تحت عنوان "عام المواجهه فى فرنسا مع الاسلام " نشرت صحيفة فيلادلفيا ترومبت الامريكية تقرير تشير فيه باصابع الاتهام الى الاسلام و المسلمين و بانهم يقفون وراء كل اضطراب يحدث فى فرنسا و السبب فى انقسام المجتمع الفرنسى . وتقول الصحيفة فى تقريرها ان حرق السيارات عشية السنة الجديدة اصبح شبه تقليد فى فرنسا. ومع بداية كل عام يثير الشباب اعمال الشغب. وهذه المرة، احرقوا 1193 سيارة فى عدة مدن. وبطبيعة الحال، جذبت هذه الاحداث كثير من اهتمام وسائل الاعلام. ولكن جميع التقارير الرئيسية عن هذا الموضوع غامضة و لا تتناول عنصر هام من القضية الا وهو من يقوم بهذا الحرق؟ ولعل وسائل الإعلام الفرنسية والتزامهم الصمت خوفا من ان نشر الحقيقة سوف يصب الزيت على النار.. من هم هؤلاء الشباب الذين يثيرون الشغب؟ بالطبع التقارير تحتوي على تلميحات حول هذا و لكن لا تتسم بالجراءة لتحديد هويتهم. وكالة أسوشيتد برس تقول " لقد بدأت هذه الممارسة بين الشباب في كثير من الأحيان، وهم من فقراء الأحياء الفرنسية و كانت البداية فى التسعينيات في المنطقة المحيطة بستراسبورج في شرق فرنسا " وستراسبورغ هي موطن أكبر مسجد في فرنسا وبها عدد كبير من السكان من المسلمين.. و قد اصبح حرق السيارات " هو صوت الاحتجاج خلال الاضطرابات التي قام بها الشباب اليأئس من سكان مشاريع الإسكان والتي اجتاحت فرنسا في خريف عام 2005 . بينما كتبت صحيفة نيويورك تايمز ان الذين قاموا بأعمال شغب في عام 2005، في ذلك الوقت، كان غالبيتهم العظمى من الشباب المسلم ، وذوي الأصول الأفريقية أو من شمال أفريقيا و يقول تقرير الصحيفة الامريكية ، اذا كان الاعتقاد الراسخ ان المسلمين هم من يتسبب بأعمال الشغب (وفقا لتفسيرات اليمين الفرنسى ) أو أن الشرطة الفرنسية ترفض حماية المناطق المسلمة الفقيرة في فرنسا ، إلا أنه من الواضح ان فرنسا لديها مشكلة مع الإسلام.. وهذا ما أصبح واضحا للفرنسيين أيضا خاصة بعد هجمات العام الماضي على اليهود. هذا الاسبوع، نشر معهد و مركز أبحاث جيت ستونGateston الامريكى ، تقريرا شاملا بعنوان " أسلمة فرنسا " تفاصيل المواجهات بين الإسلام و المجتمع الفرنسي. و قيه يذكر انه في أغسطس الماضى ، أعلنت الحكومة الفرنسية خطة لتعزيز الشرطة في 15 منطقة تتصف بزيادة معدل الجريمة التي تعاني منها فرنسا، في محاولة لتأكيد سيطرة الدولة على البلاد على ما يسمى بالمناطق" المغلقة" حيث الأحياء التى يهيمن المسلمون عليها . من الواضح خطة الحكومة لم تنجح.. لكن تقرير معهد جيت ستون يلاحظ أن المواقف الفرنسية تجاه الإسلام آخذة في التغير حيث اشارت "استطلاعات رأي الناخبين في فرنسا ... أن الإسلام ومسألة هجرة المسلمين اصبحت في عام 2012 قضية تاتى على راس الاهتمامات العامة ، فقد اصبح الفرنسيون، على ما يبدو، يشعرون بالقلق على نحو متزايد من تأسيس مجتمع اسلامى موازى للمجتمع الفرنسى ". وفى استطلاع نشر في اكتوبر من العام الماضي وجُد أن 60 في المئة يعتقدون ان الإسلام أصبح اكثر تغلغلا و مؤثر جدا. وقال ثلاثة وأربعون في المئة ان وجود المهاجرين المسلمين يشكل تهديدا للهوية الوطنية الفرنسية ، مقارنة ب 17٪ قالوا انها تثري المجتمع الفرنسى. بينما قال نحو ثلاث وستين في المئة انهم يعارضون ارتداء النساء المسلمات للنقاب أو الحجاب الإسلامي في الأماكن العامة.. و نحو18 في المئة فقط كان يدعم بناء المساجد الجديدة. وقال جيروم فورك رئيس المعهد الفرنسي للرأي العام " ان نتائج "استطلاعنا يبين تصلب في آراء مزيد من افراد الشعب الفرنسي ، وفي السنوات الأخيرة، لم يكن هناك أسبوع لم يكن الإسلام في قلب الاخبار لأسباب اجتماعية: مثل الحجاب، الطعام الحلال، والأخبار المثيرة مثل هجمات إرهابية أو الجغرافيا السياسية." فى خضم هذا ..كانت ابرز عناصر المواجهه بين الاسلام و المجتمع الفرنسى حينما نشرت المجلة الساخرة شارلي ابدو الرسوم الكاريكاتيرية عن النبى محمد.. وقام الإسلاميون بالرد بالقنابل الحارقة لمكاتبها في نوفمبر 2011 . و تختتم صحيفة فيلادلفيا ترومبت الامريكية تقريرها بالتذكير انه منذ ما يقرب من ألف سنة مضت، كانت فرنسا في قلب الصدام بين الإسلام والحضارة المسيحية فىاوروبا. والآن، فرنسا موطن اكبر عدد من سكان الاتحاد الأوروبي من المسلمين ، في قلب هذا الصدام مرة أخرى. وسواء ما إذا تم إلقاء اللوم على المهاجرين المسلمين، أو المجتمع الفرنسي، فمن الواضح أن فرنسا تعاني من انقسام مرير. وهناك العداء والكراهية على الجانبين.. وسوف تكون 2013 السنة التي سيواجه فيها الساسة الفرنسيون الاسلام الراديكالي.