, في إطار عدد من الأسس والمرتكزات, القائمة على حسن الجوار, وعدم التدخل في الشئون الداخلية, وحل النزاعات بالطرق السلمية, ودعم القضايا العربية والإسلامية, وتطوير علاقات التعاون مع الدول والمجموعات الدولية. كان على رأس القضايا التى يوليها المجلس اهتمامه بعلاقات حسن الجوار, وفي هذا الإطار طالبت دول المجلس إيران بالالتزام التام بمبادئ حسن الجوار, والاحترام المتبادل, والأعراف والقوانين والمواثيق الدولية, وعدم التدخل في الشئون الداخلية لدول المجلس, وحل الخلافات بالطرق السلمية والحوار المباشر, وعدم استخدام القوة أو التهديد بها, بما يكفل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. وأكد المجلس على أهمية التزام إيران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبمبادئ الش``رعية الدولية, وحل النزاعات بالطرق السلمية, وجعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج العربي, منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية, والتأكيد على حق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية,في إطار الاتفاقية الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها, وتطبيق هذه المعايير على جميع دول المنطقة, كما أكدت على ضرورة انضمام إسرائيل إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية, وإخضاع كافة منشآتها النووية للتفتيش الدولي, من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما أولت دول المجلس اهتمامها بالصراع العربى الاسرائيلى, ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وحقه في اقامة دولته المستقلة وعاصتمها القدس الشريف, وانسحاب اسرائيل من كافة الاراضى العربية المحتلة. وأكدت دول المجلس على أن السلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة إلى حدود الرابع من يونيو 1967م, في فلسطين والجولان العربي السوري المحتل, والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان, وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. واستنكر المجلس استمرار السلطات الإسرائيلية وإصرارها على بناء آلاف الوحدات الاستعمارية في القدسالشرقية والضفة الغربية, وعزل المدينة المقدسة عن محيطها الفلسطيني, وكذلك الاستمرار في هدم المنازل والاعتداء على دور العبادة وجرف الأراضي الزراعية , ويعتبر ذلك لاغياk وفقاk لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وتبنى المجلس مسيرة احلال الامن والسلام في اليمن الشقيق من خلال المبادرة الخليجية التى قطعت حكومة الوفاق اليمنية شوطا كبيرا على طريق انجاز بنودها بالتنسيق مع كافة القوى والفصائل اليمنية وفتحت المجال واسعا لحوار وطنى شامل تشارك فيه كل التيارات والمناطق من اجل نبذ اسباب الفرقة والتمزق واستعادة الوحدة والاستقرار الى كل ربوع اليمن. واشار التقرير الى الدور الرائد لدول المجلس في دعم قضية الشعب السورى ونضاله من اجل تحقيق مطالبه المشروعه في الحرية والحياة الكريمة, وكذا دعم دول الربيع العربى للخروج من محنتها الاقتصادية التى واكبت حركة التغيير السياسى التى تشهده. ونوه التقرير بكل صور الدعم المادى والمعنوى الخليجى لقضايا العالم الاسلامى, وكذا قضايا الامن والسلم الدوليين.