يجتمع كبار قادة العالم غدا الثلاثاء في نيويورك في أول تجمع من نوعه لمناقشة مسألة اللاجئين والمهاجرين ، في إطار على هامش قمة الأممالمتحدة بشأن اللاجئين والمهاجرين التي تبدأ الإثنين 19 سبتمبر . ويتطلع البعض إلى مؤتمر قمة الزعماء بشأن اللاجئين، الذي سيعقده الرئيس باراك أوباما على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في اليوم التالي 20 سبتمبر، لتحقيق نتائج فعالة ، رغم ان قمة الاممالمتحدة ستعتمد مشروع الإعلان الختامي " إعلان نيويورك" بشأن اللاجئين. وتجدر الإشارة إلى أن الأهداف المعلنة لقمة الزعماء هي مضاعفة عدد اللاجئين الذين يعاد توطينهم أو يُسمح بدخولهم إلى بلدان ثالثة من خلال القنوات القانونية الأخرى وزيادة تمويل الاستجابات الإنسانية بنسبة 30 بالمائة؛ وزيادة عدد اللاجئين الملتحقين بالمدارس والذين يُمنحون الحق القانوني للعمل بواقع مليون لكل منهما. وقد وجهت الدعوة فقط إلى الدول التي أبدت استعداداً لتقديم التزامات "جديدة وهامة". ولم يتم الإعلان عن قائمة الحضور، ولكن من المتوقع أن تشارك فيها ما بين 30 و35 دولة، بما في ذلك الوسطاء، وهم كندا وإثيوبيا وألمانيا والسويد والأردن. والتزم مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية الصمت أيضاً حول ما ستتألف منه الالتزامات الجديدة. وإذا قدمت البلدان تعهدات جديدة كبيرة بالفعل، سيكون أحد مصادر القلق الرئيسية هو: من الذي سيكون دوره التأكد من تنفيذها بالفعل، لاسيما بالنظر إلى أن هذا المؤتمر تستضيفه إدارة أمريكية توشك على الرحيل.. وبالعودة الى " إعلان نيويورك" الذي وافقت عليه 193 دولة من الدول الأعضاء مطلع أغسطس الماضي . يحدد المشروع قائمة طويلة من الالتزامات الغامضة لمعالجة الأسباب الجذرية لتحركات اللاجئين والمهاجرين الكبيرة: احترام حقوقهم؛ ومكافحة كراهية الأجانب واستغلالهم لهم؛ وتعزيز جهود البحث والانقاذ؛ وسد الفجوات التمويلية وما إلى ذلك. ويتم كل هذا مع الاعتراف بحقوق الدول الفردية، التي تكون متناقضة في كثير من الأحيان، في إدارة حدودها والسيطرة عليها و"اتخاذ التدابير اللازمة لمنع عبور الحدود بطرق غير نظامية". وأحجمت الولاياتالمتحدة ودول أعضاء عديدة أخرى أثناء اعداد مشروع الاعلان عن الالتزام بإنهاء احتجاز الأطفال، ووافقت فقط على الإشارة إليه على أنه "الملاذ الأخير" وعلى "العمل من أجل إنهاء هذه الممارسة". كما تعرض المشروع لحالات حذف أخرى أكثر وضوحاً ، وعلى وجه الخصوص، الالتزام بتوطين 10 % من مجموع اللاجئين في العالم سنوياً (أي ما يعادل حوالي 2.1 مليون شخص في عام 2015). الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد دعا إلى ذلك في توصياته لنتائج القمة، ولكن الإعلان ينص فقط على وجود نية ل"زيادة عدد المسارات القانونية ونطاقها" بغرض السماح للاجئين بدخول بلدان ثالثة. كما لا يرد ذكر الاتفاق العالمي على تقاسم المسؤولية عن اللاجئين، الذي كان من المفترض أن يصبح واحداً من النتائج الرئيسية للقمة. وبحسب احصائيات الاممالمتحدة فهناك اليوم أكثر من 244 مليون مهاجر في العالم. كما يزيد حاليا عدد المهجَّرين قسرا من دياريهم عن 65 مليون شخص نصفهم من الأطفال. ويواجه اللاجئون الفارون للنجاة بأنفسهم في أحيان كثيرة جدا مخاطر جسيمة في رحلتهم نحو الأمان ، ويعاني الكثير منهم عند وصولهم من التمييز بل والاحتجاز. ونظرا لأن الحروب بات أمدها الآن أطول من ذي قبل، فقد ازدادت صعوبة عودة اللاجئين إلى ديارهم، مما جعل فترة التشريد تمتد عبر الأجيال في بعض الحالات. وخلافا للانطباعات السائدة، فإن الغالبية العظمى من اللاجئين ليست في البلدان الغنية ، إذ تبلغ نسبة الموجودين منهم في العالم النامي 86 %. والبلدان الأكثر فقرا التي تستضيف لاجئين لا تتلقى مساعدة كافية. وفي العام الماضي، لم