أقسم الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليمين الدستورية فى 8 يونيو 2014، رئيسا لمصر لسنوات أربع أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا، في مقر المحكمة برئاسة المستشار أنور العاصي، وبحضور الرئيس المؤقت للبلاد آنذاك المستشار عدلي منصور، وأعضاء المحكمة العليا والحكومة وشخصيات دينية رسمية، وسبق لإعلان فوزه الأسبوع السابق لتأدية اليمين أن أقيمت احتفالات في ميدان التحرير بوسط القاهرة. عامان في مسيرة وطن تحقق خلالهما المزيد والكثير برغم التحديات والعقبات التي كانت ولاتزال تعترض مسيرة البناء للحد من الانطلاقة التي حددها القائد فور توليه المسئولية في مثل هذا اليوم قبل عامين معتمدا علي إرادة شعب, يريد لبلده المكانة اللائقة بها. حفل غير مسبوق فى مصر لتنصيب الرئيس .. ولاول مرة فى تاريخ مصر تشهد البلاد حفل تسليم وتسلم للرئاسة حيث تسلم الرئيس السيسى من الرئيس المؤقت آنذاك عدلى منصور وثيقة تسليم السلطة .. وعقب أداء اليمين الدستورية، توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قصر الاتحادية الرئاسي، ومع وصول الركب أطلقت مدفعية السلام 21 طلقة، كما أدى حرس الشرف التحية، التي تلاها عزف السلام الوطني، ثم تفقد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، حرس الشرف، قبل أن يستقبله المستشار عدلي منصور، لدى سلم القصر الرئاسي لتحيته. ملوك ورؤساء الدول.. تلي ذلك استقبال الرئيس السيسي، العديد من ملوك ورؤساء الدول والحكومات والبرلمانات، وكذلك رؤساء الوفود المشاركين في مراسم تسليم السلطة، وعقب ذلك توجه رئيس الجمهورية والرئيس المنتهية رئاسته، إلى قاعة الاحتفال، ليلقي المستشار عدلي منصور، كلمة، أعقبها كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ثم قام الرئيس السيسي، والمستشار عدلي منصور، بالتوقيع على وثيقة تسليم السلطة. عقب ذلك أقيمت مأدبة غداء، تكريما لزعماء ورؤساء الدول والحكومات والبرلمانات، وكبار المدعوين لحضور مراسم حفل التنصيب. لائحة المشاركين.. شارك في المراسم ملك البحرين، وملك الأردن، وأمير دولة الكويت، والرئيس الفلسطيني، ورئيس جمهورية الصومال، وولي عهد المملكة العربية السعودية، وولي عهد إمارة أبو ظبي، ومبعوث شخصي لسلطان عُمان، ونواب رؤساء جمهوريات العراق، وجزر القمر، والسودان وجنوب السودان، ورئيس مجلس النواب اللبناني، ورئيس المجلس الوطني الشعبي بالجزائر، ونائب أول رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي، ووزراء خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عُمان، وموريتانيا، وتونس، والمملكة المغربية، ووزير الشئون الإسلامية والأوقاف بجمهورية جيبوتي، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، ومدير الشئون السياسية والإعلام والديوان باتحاد المغرب العربي. مشاركون من افريقيا.. كما شارك من الجانب الإفريقي، رؤساء جمهوريات غينيا الاستوائية، وتشاد وإريتريا ومالي، ونائب رئيس جمهورية السودان، ونائب رئيس جمهورية جنوب السودان، ورئيسا وزراء سوازيلاند وليبيريا، ورئيس مجلس النواب في الجابون، ووزراء خارجية السنغال وإثيوبيا ونيجيريا ومدغشقر وغينيا بيساو وأنجولا وبوروندي وغامبيا وتنزانيا وأوغندا والكونغو الديمقراطية وبنين، ووزير شئون رئاسة الجمهورية الجنوب إفريقي.ووزير الزراعة التوجولي ممثلا عن رئيس الجمهورية، فضلا عن رئيس برلمان عموم إفريقيا، ومفوضة الشئون السياسية بالاتحاد الإفريقي، ممثلةً عن رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، والسكرتير العام لتجمع الكوميسا، وعلى المستوى الدولي، أرسلت إيران نائب وزير خارجيتها. كما شارك كل من رئيس جمهورية قبرص، ورئيس البرلمان الروسي، ونائب رئيس الوزراء ووزير خارجية اليونان ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي، ووكيل سكرتير عام الأممالمتحدة، ووزير الصناعة والتكنولوجيا المعلوماتية الصيني، ونائب وزير خارجية إيران لشئون الشرق الأوسط، ومستشار وزير الخارجية الأمريكي ممثلاً عن رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية. احتفالية التنصيب .. مساء الاثنين اليوم الثانى لحفل التنصيب، شهد قصر القبة