تأتى زيارة رئيس الوزراء اليابانى " شينزو آبى " لمصر اليوم الأربعاء 2 مايو 2007 استمراراً للعلاقات القوية بين مصر واليابان فى عدة مجالات ، منها الاقتصادية والثقافية ، حيث ساعدت اليابان مصر فى توسيع مجرى قناة السويس وأقامت " جسر السلام " الذى يربط سيناء بالوادى ، وأسهمت فى إنشاء دار الأوبرا المصرية التى تُعد أحد معالم العلاقات والتعاون فى المجال الثقافى ، بالإضافة إلى التعاون فى المجال الصحى ورعاية الطفولة ، وكذلك مُشاركة اليابان فى مؤتمرى شرم الشيخ الدوليين حول العراق اللذين تستضيفهما مصر يومى 3 و 4 مايو الجارى . تُعد هذه الزيارة هى الأولى ل " شينزو آبى " لمصر منذ توليه منصبه فى سبتمبر الماضى 2006 ، وأن زيارته لمصر واجتماعه بالرئيس مبارك تمثل نقلة نوعية فى العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات ، كما ستشهد انطلاقة فى التعاون التكنولوجى من خلال برامج التعليم ، وتكمن قوة مصر واليابان كما يقول سفير اليابان بالقاهرة " كاورو اشيكاوا " فى أنهما تملكان قاعدة حضارية صلبة تحول دون تأثير العولمة على خصوصيتهما الثقافية ولا تمنع مواكبة العولمة .. ويرافق " شينزو آبى " عدداً من كبار المسئولين بالحكومة اليابانية ووفد يضم 238 من كبار رجال الأعمال اليابانيين ورؤساء مجالس إدارات عشر شركات كبرى منها نيسان وتوشيبا، وعلى رأسهم رئيس اتحاد الأعمال اليابانى وهو من أكبر الاتحادات فى العالم . وقد بحث الوفد اليابانى بالقاهرة إقامة منطقة تجارة حرة مع مصر على غرار المنطقة التى تم الاتفاق عليها بين اليابان والمملكة العربية السعودية ، كما يبحث خطوات إنشاء المتحف المصرى الكبير ، والمقرر أن يكون أكبر وأحدث متحف للآثار فى العالم . بالإضافة إلى بحث القضايا السياسية فى المنطقة مثل الشرق الأوسط والعراق والأزمة الإيرانية ودارفور ، فإن هذه الزيارة تفتح فصلاً جديداً فى العلاقات الثنائية على المستويين السياسى والاقتصادى ، استمراراً للعلاقات التاريخية التى بدأت عندما زارت مصر أول بعثة يابانية عام 1862 . وفى زيارة شينزو لمصرتم توقيع مذكرة تفاهم لإقامة حوار استراتيجي بين البلدين ، بالإضافة إلى دعم التعاون وإقامة أول منطقة حرة فى مصر وبحث مجال الاستثمار والتجارة ، خاصة وأن اليابان تُعد سادس أكبر مستثمر فى مصر ، وكذلك زيادة حجم التبادل التجارى وتفعيل نشاط مجلس الأعمال المشترك بين البلدين وزياد ة الاستثمارات اليابانية فى مصر . وسبق للرئيس مبارك أن زار اليابان عدة مرات آخرها عام 1999 ، تم خلالها توقيع اتفاقية المشاركة المصرية اليابانية ، كما استقبل الرئيس مبارك رئيس الوزراء اليابانى السابق " كيوزومى " الذى زار مصر عام 2004 . ويرى السفير اليابانى بالقاهرة أنه يمكن تعميق العلاقات الاقتصادية اعتماداً على الإمكانية المتاحة لدى البلدين ، فاليابان تنتج 1 على 7 من الانتاج العالمى ، ومصر لديها علاقات وثيقة مع دول الجوار وأوروبا والولاياتالمتحدة ، وهناك خُطط لزيادة التعاون الاقتصادى ، وكذلك إسهام رجال الأعمال اليابانيين من خلال إطلاعهم على فرص الاستثمار فى مصر . وحول التعاون المصرى – اليابانى إقليمياً سواء فى المنطقة العربية أو فى إفريقيا هناك برنامج مصرى – يابانى لتدريب الأطباء العراقيين فى مصر ، وبالنسبة لإفريقيا فقد أطلقت اليابان عام 1993 مؤتمر طوكيو الدولى حول تنمية إفريقيا المعروف باسم " التيكاد " الذى يستهدف تحقيق المشاركة والتضامن مع الدول النامية . ومن جانبه أكد شينزو آبى رئيس الوزراء اليابانى أن مصر دولة كبرى ودونها لا يمكن الحديث عن السلام والازدهار فى منطقة الشرق الأوسط ، مُشيراً إلى أن اليابان تتجه نحو صياغة عصر جديد من التعاون والمشاركة مع كل دولة من دول المنطقة ، وأن مصر واليابان تبذلان جهوداً مكثفة لزياد التعاون فى قطاعات الأعمال والسياحة والثقافة ، وتنمية الموارد البشرية مُعرباً عن سعادته لزيارة مصر ولقائه بالرئيس حسنى مبارك لتبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات .
رئيس الوزراء اليابانى " شينزو آبى " ولد عام 1954فى بلدة " ناجتو " بمقاطعة ياماجوتشى " فى اليابان لعائلة سياسية ، فوالده " شينتارو آبى " هو وزير خارجية سابق وجده كان رئيس للوزراء فى الفترة من 1957 حتى 1960 .. حصل شينزو آبى على العلوم السياسية من جامعة " سيكى " اليابانية عام 1977 ، وواصل دراسة السياسة بالولاياتالمتحدةالأمريكية ، ثم عاد لليابان عام 1979 ليعمل فى شركة كوبى للصلب ، ثم ترك العمل بها عام 1982 ليعمل مساعداً تنفيذياً لوالده الذى تولى منصب وزير الخارجية . فاز شينزو بمقعد فى مجلس النواب عام 1993 ، وأصبح نائباً لوزير شئون مجلس الوزراء فى الحكومة الثانية لرئيس الوزراء " يوشيرو مورى " عام 2000 واحتفظ بنفس المنصب فى حكومة رئيس الوزراء " جونتشيرو كويزومى " عام 2001 ، ثم أصبح سكرتيراً عاماً للحزب الديمقراطى الليبرالى الحاكم عام 2003 ، وعضواً بالحكومة لأول مرة عام 2005 ، حيث تولى منصب وزير شئون مجلس الوزراء فى الحكومة الثالثة لكويزومى ، ثم فاز بانتخابات رئاسة الحزب الديمقراطى الليبرالى عام 2006 ، وفى نفس العام تم انتخابه رئيسًا جديداً للوزراء بأغلبية 339 صوتاً من 480 صوتاً فى مجلس النواب الذى له سلطات اختيار أى رئيس للوزراء . يرى المحللون أن " شينزو آبى" الذى يعتبر أصغر رئيس وزراء لليابان بعد الحرب العالمية الثانية ، ينتمى لعائلة سياسية كبيرة ، كما أنه يعتبر من المحافظين المتشددين فى السياسة ، ويتبنى منهج تغيير الدستور الحالى الذى صاغته الولاياتالمتحدةالأمريكية بدستور آخر تصيغه اليابان ، ويعمل على توسيع سلطة رئيس الوزراء فى شئون الدفاع والسياسية الخارجية . 2/5/2007