تحقق النداءات الإنسانية للأمم المتحدة إلا ما يزيد قليلا عن نصف الأموال المطلوبة. ويرى الأمين العام للامم المتحدة ان مؤتمر قمة الأممالمتحدة المعني باللاجئين والمشردين إنجاز كبير في لحظة حاسمة ، حيث تعتبر مسألة اللاجئين محل جدل واسع وفرصة لمن يريدون إثارة المشاعر في وقت تطغى فيه على النقاش العام أصوات صاخبة عديدة جدا، في حين تستجيب الحكومات من مختلف أنحاء العالم بخطوات محسوبة يمكن أن تحقق نتائج فعلية إذا تم الالتزام بالوعود التي قطعت. وتسلم الأمين العام عريضة " #مع_اللاجئين" في نيويورك في حفل حضره الرئيس الجديد للجمعية العامة بيتر تومسون. وقد قام بتسليم العريضة التي تجاوزت المليون توقيع، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي، إلى جانب عدد من اللاجئين والداعمين البارزين للمفوضية، في لفتة رمزية وذلك قبل أيام فقط من قمة الأممالمتحدة بشأن اللاجئين والمهاجرين. وتدعو العريضة ممثلي حكومات 193 دولة مشاركة في القمة للتأكيد على وجوب التحاق جميع الأطفال اللاجئين بالمدرسة، وأن يكون لجميع اللاجئين مكان آمن يعيشون فيه وأن يتمكن كافة اللاجئين من العمل والمساهمة في مجتمعاتهم المحلية. وقد جاءت هذه المناسبة تتويجا لأسبوع من البث المتواصل عبر العالم من قبل أنصار المفوضية على فيسبوك لتشجيع الجمهور على التوقيع على عريضة #مع_اللاجئين والتي ستبقى حتى تحقق جميع أهدافها. وشهد حفل التسليم مشاركة الشاعرة إيمي محمود والتي كتبت قصيدة للطفل السوري اللاجئ إيلان كردي، لتلقى بعدها كلمات من بين ستيلر، وهو من الداعمين للمفوضية، وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية وعارضة الأزياء واللاجئة السابقة أليك ويك. وكانت سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية كيت بلانشيت، قد أطلقت حملة التوقيع هذه من خلال فيلم أنتجته مع فيسبوك بعنوان "هذا ما سيحملونه معهم"، يتناول الأشياء التي يحملها اللاجئون معهم عندما يفرون، ويعبر عن الصدمة التي يتعرض لها هؤلاء الأشخاص عند مغادرة منازلهم. من ناحية أخرى دعت منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) الدول الأعضاء, المقرر أن يجتمعوا في مدينة نيويورك الثلاثاء المقبل لبحث أزمة اللاجئين إلى التركيز على مساعدة 50 مليون طفل يشكلون نصف عدد اللاجئين والنازحين حول العالم. وطالب نائب المدير التنفيذي لمنظمة "اليونيسف" جستن فورسيث بضمان أن يستمر الأطفال في تعليمهم حتى لو كانوا نازحين أو دمرت مدارسهم في الحرب, وكذلك أن لا يتم حبس الأطفال الذين يصلون دون ذويهم أودون أوراق حيث تقوم بعض الدول بوضعهم في زنزانات. ويدعو البنك الدولي الى تطبيق سياسات مساعدة من شانها ان تسمح للاجئين والنازحين بالعمل وكسب المال وتطوير مهاراتهم لان المساعدة الانسانية التي قدرت ب22 مليار دولار في 2015 لم تكن كافية. وتعتمد الدول الغنية برامج دمج بطيئة ومتفاوتة النتائج. فاذا كان اللاجىء يحتاج في الولاياتالمتحدة الى اقل من 10 سنوات لايجاد عمل، فالامر يستغرق اكثر من 15 عاما في الاتحاد الاوروبي. وعلى مستوى الشارع الاوروبي وفي بريطانيا على سبيل المثال خرجت مسيرة تضم نحو عشرين الف متظاهر بعد ظهر السبت في وسط لندن مطالبين بسياسة اكثر انفتاحا على صعيد استقبال اللاجئين. وترفض المملكة المتحدة المشاركة في الحصص الاوروبية لتقاسم اللاجئين الذين وصلوا الى اوروبا، فيما تعهدت باستقبال عشرين الف سوري على مدى خمسة اعوام يأتون من مخيمات اللاجئين على الحدود السورية. ورفع المشاركون في المسيرة لافتات كتب عليها "عالم واحد، شعب واحد" و"الاصدقاء مرحب بهم هنا" و"متساوون جميعا" ،ثم اتجهوا الى مقر رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي ، واطلقوا هتافات تقول "دعوا اللاجئين يبقون، فلترحل تيريزا ماي".