حسنا فعل الرئيس الدكتور محمد مرسي حينما حرص في الفترة الاخيرة علي حضور مناورات الجيش الثاني ومناورات الجيش الثالث وحينما استعرض طوابير الفرقة السادسة المدرعة وصافح بعض ضباطها وجنودها، وتحدث معهم عن الاستعدادات والواجبات القتالية. وحسنا فعل الرئيس حينما حضر بنفسه مناورة بالذخيرة الحية للجيش الثاني في سيناء وشاهد علي الطبيعة مدي قدرات القوات المسلحة في المشروع التدريبي نصر 08 لصد وتدمير ابرار بحري واسقاط جوي معادي.. وحسنا ما اكده الرئيس محمد مرسي خلال تلك المناورة رفضه المطلق لما نشر عن المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان وقال إنه علي اتصال دائم بهما ويستشيرهما في بعض الامور، وآخر تلك الاتصالات قبل ان يعرض تلك الاخبار المغلوطة عن المنع من السفر وقال الرئيس القائد الاعلي انه يحمل كل التقدير والعرفان لقيادات القوات المسلحة السابقين والحاليين.. وكذلك الشعب المصري يعرف دور قواته المسلحة في الحفاظ علي امن الوطن واستقراره طوال التاريخ ولا يقبل اي اهانة لرموزه العسكرية. لقد جاء موقف الرئيس من ايمانه القوي بدور القوات المسلحة والمسئولية التي تحملها في الدفاع عن امن الوطن وسلامته واشار الي ان البعض يروج لشائعات مغرضه بهدف التأثير علي معنويات القوات المسلحة وادائها وشق الصف وشدد علي انه يرفض هذا الكلام ولا يقبله! وهو صادق فيما يقول وما يعنيه.. وحسنا ما طالب الرئيس مرسي رجال القوات المسلحة بأن يعوا جيدا وجود محاولات للوقيعة بين الجيش والشعب وقال: ان حقوق ابناء القوات المسلحة محفوظة وان ما يتم تناقله من الشائعات حول انتقاص هذه الحقوق مجرد شائعات كاذبة ومحض افتراء وتساءل الرئيس: اذا كان القائد الاعلي لا يحرص علي القوات المسلحة فمن يفعل؟. وما يثير الاهتمام التأكيد علي انه لا مساس بأي مخصصات او مدخرات خاصة بالقوات المسلحة وان الشهرين الاخيرين شهدا زيادة في حجم انفاقها لاغراض التدريب والتطوير.. وذلك يعني مدي الحرص علي امكانيات القوات المسلحة من زاوية الدور الذي تقوم به لحماية امن الوطن وذلك ليس خافيا في المسئوليات الملقاة عليها من جانب الرئيس!. وعلي حد قوله: انني معكم في خندق واحد.. وما حدث من اساءة يقصد ما نشر علي المشير طنطاوي والفريق سامي عنان لن يتكرر! وهو يعبر عن التقدير من جانبه لقيادات القوات المسلحة السابقة والحالية حرصه علي عدم الاساءة لهم باعتبارهم من رموز العسكرية المصرية!. لقد اثبتت العسكرية المصرية ولاءها للوطن ووقوفها الي جانب الشعب واكدت انحيازها له وقت الشدة في المواقف المصيرية وفي الازمات التي تحتاج الالتحام بين الجيش والشعب ويكفي وقفة القوات المسلحة في ثورة 52 يناير وحمايتها للمتظاهرين سلميا.. وقد اثبتت الظروف المصيرية في تلك الفترة مدي تفهم الجيش لدوره ومسئولياته في حماية الشعب والتعبير عن ارادته وليس حماية الحاكم والا لحدث ما حدث في ليبيا وسوريا ولا اريد الخوض في تفاصيل ما حدث في 52 يناير حينما تحركت القوات المسلحة ونزلت الي الميادين والشارع لدرء الخطر عن الشعب وحماية الوطن من الفوضي والتخريب ولذلك احاطت الجماهير بها وبطوابير المدرعات لانها وجدت فيها السند وكانت صورة رائعة للعسكرية المصرية حينما احتمي الناس بالدبابات في ميدان التحرير وشعروا بالامان علي انفسهم وقد كان موقف القيادة العسكرية والذي تمثل وقتها في المجلس الاعلي للقوات المسلحة نموذجا في الوطنية واداء الواجب!. ما اريد قوله ان العسكرية المصرية العريقة منذ عهد محمد علي الكبير تعرف واجبها وتعي مسئوليتها عن حماية الشعب لانها جزء منه ولذلك دائما ما يجيء تحركها لصالحه ووقوفها الي جانبه ودفاعها عنه وعن ارض الوطن في مواجهة اي تهديد خارجي.. ولاشك ان مرحلة جديدة من العمل الوطني تبدأ في مصر لتحقيق مطالب الشعب التي قامت من اجلها الثورة في العمل والحرية فقد اصبحت الديمقراطية مطلبا شعبيا عاما في العالم العربي ولن تستطيع اي قوة ديكتاتورية اجهاضها او الالتفاف حولها.. وصارت مصر هي النموذج باعتبارها حجر الزاوية في المنطقة. لقد كان التحام الجيش والشعب في ايام الازمة المصيرية وثورة الشعب نموذجا نابضا لقوة مصر وقدرتها علي تحقيق التغيير بشكل سلمي ومتحضر ومن خلال انتخابات نزيهة وقف الجيش وحارسا لها ولذلك صارت مصدر الهام للشعوب العربية في الامساك بمقدماتها وبأيدي المخلصين من رجالها وفي ظل نظام رشيد جاء بارادة شعبية ومن هنا يجيء اهتمام الرئيس محمد مرسي بالقوات المسلحة وتلبية احتياجاتها في التطوير والتحديث!. نقلا عن صحيفة الاخبار