أصدر الرئيس حسني مبارك قرارا جمهوريا بدعوة الناخبين للاستفتاء علي التعديلات الدستورية التي أقرها مجلس الشعب أمس الأول يوم الإثنين المقبل, بدءا من الثامنة صباحا وحتي السابعة مساء, وفقا للقواعد المنصوص عليها في قانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية. وسوف تعقد وزارة الداخلية اليوم مؤتمرا صحفيا, تحدد فيه الإجراءات الخاصة بالاستفتاء. وقد حذر مسئول أمني من محاولات بعض القوي غير الشرعية التأثير في سير عملية الاستفتاء والإخلال بالأمن, وتعطيل الحركة في الشارع خلال يوم الاستفتاء, مشيرا إلي أن هناك معلومات وردت بهذا الشأن, وهو ما ستتم مواجهته وفقا للقانون. وأكد المسئول أن حق إبداء الرأي مكفول للجميع, ولن يسمح بالتظاهرات التي تهدف إلي تشويه الحياة الديمقراطية في هذا اليوم. وعلم أحمد موسي مندوب الأهرام أن عدد الناخبين المدعوين للإدلاء بآرائهم في الاستفتاء يبلغ نحو35 مليون مواطن, ويحق للناخبين المقيدة أسماؤهم في الجداول الانتخابية الإدلاء بأصواتهم بالبطاقة الشخصية, أو جواز السفر, أو بأي وثيقة لإثبات الشخصية, وذلك في دوائرهم الانتخابية, ما عدا الدوائر المخصصة للوافدين, والذين يقيمون خارج مواطنهم الانتخابية فيدلون بأصواتهم بموجب البطاقة الانتخابية فقط. وسيتولي أعضاء الهيئات القضائية الإشراف علي اللجان العامة وفقا للقانون, التي يبلغ عددها334 لجنة عامة, بينما تتولي الجهات الأخري, التي حددها القانون, الإشراف علي اللجان الفرعية, والتي يزيد عددها علي30 ألف لجنة فرعية. وقد عقد أمس اجتماع بممثلي الجهات المعنية بالعملية الانتخابية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل عملية التصويت. وصرح مصدر مسئول بوزارة الداخلية بأنه ستبدأ اليوم طباعة بطاقات إبداء الرأي للاستفتاء, علي أن يتم الانتهاء منها خلال الأيام الثلاثة المقبلة لتكون جاهزة صباح الأحد المقبل لتوزيعها علي مديريات الأمن بالمحافظات, التي ستقوم بدورها بتسليمها إلي اللجان العامة القضائية المشرفة علي إجراء الاستفتاء, والتي ستتولي توزيعها علي اللجان الفرعية. ومن المقرر أن تعلن نتيجة الاستفتاء يوم الثلاثاء من خلال وزير العدل, باعتباره رئيس اللجنة العليا المشرفة علي الاستفتاء. وحول نفس الموضوع كتبت الجريدة فى "رآى الأهرام": المهم الآن أن نذهب لصناديق الاستفتاء! في حياة أي شعب من الشعوب لحظات فاصلة يضع فيها التاريخ هذا الشعب أو ذاك أمام السؤال الصعب: هل تكون أو لا تكون؟! ومصر تشهد الآن واحدة من هذه اللحظات الفارقة عندما يتوجه أبناؤها بعد أيام إلي صناديق الاستفتاء علي التعديلات التي أقرها مجلس الشعب مساء أمس الأول لتعديل34 مادة من مواد الدستور.وقد يبدو لبعض الذين تابعوا المناقشات الحامية التي واكبت إقرار التعديلات أن اعتراض نواب الأقلية في المجلس يمثل خللا في التعديلات, أو خللا في العملية الديمقراطية نفسها, وهذا تصور يجانبه الصواب تماما.لماذا؟ لأن الأصل في الديمقراطية في الدنيا كلها هو أن رأي الأقلية محترم لكن قرار الأغلبية هو الذي يطبق, تلك هي الديمقراطية. ومادام نواب الأغلبية في مجلس الشعب وافقوا علي هذه التعديلات الدستورية.. فإن التعديلات تكون قد حازت علي مشروعيتها المطلوبة, وأي كلام بخلاف ذلك يعد مخالفة واضحة لمنطق الديمقراطية الذي ارتضاه نواب الأقلية هؤلاء أنفسهم عندما تقدموا للترشيح في هذا المجلس من الأصل! إن المعني هنا هو: مادمت أيها النائب العزيز ارتضيت من البداية بشروط الممارسة الديمقراطية فلا يصح أن تتنصل منها! علي كل حال.. لقد حازت التعديلات علي مشروعيتها وانتهي الأمر, والكرة الآن أصبحت في ملعبنا نحن الشعب لنقول رأينا فيها من خلال الاستفتاء.إن علينا أن نذهب لنشارك ونقول كلمتنا أيا كانت, المهم أن نذهب إلي الصناديق, حتي لا تفلت منا لحظة تاريخية مهمة كما أفلت الكثير غيرها من قبل!