أكد فضيلة الدكتور شوقي علام – مفتي الجمهورية – أن دار الافتاء المصرية هي مرآة المجتمع، فهي تقوم بقراءة الحركة المجتمعية في كل يوم من خلال الإحصاءات التي تصل الدار من لجان الفتوى المتعددة، مشيرًا إلى أنه من خلال هذه الإحصاءات استطاعت الدار أن ترصد الهموم المجتمعية التي يعيش فيها الإنسان المصري بل العالم كله، حيث تستقبل الدار أسئلة من خارج مصر وتجيب عنها بأكثر من 10 لغات. وأضاف فضيلته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته دار الإفتاء اليوم الأحد، بمناسبة إطلاق البرنامج الرابع لتأهيل المقبلين على الزواج، أنه منذ سنتين تقريبًا ونحن نقرأ هذه الإحصاءات وجدنا أنه في خلال الخمس سنوات الماضية – بحسب الجهاز المركزي للإحصاء- ارتفعت نسبة وقوع الطلاق، خاصة في السنوات الخمس الأولى من الزواج، حيث رصدنا تلك الظاهرة، وقرأنا المشكلة، فوجدنا أن هناك أسبابًا لوقوع الطلاق، منها عدم معرفة حقيقية بين الزوجين في السنوات الأولى بأصول العلاقة الأسرية، وكذلك عدم معرفة الحقوق والالتزامات التي ترتبت على عقد الزواج. وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الدار لاحظت أنه لا بد من وجود وسائل لعلاج تلك المشكلات بالعمل الوقائي بتبصير الزوجين بأصول الحياة الزوجية وكيفية إدارة الحياة الزوجية، وإدراك المسئولية التي ألقيت على عاتق الزوج والزوجة؛ لأنها مسئولية مشتركة فيما بينهما، وكونها أيضًا تؤثر سلبًا أو إيجابًا في المجتمع. وأضاف فضيلة المفتي أن دار الإفتاء عقدت ثلاث دورات ناجحة من قبل، وتحرص بعد انتهاء كل دورة أن تقيمها لتلافي السلبيات في الدورات المقبلة، وأخذ المقترحات من المتدربين، وبناء على ذلك وجدنا نجاح هذه الدورات والاستمرار فيها هو الأنفع للمجتمع، ولذلك نطرح مبادرة أن دورات المقبلين على الزواج يجب أن تعمم بجانب الاستفادة من تجارب الدول الأخرى، حيث لاحظنا انخفاض نسب الطلاق في تلك الدول. وتابع فضيلة المفتي أن دار الإفتاء أنشأت كذلك وحدة للإرشاد الأسري داخل الدار، حيث تحال إليها المشكلات من إدارات الفتوى المختلفة، فضلاً عن إدارة فض المنازعات الأسرية. وأوضح مفتي الجمهورية في المؤتمر الصحفي أن المرحلة العلاجية في دورات تأهيل المقبلين على الزواج – التي تنظمها الدار – تأخذ مسارين، الأول فض المنازعات الأسرية سواء أكانت مالية أو عائلية، والتي تُحال من قبل إدارة لجان الفتوى إلى فض المنازعات، والمسار الثاني هو التحقيق الدقيق في مسائل الطلاق، كاشفًا أنه ورد إلى الدار 3277 سؤالاً حول الطلاق أوقعت الدار ثلاث حالات منها فقط في الشهر الماضي. ولفت إلى أن دار الإفتاء في معالجة المشكلات الأسرية وجدت أن كثيرًا من الأسئلة الغالب فيها القسم والأيمان، والفتوى في دار الإفتاء تقول إن الأيمان لا تقع ويجب فيها الكفارة فقط، ونحن نعمل على علاج تلك المشكلة وغيرها من المشاكل ولا نقتصر على الطلاق فقط. كما أكد فضيلة المفتي أن دار الإفتاء تخاطب الشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتقدم مجموعة من النصائح الدسمة والمتنوعة على الصفحات التابعة لها، مضيفًا أن الدار تحرص على مخاطبة الشباب بلغاتهم، ومعرفة ما يدور في أذهانهم للوصول إليهم بشتى الوسائل الممكنة، كما أشار إلى أن دار الإفتاء ستحرص خلال الفترة المقبلة على عقد الدورات التدريبية لتأهيل المقبلين على الزواج بمحافظات الجمهورية.