سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. أيمن منصور ل"أخبار مصر": لا نتحدث مع الأخر بلغته وبطريقة تفكيره ولا نستخدم الوسائل التى يجيدها ويتفاعل معها.. المواطن الغربى لا يتفاعل مع وسائل إعلام أجنبية
موقع "أخبار مصر" www.egynews.net أجرى حواراً مع الدكتور أيمن منصور أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة حول كيف نخاطب العالم خارجياً؟. نص الحوار. *** لماذا لم ينجح الإعلام المصرى خارجيا؟ 1. لا يوجد إعلام خارجى مصرى .. ما هو موجود هو إعلام داخلى حتى ولو تحدث بلغات أجنبية .. نحن لا نتحدث مع الأخر بلغته وبطريقة تفكيره ، ولا نستخدم الوسائل التى يجيدها ويتفاعل معها. 2. المواطن الغربى لا يتفاعل مع وسائل إعلام أجنبية ، ولا يشاهد إلا للقنوات التى تعود عليها .. والحل هو اتباع اسلوب "المؤلفة قلوبهم" ، بمعنى شراء أو استقطاب اعلاميين غربيين للحديث عن قضايانا .. 3. هناك أطراف محسوبة على المعارضة المصرية تقوم بتشويه صورة مصر بالإنابة .. وتؤدى إلى ضعف أى جهود للتسويق الخارجى للسياسات المصرية .. معظم المتحدثين بالسلب وبشكل سلبى عن مصر فى الميديا الدولية هم مصريون .. معظم من يتبنون وجهات نظر سلبية تجاه النظام السياسى فى مصر هم مصريون إما يعملون فى الميديا الغربية أو على اتصال قوى بهم ، أو منتمون للإخوان فى الخارج.. 4. سوء إدارة بعض الملفات ذات الطابع الدولى تؤدى إلى سلبية صورتنا فى الخارج (ملف الطالب جوليو ريجينى على سبيل المثال) ، وعدم قدرة الإعلام الوطنى على مواجهة حملات التشكيك الخارجية. 5. وقوع بعض الحوادث السلبية فى مصر فترة زمنية قصيرة رسخ هذه الصورة السلبية مؤخراً (الطائرة الروسية فى سيناء .. اختطاف الطائرة المصرية فى قبرص .. سقوط الطائرة المصرية فى البحر المتوسط ……….)، وأصبحت قدرتنا على صياغة التبريرات ضعيفة ، ومحدودة.. *** هل صحيح أن إعلامنا يخاطب الداخل؟ نعم .. الإعلام المصرى يستهدف المواطن المصرى أكثر من استهدافه الأخر .. أخر مثال على ذلك رد وزارة الخارجية على مقالات الإيكونوميست .. تم نشر هذا الرد على موقع وزارة الخارجية بدلا من نشره فى الصحيفة التى نشرت المقالات ، أو شراء صفحات فى صحف أجنبية ونشر الرد عليه .. وزارة الخارجية كانت ترد للمصريين وليس على الأجانب.. عندما زار وفد النائب العام المصرى إلى إيطاليا للتنسيق بشأن قضية روجينى .. تم أخذ 2000 ورقة باللغة العربية ؟ وتم عقد المؤتمر لصحفى العالمى فى القاهرة بعد عودة الوفد إلى مصر .. وكان من الأولى أن يتم عقد المؤتمر فى ايطاليا والرد على الجانب الإيطالى هناك وليس هنا.. حتى قنواتنا الناطقة بالإنجليزية أو بالفرنسية ليست معنية بالمواطن الغربى أكثر من اهتمامها بمواطن الداخل .. مضامين هذه القنوات تشير إلى أننا نستهدف ثقافياً وإعلاميا المواطن المصرى فى المقام الأول.. *** أين دور هيئة الاستعلامات والسفارات خارجيا؟ للأسف الهيئة العامة للاستعلامات ماتت إكلينيكيا خلال السنوات الماضية .. دور مكاتبنا الإعلامية فى الخارج محدود وقاصر على جمع القصاصات الصحفية .. ليست هناك خطة محددة للقيام بالأدوار المحددة لها .. تحتاج الهيئة إلى إعادة صياغة لأهدافها ووضع إمكانيات مادية ومالية والملائمة للدور المطلوب القيام به.. *** هل فشل الإعلام فى تحسين صورة مصر للعالم بعد العديد من المشروعات القومية؟ التغطية الإعلامية الغربية لا تذكر أى شىء عن هذه المشروعات القومية.. المشروعات مهما كانت أهميتها ليست على خارطة التغطية الإعلامية فى وسائل الإعلام الدولية .. المشروعات الكبرى فى الولاياتالمتحدة وألمانيا لا يتم إلقاء الضوء عليها فى الميديا الأمريكية والألمانية فلماذا يلقون الضوء على مشروعاتنا .. لا يجب أن ننتظر من الأخرين القيام بدورنا ، وأو بما يجب أن نقوم به بأنفسنا .. معظم الميديا الغربية هى إعلام خاص .. والإعلام الخاص يقوم على السلبية وتغطية الموضوعات السلبية أكثر من الموضوعات السلبية .. السلبية قيمة إخبارية .. نحن لم نقدم الداتا الكافية للإعلام الغربى .. لم نقم باتصالات مع الميديا العالمية .. لم نستفد من وجود مكاتب لنا فى الخارج ، ووجود مراسلين أجانب بكثرة فى مصر .. نحن لا نستفيد من معطيات الواقع فى مصر.. نحن ندور فى إطار الدائرة الصفرية .. بمعنى أن نجاحنا فى بعض المشروعات القومية يقابله فشلنا فى إدارة بعض الملفات .. قضية روجينى مثال بارز .. حجم التغطية الإعلامية الدولية لموضوع ريجينى يفوق حجم التغطية الإيجابية عن مصر طوال العشر سنوات الماضية .. سقوط الطائرة المصرية فى شرم الشيخ ، وعدم الرد بشكل محترف على الإدعاءات الغربية أسهم فى ترسيخ صورة سلبية .. ونفى إمكانية القيام بأى مشروع كبير .. من لا يستطيع حماية مطار لا يستطيع القيام بمشروع يبهر العالم .. كثرة الوعود التى بلا طائل ، وبلا ظل من الحقيقة أسهم فى عدم اهتمام الميديا الغربية بهذه الانجازات الحقيقية .. *** هل الاعلام الغربى إعلام موجه؟ ومن الذى يمول هذا الإعلام؟ * الإعلام الغربى ليس منزهاً عن الهوى (اعتذار الجارديان عن التقارير المفبركة التى قام بكتابتها مراسلها فى مصر لعدة سنوات نموذجاً).. * الإعلام الغربى اعلام قائم على الاستجابة لمن يدفع أكثر (الإيكونوميست نموذجا فى إصدارها بعض الملاحق الاقتصادية الممولة ..) * الإعلام الغربى إعلام خاص ، لمالكيه مصالح اقتصادية وسياسية ، ويسعى إلى تحقيقها..