دخلت الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منعطفا جديدا عقب قرارات رئيس الجمهورية وتحصينها ضد الطعن عليها ، حيث سيطرت حالة من القلق والارتباك بين المتعاملين بالبورصة وتصاعد حدة المخاوف في محيط شارع الشريفين المؤدي إلي مبني البورصة الرئيسي بوسط البلد وهو المكان الذي يتجمع عليه المستثمرون للمناقشة في أداء السوق وحسم قراراتهم الاستثمارية. ويأتي تصاعد المخاوف علي خلفية التطورات التي تشهدها الساحة السياسية واستمرار نزيف الخسائر بمؤشرات السوق التي لم يفلح معها الشراء المكثف للمستثمرين العرب بقيادة السعودية وقطر ، حسبما ذكرت صحيفة الوفد الاحد . وكانت الجلسات السابقة قد شهدت تراجعات حادة لمؤشرات السوق وتخارج المستثمرين نتيجة تصاعد الاحداث ، وتوقع خبراء ومحللون ماليون أن تواصل الاسهم التراجعات الحادة في ظل الغموض الذي تشهده البلاد نتيجة صراع الفصائل السياسية علي السلطة. وأشاروا إلي أن العديد من شركات السمسرة صارت تواجه المجهول في ظل أن صناعة سوق المال يضم أكثر من 3 آلاف موظف وهو ما يزيد الامر تعقيدا. قال هاني حلمي خبير أسواق المال إنه في ظل تطور الاوضاع السياسية صارت الامور أكثر تعقيدا وغموضا، مما قد يكون له الأثر السلبي علي المستثمرين في جلسة الاحد المتوقع لها مزيد من الخسائر رغم أن المستثمرين فقدوا ما لديهم من أموال كي يقوموا بعمليات بيعية وشرائية ، وبالتالي فإن السائد في التعاملات سيكون حجم تداولات ضعيفة . وأشار وائل أمين خبير أسواق المال الي أن مؤشرات السوق تجاوزت كل مؤشرات الدعم المحددة ، وأنه ليس أمام المستثمرين سوي الاحتفاظ بما لديهم من أسهم، لحين استقرار الاوضاع حيث إن السوق اعتاد مثل هذه الصدمات ، خاصة أنه مر عليها قرابة العامين ، وحقق مكاسب المستثمرين الذين احتفظوا بالاسهم التي بحوزتهم تجاوزت 500%. وأوضح أن مؤشر الثلاثين الكباري يتحرك أعلي مستوي 4680 نقطة قد تكون منطقة دعم قوية للمؤشر، وأضاف أن قيم وأحجام التعاملات الضعيفة ستكون معبرة عن الاوضاع المضطربة علي الساحة. طالب محسن عادل ، نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار بضرورة التحرك برؤية واضحة ومحددة على المستوى الاقتصادى والسياسى، وأن البورصة لن تكون جاذبة للاستثمار بدون استقرار. وأشار إلي أن ما يمر به السوق يؤدي الي قلق المتعاملين وقد تكون الصورة أكثر ضبابية للمستثمر الأجنبي فالبورصة مؤشر لما يحدث في الدولة ومصر في حاجة لنوع من التوافق والاستقرار وخاصة أن جميع الأحداث تؤثر في اتخاذ القرار للمستثمر في الشراء والبيع مضيفا أن هناك أوقاتا إيجابية تؤثر على تعاملات الأسواق بالإيجاب، وهناك أوقات سلبية تؤثر عليها أيضا . وأوصي المستثمرون بعدم اتخاذ قراراتهم وفقاً للأحداث السياسية لأن القرارات العشوائية قد تتسبب في خسائر فادحة .