نقلا عن : اخبار اليوم 8/9/07 أهلا رمضان.. شهر المغفرة والمحبة شهر الكرم والود والرحمة شهر العبادة والعمل.. وبقدوم هذا الشهر العظيم تظهر بعض السلوكيات التي هو منها بريء.. فنري من يتسابقون علي إقامة موائد الطعام من باب التظاهر والمفاخرة، غافلين الهدف الحقيقي الذي دعانا إليه المولي العلي القدير.. فليس ببسط الموائد فقط تكون الحفاوة المنشودة بالشهر الكريم، ولم لا يكون احتفالنا بشهر رمضان هذا العام بشكل مختلف أكثر ايجابية تملأها المحبة ليتحقق الخير؟... وماذا لو أقدم من يشيدون تلك الموائد ممن يقدرون علي إتاحة فرص عمل، بايجاد تلك الأعمال لعدد من الشباب الباحثين عن عمل؟ وتسخر ملايين الجنيهات التي تذهب في الإنفاق علي تلك الموائد لبدء مشروعات منتجة لهؤلاء الشباب، وكذلك للأسر التي في حاجة للعون لتكن أسرا منتجة.. وأتذكر هنا المثل الصيني الذي يقول: 'إنه ليس عليك أن تقدم لمن تريد مساعدته سمكة لكي يسد جوعه، وإنما عليك أن تعلمه كيف يصطاد السمك حتي يسد جوعه في كل الأوقات'. ما أعظمه من شعور هذا، وما أطيبها من دعوة نحتاج إليها فلم يعد أمامنا من وقت نضيعه ونترك مظاهر خادعة تعبث بنا. إننا نريدها تنقية للسرائر تزرع الخير في أرجائها، لتضيء الدنيا بالاخلاص، وتذكي الضمائر، تدعو للحرص علي مصالح الوطن.. وهذا يتطلب منا أن نعمل ونتفاني، نحب ونجتهد، نسعي ونحقق ما نصبو إلي ما نريد أن تكون عليه مصرنا الغالية، فلم لا نكون قلوبا زادها الإيمان بحب الله وحب الوطن، لتكن عاشقة للحياة، محبة للخير، تزرع الحب في قلوب كل البشر، تلفظ كل حاقد، تلقنه درسا يصحح مساره، ليعلم أن اليوم هو زمن المحبين، ليس للمنافقين فيه مكان، وإن طال زمانهم، وغمت معرفتهم. مصرنا الغالية عامرة بالكثير من رجال الأعمال والمحبين للخير من أبنائها المخلصين، الذين أري فيهم أهلا لتبني هذه الفكرة، والقادرين علي تحقيقها.. ليشهد شهر رمضان هذا العام انطلاقة البداية، وكلي ثقة أنه بتحقيق هذه الدعوة ومع توالي الأعوام لن نجد من يحتاج لطعام تلك الموائد ناهيك عن العائد القومي الذي سيعود بالخير علي اقتصاد بلدنا الحبيبة بدلا من السعي وراء ملء بطون الصائمين في شهر العبادة. وليت هذه الدعوة تري النور وتتحقق، ولنبدأ بخطوة فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.. والخير آت إن شاء الله بسواعد المحبين المخلصين.. وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما قال: 'الخير فيٌ وفي أمتي إلي يوم القيامة'. اليوم.. ليكن مبدأ كل منا بتكليف من ذاته، هو البحث في نفسه عن تصحيح مساره دون معاونة من غيره، لنعمل جاهدين لتحقيق الصالح العام.. نريد بها إصلاحا صادقا لا يحتاج لخطط تنازعها مطامع، تبدد أموالا، ونحن في أمس الحاجة لبناء اليوم والغد.. نسعي إليها وبها لاصلاح ذات البين.. اللهم بلغنا رمضان.. وكل عام ومصرنا الحبيبة بخير.