إعداد:أمينة جاد تجدد الاهتمام بالمقترح السعودي الذي قدم خلال قمة الجامعة العربية لعام 2002 في بيروت والتي تعرض فيها الدول العربية على اسرائيل علاقات عادية في مقابل انسحاب كامل من الاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967.وكانت إسرائيل قد أبدت إنفتاحاً حيال المبادرة السعودية حيث استبق رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لقاءه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مساء الأحد، بإعلانه أنه "على استعداد للتعامل بجدية"، مع المبادرة السعودية للسلام، والتي تتضمن إقامة سلام كامل بين الدول العربية وإسرائيل، مقابل انسحاب الدولة العبرية من كل الأراضي العربية التي تحتلها منذ حرب 1967.معرباً عن رغبته البدء بمفاوضات إقليمية مع دول عربية، على قاعدة المبادرة السعودية، التي تحتوي على عناصر إيجابية .. وأيضاً اشارت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني الى "عناصر ايجابية" في مبادرة السلام السعودية التي وافقت عليها الدول العربية عام 2002 ،ولكنها أشارت إلى وجود بعض البنود فيها تناقض مبدأ قيام دولتى اسرائيل وفلسطين و يطرحان اشكالا كبيرا لاسرائيل"وهما بخصوص حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.إلى ديارهم .وأيضاً مسألة حدود الدولة الفلسطينية المقبلة كما وردت في خطة السلام ،معتبرة أن هذين البندين يطرحان إشكالا بنظر اسرائيل. وجدير بالذكر أن المبادرة السعودية، التي صادقت عليها قمة بيروت العربية في العام 2002، تطالب بحل شامل للصراع الإقليمي، وتدعو إسرائيل إلى الانسحاب حتى حدود يونيو/ حزيران من العام 1967، وإقامة دولة فلسطينية، وإيجاد حل لمشكلة اللاجئين، مقابل اعتراف كل الدول العربية بدولة إسرائيل، وإقامة علاقات طبيعية معها . ، وبالرغم من التحفظات الإسرائيلية، يعتبر المراقبون أن هذا الموقف ايجابي لرئيس الوزراء ايهود اولمرت حيث عبر عن رغبته في ان يشدّد المشاركون في القمة العربية المقبلة في الرياض في 28 و 29 اذار/مارس على الجوانب الايجابية للمبادرة السعودية ما سيتيح تعزيز فرص اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين على اساسها على حد قوله.وفى هذا السياق أضاف متحدثا لمجلس الوزراء الإسرائيلي أنه يأمل أن يجري التأكيد من جديد على العناصر الإيجابية للمبادرة خلال القمة العربية التي تعقد آخر الشهر في الرياض ، في إشارة إلى عرض المبادرة إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل. إتفاق اردني مصري سعودي على دعم مبادرة السلام العربية وفى إطار ردود الفعل الصادرة من الجانب العربى تجاه الشروط الإسرائيلية أكدت كل من الاردن ومصر والسعودية أمس الاربعاء انها ستحشد الدعم في القمة العربية المقبلة اواخر هذا الشهر لتبنى مبادرة السلام العربية التي كانت السعودية قد اقترحتها في قمة بيروت عام 2002 إلا أنها رفضت الشروط الاسرائيلية المسبقة لتعديل بعض بنودها. ففى عمان وخلال إجتماع عقده العاهل الأردنى مع وزيرى خارجية مصر والسعودية ، أصدر الديوان الملكي الاردني بيانا جاء فيه ان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني أكد لكل من وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ووزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط ،على ضرورة حدوث توافق حول دعم خطة السلام العربية في القمة العربية المقبلة في الرياض ".ونقل البيان عن الملك عبد الله قوله انه "يجب على الدول العربية مجتمعة ان تعمل على توحيد مواقفها وبخاصة فيما يتعلق بإعادة الزخم لمبادرة السلام 2002". وتأتي التصريحات الاردنية بعد رفض مصر طلب إسرائيل إجراء تعديلات على مبادرة السلام، وكان الجواب المصري بغاية الوضوح حيث أكد وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط يوم الثلاثاء:"لا تعديل ولا موافقة على أي تعديل للمبادرة العربية التي كنا نأمل ونتصور أن توافق عليها إسرائيل عام 2002 وبشكل يدفع بعملية السلام." وكان السفير الإسرائيلي في القاهرة شالوم كوهين قد أشا ر خلال لقاء مع مسؤول بالخارجية المصرية يوم الثلاثاء الماضى إن إسرائيل تطالب ببعض التعديلات في مبادرة السلام و تريد مساعدة مصر من أجل التحدث حول تلك المبادرة العربية والتفاهم بشأنها مع الدول العربية". السعودية تنتقد الشروط الإسرائيلية من جهتها، انتقدت السعودية بشدة الموقف الاسرائيلي اذ وصف وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إسرائيل بانها تضع شروط دائماً حول كل شيء ولكن لا أحد يسمع عن قبولها أى شىْ، وأضاف بقوله "يقبلون المبادرة ثم يتحدثون عن وضع شروط مسبقة قبل التفاوض أو المناقشات أو حتى قبل قبول المقترح."واصفاً ذلك بأنها لاتبدو طريقة صحيحة للتعامل.و يشار إلى أن محور السعودية والأردن ومصر إضافة للإمارات العربية المتحدة، يشكل ما يصفه المراقبون حاليا بالرباعية العربية على غرار اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، ويعد اجتماع عمان وقبله لقاء نائب الرئيس السوري مع الرئيس المصري في القاهرة، أول محادثات رفيعة المستوى لتنسيق المواقف قبل القمة العربية. من ناحية أخرى اعتبر نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أن مطالبة إسرائيل بتعديل المبادرة العربية هو محاولة للتنصل من استحقاقات السلام المطلوبة منها.