في ظاهرة غير مسبوقة بات مألوفاً مشاهدة موائد الرحمن في الاحياء الراقية في العاصمة الاردنية، اسوة بالشعبية، وعاماً بعد عام تزايد اعداد رواد الموائد لتكتظ قاعات طالبي الافطار الذين يشكلون بانوراما اجتماعية في تعددية انتماءاتهم الطبقية. ويشهد رمضان الحالي اقبالاً كبيراً على موائد الرحمن تفوق احياناً عدد الوجبات المخصصة للمكان، ولم يعد كثير من السكان يترددون في تناول افطارهم فيها. وساهم ارتفاع اسعار السلع الاساسية في تزايد الاقبال على هذا النوع من الموائد وثمة من يحضر قبل الغروب بوقت كبير للظفر بوجبة، فيما تتعدد مصادر التمويل القائمة على التبرعات الاهلية والتمويل المشترك، مثلما تتنوع وجبات الافطار، وأقامت غالبية المساجد موائد رحمن جمعت اموالها من المصلين، فضلاً عن قيام عدد من سفارات البلدان الاسلامية إقامة موائد رحمن على جوانب الطرقات. وبحسب استاذ الشريعة الاسلامية محمد الاحمد فإن زيادة اعداد الموائد الرمضانية جاءت نتيجة طبيعية لتسارعات الحاجة، حيث الارتفاع في اسعار السلع بشكل مضاعف. ولا توجد احصائية لعدد موائد الرحمن في الاردن، بيد ان صندوق الزكاة يجهز 60 الف وجبة غذائية طوال الشهر الفضيل، فضلاً عن طرود يتم توصيلها الى المنازل اكراماً وعزاً للفقراء الذين يتعففون عن السؤال، وفق مديره علي القطارنة. وتعتبر اشهر موائد الرحمن في عمان تكية ام علي، التي انشأتها الاميرة هيا، تخليداً لروح والدتها الملكة علياء حيث تقدم وجبات جاهزة للفقراء.