شهدت محطة الفضاء الدولية واحدة من أهم عمليات استكمال بناؤها، بعد أن قام طاقم مكوك الفضاء "ديسكفري" بإضافة غرفة جديدة لها الجمعة، في حجم حافلة مدرسية وتزن نحو 16 طناً، أُطلق عليها اسم "تناغم"، أو "هارموني Harmony." وقام اثنان من رواد المكوك الأمريكي، وهما سكوت بارازنسكي ودوغلاس ويلوك، بتثبيت الغرفة الجديدة، والتي تم تصميمها بمعرفة علماء إيطاليين، بالمكان المخصص لها في المحطة الفضائية، أثناء قيامهما بالسباحة في الفضاء، بمساعدة ذراع آلي مثبت على متن المحطة الدولية.ويُعد الموقع الذي تم تثبيت الغرفة الجديدة به على متن المحطة الفضائية مؤقتاً، حيث من المقرر أن يقوم طاقم المحطة بنقلها إلى موقعها الدائم المخصص لها، بعد مغادرة المكوك ديسكفري. .ومن المخطط أن تصبح هذه الغرفة، وهي الأولى التي يتم إضافتها للمحطة الفضائية منذ قرابة ست سنوات، مركزاً لمختبرات إيطالية ويابانية على المحطة الدولية، حيث يمكن لرواد فضاء من كلا البلدين القدوم إليها خلال الشهور المقبلة. وتُعد مهمة تركيب هارموني هي الأولى من بين خمسة مهام للسير بالفضاء، من المقرر أن يقوم بها طاقم ديسكفري، الذي يضم سبعة رواد، ترأسهم ميلروي، وهي ثاني سيدة تقود رحلة مكوكية.وقد أضافت الغرفة الجديدة اتساعاً جديداً للمحطة الفضائية، بلغت نسبته حوالي 18 في المائة من حجمها الإجمالي، ومن المقرر أن يدخلها الرواد لأول مرة، بعد تثبيتها، اليوم (السبت).ويضم طاقم ديسكفري، في مهمته التي تحمل رقم 34 خلال 24 عاماً، كل من الرائدين باولو نيسبولي، وهو إيطالي يمثل وكالة الفضاء الأوروبية، ودانييل تاني، وهو رائد فضاء أمريكي من المقرر أن يبقى على متن المحطة الفضائية. وكان المكوك قد التحم بمحطة الفضاء الدولية، في مهمة تستغرق أسبوعين، أثارت جدلاً واسعاً حول مدى صلاحية المكوك، والذي لجأ رواده إلى استخدام أجهزة ليزر وكاميرات رقمية لفحص جناحيه، قبل عملية الالتحام، بحثاً عن أي مؤشرات لوجود عطب نتيجة عملية الإقلاع.يُذكر أن فريق السلامة في وكالة أبحاث الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" كان قد أوصى الثلاثاء الماضي، قبل إطلاق المكوك، بتأجيل عملية إقلاعه بسبب احتمال وجود تصدع تحت طبقات الألواح، إلا أن مديري البرنامج قرروا مواصلة خطط الإقلاع.