قالت جريدة "سان فرانسيسكو كورنيكل" الأمريكية إن هناك أكثر من 22 مليون لغم في الصحراء الغربية من مخلفات الحرب العالمية الثانية، منها 17 مليون دانة مدفع وألغام أرضية ورصاص وقنابل غير منفجرة. وأضافت في تقرير لها من مدينة مرسي مطروح تحت عنوان: "مصر تهدف إلى تنمية الصحراء بتطهيرها من الألغام"، أن الأمر ليس قاصرا على الصحراء الغربية فقط وإنما يمتد إلى سيناء وعلى الساحل الشرقي للبحر الأحمر حيث ما زال هناك خمسة ملايين لغم من مخلفات الحروب بين مصر وإسرائيل لم يتم إزالتها وتعرقل حركة السياحة والتنمية هناك. وأشارت في تقريرها إلى أن السجلات الحكومية في مصر سجلت خلال الفترة ما بين عامي 1982 و1999، ثمانية آلاف و213 إصابة بالألغام في الصحراء الغربية أسفرت عن وفاة 696 شخصًا، مقدرًا عدد حالات الوفيات الناجمة عن الألغام في المنطقة الشمالية الغربية وحدها بثمانية آلاف قتيل منذ عام 1946 وحتى 2006، استنادًا إلى في تقرير الأممالمتحدة للتنمية الصادر في عام 2006. وقالت إن عشرات من البدو يصابون من جراء انفجار تلك الألغام في الصحراء الغربية لكنه لا يتم تسجيلهم طبقا لما أورده تقرير للمنظمة الدولية لمنع الألغام الأرضية والتي تتخذ من جنيف مقرا لها. ولفتت إلى أن تقريرًا أعدته الأممالمتحدة بالتعاون مع الحكومة المصرية عام 2003 أشار إلى أن الألغام ودانات المدفعية التي لم تنفجر بالمنطقة الشمالية الغربية تمنع مصر من استغلال 4.8 مليار برميل بترول موجودة هناك، بالإضافة إلى 13.4 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي كما تمنع تلك الألغام استزراع 750 ألف هكتار أي ما يقرب من مليوني فدان. وأوضحت الصحيفة التي وصفت الصحراء الغربية بأنها حدائق الشيطان، أن هناك خططًا لتنمية المنطقة الشمالية الغربية بالصحراء الغربية قد تتكلف 10 مليارات دولارات، أي ما يقرب من 60 مليار جنيه، وأنه في حالة تطبيقها يمكن أن تخلق 384 ألف وظيفة جديدة، وتوطين 1.5 مليون نسمة في مدن جديدة بحلول 2022 في حالة لم يتم إزالة تلك الألغام. لكنها أكدت أن مصر تفتقر لوجود خطو قومية شاملة لإزالة الألغام من أراضيها لذلك فإن أعداد الضحايا والمصابين ستظل في تصاعد. ونقلت الصحيفة عن هالة الخطيب الناطقة باسم وزارة السياحية، قولها: إن المنطقة الشمالية الغربية يمكن أن تتحول إلى منطقة سياحية مثل شرم الشيخ لما تتمتع به من مقومات سياحية ضخمة في حالة إزالة تلك الألغام. في حين قال أحد مؤسسي منظمات حقوق الإنسان وإزالة الألغام إ مصر ستشهد سقوط الكثير من الضحايا بسبب الألغام طالما لا توجد إرادة سياسية حقيقية مقترنة بإجراءات عملية فعالة لإزالة تلك الألغام. وأشار المسئول الحقوقي والذي يدعى سرور إلى وفاة 13 شخصا وإصابة 26 آخرين بسبب انفجار الألغام في الصحراء الغربية منذ يناير 2006 وحتى الآن. ونقلت الصحيفة عن عدد من المصابين الذين فقدوا أطرافهم بسبب تلك الألغام شكواهم من تجاهل الحكومة لمعاناتهم، حيث أن بعضهم فقط هو الذي يحصل على معاش عجز شهري يعادل 12 دولارا فقط في الشهر، ولا توجد أي رعاية صحية لهم، بعد أن أصبحوا عاجزين عن فعل أي شيء. وأوضح التقرير أن حقول الألغام في الصحراء الغربية غير محددة بإشارات تحذيرية واضحة وأن معظم تلك الإشارات غير واضحة أو أكلها الصدأ، وهو الأمر الذي جعل العديد من البدو يرعون بماشيتهم ويزرعون ويقيمون مساكنهم فوق حقول الألغام دون أن يدروا. وأشار إلى أن مصر تبرر عدم وجود برنامج قومي لإزالة تلك الألغام بأنها دولة فقيرة، وأنه يتوجب على الدولة الأوروبية التي شاركت في زرعها في الحرب العالمية الثانية وهي ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا أن تقوم بإزالتها. وقالت الصحيفة إن تلك الدول اكتفت فقط بتزويد مصر ببعض المعدات للكشف عن الألغام بالإضافة لبعض الملابس والسترات الواقية للجنود العاملين في إزالة الألغام، ورفضت تزويدها بمساعدات حقيقية، وهو الأمر الذي دفع مصر إلى عدم التوقيع على معاهدة منع استعمال أو تخزين أو إنتاج الألغام المضادة للأفراد عام 1997. وضمن الأسباب التي يتعلل بها المصريون لعدم التوقيع على المعاهدة المشار إليها هي حاجتهم الملحة لاستخدام تلك الألغام لحماية حدودها من تهريب الأسلحة والمخدرات، حسب التقرير. وكانت مصر والأممالمتحدة قد أسستا في يناير الماضي لجنة حكومية جديدة للتعامل مع مشكلة الألغام في الأراضي المصرية برئاسة فتحي الشاذلي السكرتير التنفيذي للجنة الوطنية لإزالة الألغام وتطوير الساحل الشمالي الغربي حيث يهدف لوضع برنامج قومي لإزالة تلك الألغام لاستغلال الصحراء الغربية لتغيير خريطة مصر. وتهدف اللجنة إلى إزالة من مساحة 35 ألف هكتار بحلول 2008 بتكلفة 250 مليون دولار بإضافة إلى تخصيص 130 ألف دولار لشراء أطراف صناعية للمصابين ودعم مراكز التأهل لهؤلاء المصابين. لكن تقرير الصحيفة الأمريكية يقول إن المراقبين غير مقتنعين بأي برامج حكومية لإزالة الألغام نظرا لعدم وجود التمويل اللازم لعدم إدراج إزالة الألغام في الصحراء الشرقية في هذا البرنامج وهي الألغام التي زرعتها إسرائيل.