تجددت الاشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن بطرابلس فى شمال لبنان ليلا، على الرغم من المساعي التي قام بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع العديد من الوزراء المختصين والقيادات الأمنية ورجال السياسة والدين من أجل تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الأمور إلى طبيعتها في طرابلس، إلا أن الوضع الأمني عاد وتفجر. من جهته، أعلن وزير الداخلية اللبنانى مروان شربل أن الهدنة في طرابلس لم تثبت عمليا، إذ أن المجتمعين من وزراء ونواب وقادة امنيين كانوا يسمعون بعض العيارات النارية، وكانت تصلهم معلومات عن استمرار القنص. وكانت الاشتباكات، بين مسلحين من السنة وآخرين علويين، على خلفية النزاع في سوريا، قد أسفرت عن مقتل شيخ سني شاب. وقتل الشيخ خالد البرادعي (28 عاما) في هذه المواجهات العنيفة التي بدأت عند الفجر بعد وقف إطلاق نار هش بين حي جبل محسن العلوي وحي القبة السني. وأفاد مراسل فرانس برس ان المعارك التي دارت بالأسلحة الأوتوماتيكية وقاذفات الصواريخ تسببت باندلاع حرائق كبيرة في الحيين الواقعين في شرق المدينة الساحلية. وسقط حتى الآن 11 قتيلا و86 جريحا في المعارك التي اندلعت الاثنين بين مجموعات علوية من جبل محسن مناصرة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وأخرى سنية مناهضة له في حي باب التبانة السني القريب من حي القبة. وكانت هاتان المنطقتان مسرحا خلال الحرب الأهلية في لبنان (1975-1990) لمعارك طاحنة. وشهدت خلال السنوات الماضية جولات عنف متكررة، لا سيما منذ اندلاع الاضطرابات في سوريا قبل 17 شهرا. وحذر مسؤولون لبنانيون، وبينهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والأممالمتحدة من امتداد النزاع السوري إلى لبنان. كذلك حذرت فرنسا من انتقال النزاع السوري إلى الأراضي اللبنانية فيما أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن "قلقها الشديد حيال أعمال العنف" في لبنان وتخوفها من انتشار النزاع انطلاقا من سوريا. ودعت الأممالمتحدة الأسرة الدولية إلى تقديم المزيد من الدعم للبنان في مواجهة مخاطر زعزعة استقراره بسبب انعكاسات النزاع السوري.