( أسوشيتدبرس)- أدى انهيار العملة الايرانية بسب العقوبات الدولية المفروضة على ايران وضعف مبيعاتها من النفط الى التاثير سلبيا على الأعمال التجارية والسياحية في دولة العراق المجاورة. ومن تجار التحف والهدايا العراقيين ، يوسف جاسم محمد ، الذى يجلس مقابل الضريح ذي القبة الذهبية للإمام علي في النجف، أحد من أقدس الأماكن لدى المسلمين الشيعة و قبلة الحافلات التى تقل الحجاج الايرانيين الذين يشكلون الأساس الذي تقوم عليه التجارة السياحية في العراق. ويقول جاسم (60 عاما) وهو أب لثلاثة أبناء انه كان يبيع ما قيمته ألف دولار من الفضة والمجوهرات، والخرز والحلي في اليوم لكن عدد الإيرانيين أصبح أقل بكثير الآن، و يكون محظوظا اذا ما باع بقيمة عشر ما كان يفعل. ويضيف جاسم ان زبائنه من الايرانيين اصبحوا يساومون لاخر رمق ، فلقد ضربت العقوبات اقتصادهم و اصبح سيئا للغاية، وهو ما ينعكس ايضا على السياحة والتجارة فى العراق . لقد انخفضت قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار خلال العام الماضي، و لكنه تدهور بشكل سريع خلال الشهر الماضي ويلقى باللوم على هذا الانهيار ليس فقط على العقوبات التى يقودها الغرب و التى تستهدف البرنامج النووي الايراني المشتبه به ، ولكن أيضا على سوء إدارة الحكومة فى طهران. و انهيار العملة هذا ... قد تسبب فى ازمة حادة ومؤلمة للايرانيين العاديين، الذين اصبحوا الآن يدفعون أكثر بكثير للحصول على السلع المستوردة ، واصبح هناك القليل من الإيرانيين القادرين الآن على تحمل كلفة زيارة العتبات الشيعية المقدسة بالعراق ، حيث اصبح كل دولار أو دينار عراقي يكلف حاليا ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما كان عليه مؤخرا في العام الماضي. مما ادى لارتفاع سعر الجولات السياحية المنظمة بشكل حاد وجعل التجار العراقيين أقل قبولا بكثير للريال الايرانى . كل هذا ادى لتضرر الصناعة السياحة الهشة في العراق ، و تعسر العديد من رجال الأعمال والشركات مما اضطروا معه لتسريح الكثير من العمال. و يقول مرتزى ناخى (56عاما) وهو احد الحجاج من طهران والذى يقود مجموعة سياحية خارج مزار الكاظمية في بغداد ، إن الزيارة الآن أكثر تكلفة بسبب مشاكل (العملة) التي نواجهها حتى ان بعض الصرافين العراقيين يرفضون قبول الأوراق النقدية الإيرانية. ووفقا لمحمود عبد الجبار الزبيدي، رئيس قسم في وزارة السياحة العراقية ، ان شركة طهران للحج التي تديرها الدولة فى ايران مدينة بنحو 75 مليون دولار للعراقيين ،قيمة الفواتير غير المسددة التي تراكمت منذ العام الماضي، ، الامر الذى دفع ببعض وكالات السفر و السياحة والعديد من الفنادق فى العراق لوقف قبول الحجاج الايرانيين تماما حتى يتم دفع المتاخرات . إيمان رسول نعمة ، التى تدير فندق جنات الفردوس خارج ضريح الكاظمية، تقول انها توقفت عن قبول استضافة الحجاج الايرانيين من شهرين بعد ان تراكمت الفواتير غير المسددة للمجموعات السياحية لتصل قيمتها لاكثر من 50 الف ىدولار. وتضيف ايمان : "الإيرانيون يشكلون الجزء الأكبر من عملنا .... لذا بالطبع عملنا فى انهيار" و تضيف انها بدات الآن تركز على جذب الزوار الشيعة من الدول العربية مثل البحرين والمملكة العربية السعودية بدلا من الحجاج الايرانيين الذين كانوا يمثلون نحو 95 في المئة من التجارة السياحية في العراق. ويقول رئيس واحدة من كبريات وكالات السفر العراقية في النجف انه يداين الايرانيين بنحو 5 ملايين دولار ولن يقبل أي من حجاج الجمهورية الإسلامية في الوقت الراهن مشيرا الى ان هناك مفاوضات حول الفواتير غير المسددة، لكنه يتوقع الاستغناء عن 35 من العاملين الخمسة و سبعين لديه في نهاية هذا الشهر بسبب غياب العملاء الإيرانيين. وقد رفض مسئولو الحج فى ايران التعليق على الوضع ، لكن وسائل الاعلام الايرانية نقلا عن مسؤولين عدة في وقت سابق من هذا الشهر اكدوا ان تكلفة السفر الى العراق قد تضاعف. وجاء الاعتراف بعد أيام من فقد العملة الايرانيةما يقرب من 50 في المئة من قيمتها في اوائل اكتوبر الماضى . و تقول وزارة السياحة العراقية انها لم تسجل انخفاضا في الحجاج حتى الآن ولكن أصحاب الأعمال والمسؤولين المحليين في مراكز الحج يرون قصص مختلفة..فيقول صائب ابو قونيم الذي يمتلك فندق في النجف ،إن عدد الإيرانيين الذين يزورون العراق قد انخفض إلى حوالي 2500 شخص في اليوم الواحد.. وانه فندقه الآن لا يعمل الا بحوالي 10% فقط من طاقة غرفه في هذه الأيام وقد بدأ بتسريح الموظفين لديه . بعض أصحاب الفنادق والمطاعم في كربلاء المجاورة، على غرار مناطق أخرى في العراق، بداوأ يقاطعون المجموعات السياحية الإيرانية حتى يتم حل مشكلة الدفع وقال محمد الهر، الذي يرأس جمعية المطاعم و الفنادق بكربلاء ، ان بعض المؤسسات على الأرجح ستضطر للاغلاق إذا استمرت الأزمة.