اعتبر رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية معاذ الخطيب, أن الحكومة الحالية الموجودة في سوريا, إذا ما أعطاها رئيس النظام بشار الأسد الصلاحيات الكاملة من أجل إعادة هيكلة البلاد, مع تنحيه, فإن ذلك يمكن أن تشكل حلا, ينهي معظم أجزاء المشكلة في البلاد, نافيا حصول أي لقاء أو اتصال مع أي جهة رسمية من النظام, سواء أكان بشكل مباشر, أم غير مباشر. وشدد الخطيب على أن الائتلاف لا يسعى من أجل السلطة أو مناصب معينة, وإنما يبحث عن كيفية إخراج الشعب من محنته, معتبرا أن فكرة المبادرة هي إنسانية محضة, بسبب معاناة الشعب الشديدة, وتدق ناقوس الخطر بأن الشعب السوري, يجب أن يعطى حقه. وعن مسار التفاوض والثورة, أوضح رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن النظام ماطل واحتال من أجل امتصاص المبادرة وتفريغها كعادته, والمطلوب كان بسيطا جدا وهو إطلاق سراح المعتقلين وفي مقدمتهم النساء, وبين الخطيب, أنه اذا أراد النظام المضي قدما مع المبادرة, وهو الذي يتحمل مسيولية ذلك, فليمنح الحرية للشعب, ويقيم حكومة مؤقتة يعطيها صلاحيات كاملة, تبدأ بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية المتوحشة وتكون مفتاحا للحل, تحت رعاية وضمانة دولية, في وقت جدد تأكيده بأن الائتلاف لم يفكر أبدا, ولم يعط ضمانات من أجل بقاء الأسد, وهناك اتفاق بذلك. واستطرد الخطيب قائلا إنه "لا يوجد خلاف على أن رحيل الاسد هو مطلوب, ولكن طريقة الرحيل بحاجة إلى ترتيب, ولا تتم بليلة وضحاها, والبعض من المعارضة يعتقد أن مجرد ذكر هذه الكلمة يكفي لإنجاز حل سياسي, لكن هذا جزء من عملية سياسية تؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة, وتوفر الدماء والخراب على الشعب. وانتقد الخطيب المجتمع الدولي, لأنه لا يعطي لما يجري في سوريا العناية الكافية, وذلك لأسباب مختلفة, بل يترك الأمر لمدة زمنية غير محددة, ويحاول التعويض عن الاهتمام بالأزمة, بالتركيز على المساعدات الانسانية, وهناك دول تقدم المساعدات لحفظ ماء الوجه مؤكدا أن تركيا هي أكبر جهة فتحت أبواب الدعم الإغاثي. وعن لقائه مع وزير الخارجية الإيراني "علي صالحي", في ميونخ قبل أكثر من أسبوعين, أفاد الخطيب بأن إيصال الرسالة المباشرة أقوى من إيصالها عبر الوسطاء, مشيرا إلى أنه أراد القول للإيرانيين بأن ما يفعلونه في سوريا غير مقبول , لأن الدعم اللامحدود لنظام متوحش, سيعود بنتائج وخيمة جدا, يحول الصراع في سوريا إلى نزاع سني شيعي في المنطقة. وعن الهيئة السياسية للائتلاف أوضح رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية معاذ الخطيب أن الحراك الثوري بحاجة إلى عقل سياسي لكي يعينه, حيث جرت أكثر من محاولة لانضاج هذا الموضوع, لذا تم العمل لاختيار هيئة سياسية مؤقتة, ريثما يتم الاعتماد عليها من قبل الائتلاف, وهي مكونة من 12 عضوا, خمسة منهم من مجلس الرئاسة, وهم من المعروفين والمشهود لهم بالخبرات السياسية, ويسعون لوضع الائتلاف في المسار الصحيح. وعن الانتقادات التي وجهت للائتلاف, فأرجعها الخطيب إلى أن الإشكال الرئيسي الذي حصل, هو بسبب ثقل المسئوليات التي برزت فجأة, فالوضع الداخلي يعيش في حالة مأساوية, لها محاور كثيرة, وما هو مطلوب كبير, فهناك شعب يقع منذ عامين تحت الحصار والتعذيب والتشريد والاعتقال والتهجير, وكل الجهود المبذولة أقل من المطلوب.