اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء "عدم وجود اى معلومات لديه تدل على ان ايران على وشك انتاج اسلحه نوويه ". لكن الرئيس الروسي أكد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي فى محادثاتهما في موسكو ،أن موسكو تتفق مع شركائها في قلقهم تجاه ضرورة أن تكون جميع الأنشطة الإيرانية واضحة وبشفافية بقدر الإمكان.وكان ساركوزي صرح انه نجح خلال اجتماع أمس مع بوتين في جسر هوة الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني و قال ساركوزي إن "موقفينا أصبحا أكثر تقاربا"، لكنه لم يفصح عن أية تفاصيل. وبحث الزعيمان الروسي والفرنسي في قمتهما أيضا قضايا الطاقة والتعاون الاقتصادي، وكذلك التعاون الفضائي بين الجانبين الروسي والأوروبي. وهذه هي الزيارة الأولى يقوم بها الرئيس الفرنسي لروسيا منذ انتخابه في أيار/مايو الماضي. ووصفت الزيارة بأنها مهمة استطلاعية يقوم بها ساركوزي بالنيابة عن الغرب لاستشعار خطط بوتين بعد انتهاء مدة ولايته العام المقبل. كما نقلت صحيفة أر بي كيه الاقتصادية الفرنسية عن مسؤول روسي. وكان ساركوزي قد صرح لصيحفة "روسيساكايا" الروسية بأن هناك حاجة لفرض عقوبات ضد إيران بسبب برنامجها النووي "لتثوب إلى رشدها" على حد تعبيره. ونسبت الصحيفة إلى ساركوزي القول "إنني لن أقبل أي تنازلات في هذه القضية الخطيرة، وإنه إذا اختارت إيران احترام التزاماتها فسنكون منفتحين للحوار معها، وإن جهودا سابقة في هذا الإطار دفعت طهران إلى إبداء المزيد من الشفافية".وتجادل روسيا بأن فرض عقوبات إضافية على إيران ستكون له نتائج عكسية وكانت روسيا قد زودت إيران بالتقنية اللازمة لمفاعلها النووي في "بوشهر". وتنفي إيران اتهامات الغرب بأنها تحاول تصنيع سلاح نووي. وقال ساركوزي أيضا إنه قد قدم اقتراحا لم تعلن تفاصيله لتضييق الخلاف مع روسيا حول استقلال كوسوفو.وترفض روسيا منح كوسوفو الاستقلال عن صربيا بدون موافقة بلغراد. وبينما يحرص الجانب الفرنسي على التركيز على القضايا الجيوسياسية، إلا أن روسيا تأمل أن تركز المحادثات على القضايا الاقتصادية، كما نقلت صحيفة روسيليسكايا عن سيرجي بريخودكو مستشار الرئيس بوتين. وهناك شراكة بين شركتي الغاز الفرنسية توتال والروسية غازبروم لتطوير حقول الغاز الطبيعي الضخمة في شتوكمان.كما تعهدت شركة الخطوط الجوية الروسية "إيروفلوت بشراء 22 طائرة من طراز إيه 350 من شركة إيرباص الأوروبية.ومن القضايا التي ستشملها المحادثات احتمال التعاون بين هيئة الأبحاث الفضائية الأوروبية العملاقة "إي إيه دي إس"ونظيرتها الروسية يو إيه سي، أو المساهمة الفرنسية في مشروع بناء طائران نفاثة روسية. وكان أليكسندر جروشكو نائب وزير الخارجية الروسي قد أعرب عن اعتقاده بأن المحادثات بين الجانبين ستجري في أجواء تسودها "روح منفتحة وبناءة". وأضاف جروشكو في تصريحات لوكالة أنباء انترفاكس الروسية "إنه لا يوجد تعارض بين رغبة فرنسا في تعزيز علاقتها مع الولاياتالمتحدة وتطويرها شراكتها التقليدية معنا". وقال مكتب الرئيس الفرنسي إن ساركوزي سيبلغ بوتن إنه مقتنع بأن روسيا ستظل لاعبا رئيسيا على الساحة الدولية وشريكا أساسيا لفرنسا.وكان ساركوزي قد صرح في الأسبوع الماضي خلال زيارة لبلغاريا بأن روسيا تعقد مشاكل العالم وعليها أن تفهم أن الدول الكبرى ليس لها حقوق فقط وإنما عليها واجبات أيضا. كما ساد التوتر بين البلدين بسبب توجيه ساركوزي انتقادات شديدة حول انتهاكات حقوق الإنسان في عهد بوتين، واتهامه لروسيا باستخدام ثرواتها من النفط لابتزاز جارات لها في أوروبا.