احتفالية حضرها نحو 1200 مدعومن ممثلى مختلف أطياف الشعب المصري ومحافظات مصر، بدأت مراسمها بعزف السلام الوطني، ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبها إلقاءالمستشار عدلي منصور، كلمة قصيرة، حيث تحدث للمصريين للمرة الأخيرة، قبل أيام قليلة من مغادرته القصر الرئاسي، وقال في كلمة "وداع" وجهها للمصريين عبر التليفزيون الرسمي، وقد بدت عليه علامات التأثر:"أوجه حديثي إليكم اليوم مودعاُ، بعد أن شرفت برئاسة مصر ما يناهز العام.. عام من المسئولية الجسيمة، والأمانة الكبيرة.. لم أكن أتصور يوماً، وأنا في صفوف الجماهير، حجم العبء والمسئولية، وحجم التحديات وصعوبة المهمة، أن تكون مسئولاً عن بلد بحجم مصر". "استوصوا بمصر خيراً" وأضاف منصور، في كلمته التي استغرقت نحو 40 دقيقة: "مرة أخرى تبهرون العالم، شعباً ودولة، لقد أنجزتم الانتخابات الرئاسية علي أكمل وجه، ويقيني أنكم ستنجزون ما تبقى من استحقاقات خارطة مستقبلنا علي ذات النحو المشرف، لتبدأوا مرحلة البناء المقبلة.. وعلى الرغم من أن 30 من يونيو 2013 تمثل الإرادة الشعبية، إلا أننا لم نكن لننجح في تحقيق هذه الإرادة، دونما الدور الوطني لرجال القوات المسلحة البواسل، ورجال الشرطة الأبطال"، معتبراً أنهم "حالوا دون سقوط أقدم دولة مركزية في التاريخ". ووجه منصور، الشكر إلى مؤسسات الدولة، التي قال إنها التزمت الحياد تجاه مرشحي الرئاسة، فقد خاطب الشعب المصري قائلاً: " استوصوا بمصر خيراً.. أحبوها عملاً لا قولاً"، مشدداً على أن "هناك تحديات اقتصادية وسياسية خطيرة تواجهها البلاد خلال هذه الفترة". أحسن اختيار معاونيك.. وتوجه الرئيس "المنتهية ولايته" بعدة نصائح إلى الرئيس المنتخب، قائلاً:"أحسن اختيار معاونيك، فهم سند لك على ما يواجهك من أوضاع صعبة.. وتقضي الأمانة ان أحذرك من جماعة المصالح، التي تريد استغلال الجو الجديد لغسل السمعة، لتمكنها من استعادة أيام مضت، ثار الشعب عليها، أوصاه خيراً بالمرأة المصرية، قائلاً إن التجارب أثبتت أن مشاركتها فاعلة، وكذلك القضاء المصري، الذي وصفه بأنه "الحصن المنيع للمحاسبة"، وشدد على أن "حقوق الإنسان لا تقتصر فقط على الحقوق السياسية، بل تشمل نطاق أوسع وأعمق، يشمل الحقوق الاقتصادية". ووجه بعدها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خطاباً للشعب المصري، فى قصر القبة الرئاسي، وعاهد بإنجاز كافة استحقاقات خارطة الطريق، كما عاهد الشعب بأنه سيسهر على احترام السلطة التنفيذية بكافة نصوص الدستور، وأكد تعهده بإنجاز الاستحقاق الثالث وفقا للجدول الزمني لخارطة المستقبل، وقال إن الوطن تعرض لتهديد حقيقي كان سيطال وحدة شعبه وسلامة أرضه ولكن ثورة الشعب في 30 يونيو استعادت ثورة 25 يناير وصوبت المسار صونا للوطن ووحدته. تحديات ..وانجازات وما أن دارت عجلة الانتاج في مواقع عديدة, حتي ظهرت العقبات بإثارة العديد من الأزمات, واختلاق الكثير من المشاكل, الي جانب الضغوط الداخلية والخارجية للحد من انطلاقة هذا البلد. ورغم تلك التحديات الا ان الرئيس السيسى أعتمد علي ظهيره الشعبي الذي التف حوله وأيده من البداية فمنحه الشرعية الشعبية قبل الشرعية الدستورية. وبمرور الأيام, ومع استقرار الأوضاع وشعور الشارع بالأمان, بدأت تتدفق الاستثمارات, وأنطلقت مسيرة المشروعات الكبري, بشق قناة السويس الجديدة في زمن قياسي بأموال وسواعد مصرية أبهرت العالم من حولنا بدقة الانجاز وسرعة التنفيذ. ومع مشروع القناة, امتدت الطرق والمحاور المرورية, التي أنقذت مصر من الاختناق بدءا من الاسكندرية إلي أسوان, وتزامن معها مشروع استصلاح مليون ونصف المليون فدان, فضلا عن الاسكان الاجتماعي, الذي أخذ بيد المهمشين لكي يعيشوا حياة آدمية آمنة, بعيدا عن العشوائيات . ولازالت سفينة الوطن تواصل إبحارها وسط أمواج متلاطمة في الداخل والخارج .. واليوم ونحن علي أبواب العام الثالث من الجمهورية الخامسة للرئيس عبد الفتاح السيسي, هذا القائد الذي تحمل المسؤلية وأعاد الوطن ممن اختطفوه باسم الدين مازال هذا القائد يواصل مسيرته لرفعة هذا البلد وتقدمه, مؤكدا أن عودة مصر ستكون عودة عملاقة تنافس أقوي الدول علما وحضارة, مرددا دائما في حديثه الي المصريين: تحيا مصر .