أكد رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي علي متانة العلاقات الاوروبية المتوسطية مشيرا الي ان ملف العلاقات بين دول شمال وجنوب المتوسط يحتل صدارة اهتمام السياسة الخارجية للحكومة الإيطالية. وأوضح برودي ان السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي كانت 'تميل بشدة نحو الشرق' وكانت 'خيارا مفروضا' بعد سقوط جدار برلين اما اليوم فإن الاولوية متوسطية بهدف اقامة منطقة تبادل حر، وهو هدف كثيرا ما جري التأكيد عليه دون تحقيقه وحتي نصل الي ذلك الهدف البعيد علينا اولا تحقيق العديد من الاهداف القريبة. جاء ذلك في ختام فعاليات مؤتمر علاقات اوروبا بدول المتوسط والذي نظمته الغرفة التجارية بميلانو تحت رعاية وزارة الخارجية الايطالية وحضره الدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء. وقد أكد برودي أن منطقة جنوب المتوسط قد شهدت مؤخرا نموا اقتصاديا بارزا ولكن يظل التحدي الأكبر يتمثل في مشكلة البطالة حيث يجب توفير 100 الف فرصة عمل في السنوات القادمة. وتتألف الاستراتيجية التي تستهدف المنطقة المتوسطية التي يتبناها رئيس الوزراء الإيطالي من اربعة جوانب فلا تقتصر فقط استراتيجيته علي إقامة بنك موحد للمنطقة وأنما تهدف ايضا إلي تأسيس مصرف، صندوق للتنمية للمنطقة المتوسطية وبناء بعض الجامعات الفنية تكون متساوية في العدد جنوب وشمال المتوسط وبعدد متساو من الطلاب واساتذة الجامعة سواء بالجنوب او الشمال والاهتمام بقضية الهجرة. وقد اقترح برودي تشكيل اليات لتجنيد القوي العاملة والتدريب وتبادل الخبراء ودعم الراغبين في العودة إلي بلدانهم للعمل في الاستثمار. وكان مؤتمر علاقات أوروبا بدول المتوسط الذي صار تقليدا لبحث العلاقات بين اوروبا ودول الساحل الجنوبي للبحر المتوسط فرصة لعقد اللقاءآت وتبادل وجهات النظر وطرح المقترحات والاراء حول مستقبل التعاون بين حوض البحر المتوسط ودول اوروبا. وقد اختتم المؤتمر اعماله دون اتخاذ توصيات او قرارات فعلية بشأن تحديد سبل التعاون والدور الذي يمكن ان تقوم به دول الاتحاد الاوروبي لخلق قنوات تجارية واقتصادية جديدة تعمل علي النهوض بالمنطقة. وقد أعطت وسائل الاعلام الايطالية المقروءة والمسموعة والمرئية اهتماما وحيزا كبيرا للحديث عن مشاركة الدكتور احمد نظيف مع نظيره الايطالي رومانو برودي في افتتاح فعاليات الدورة الخامسة للمختبر الاوروبي الذي شارك فيه عشرات الوزراء من المنطقة. ونشرت وكالة ادنكرونس الايطالية للانباء تقريرا اخباريا اشارت فيه الي كلمة الدكتوراحمد نظيف التي حث فيها المجتمع الدولي علي الوقوف بجانب الفلسطينيين مؤكدا أنه لا يعقل ان تظل معاناة الفلسطينيين بلا حل وقال نظيف في كلمته أمام ضيوف المؤتمر بأنه 'لا يعقل ان نعيش في القرن الحادي والعشرين بينما يقف العالم عاجزا عن ايجاد حل عادل للمعاناة الطويلة التي يعيش الفلسطينيون تحت نيرنها'. كما اجري نظيف مباحثات ثنائية مع رومانو برودي علي هامش اعمال المؤتمر وانضمت اليهما وزيرة التجارة الدولية ايما بونينو تناول فيها تطورات الوضع في المنطقة خاصة القضية الفلسطينية والاوضاع في الشرق الاوسط ومهمة اليونيفيل في جنوب لبنان التي تقودها ايطاليا بصفة عامة وكان هناك تطابق كبير في وجهات النظر بينهما.