أكد اللواء محمد علي بلال، مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق قائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية أن بداية غزو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للكويت التي تحل ذكراها اليوم كانت هي ضربة البداية الأمريكية لتنفيذ مخططها لتقسيم الدول العربية ثم تفتيتها لاحقا. وأشار إلى أنه مع بداية الغزو العراقي كانت هناك 11 دولة عربية دولة مؤيدة لقرار صدام بالغزو، بينما رفضته 10 دول عربية أخرى، وهو ما كان أول ظهور حقيقي لبذرة الانقسام العربي بالمنطقة. وأوضح أن أمريكا هي التي أوعزت لصدام بغزو الكويت ثم تخلت عنه ودمرت الجيش العراقي تماما في حرب عاصفة الصحراء، مضيفا أن المرحلة الثانية من الإستراتيجية الأمريكية للتعامل مع المنطقة العربية بدأت في 2003 بتفتيت الدول العربية من الداخل ثم المرحلة الثالثة والتي تحدث حاليا وهى السيطرة على أسعار البترول بدلا من الدول المنتجة . تابع، لأول مرة في التاريخ تنخفض أسعار البترول بدل من أن ترتفع في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة حروبا ونزاعات لم تحدث منذ 1973 وهو ما يشير إلى الأيدي الأمريكية لإخضاع اقتصاد ما تبقى من الدول العربية. وأشار "بلال" أن صدام حسين كان ينوي الانسحاب من الكويت، وقال "لقد كنت شاهدا بنفسي على هذه المباحثات وناقشت طلب الانسحاب العراقي مع الجانب الأمريكي في مباحثات سرية ورد على وقتها قائد القوات الأمريكية شوار تسكوف قائلا : «حتى لو انسحب الجيش العراقي فسنكمل ضرب العراق، مضيفا انه إذا أراد الانسحاب فلينسحب الجيش العراقي سيرا على الأقدام إمعانا في تدميره وخرج شوارتسكوف للإعلام وقتها يقول إن قرار صدام بالانسحاب غير مقبول ما لم يسلم الجيش العراقي أسلحته ومعداته وينسحب جنوده عزلا. وقد كان ذلك التصريح بمثابة صدمة قويه لي فهمت بعدها من هذا الرد أن أميركا لم يكن هدفها الفعلي هو تحرير الكويت بل تدمير القوة العسكرية العراقية، وأنها قامت بالضغط على الدول العربية من أجل الحصول على غطاء شرعي لتنفيذ مخططها وهو تدمير العراق وتحديدا بنيته التحتية ومنشآته. والأهم من كل ذلك هو تدمير أحد اكبر القوى العسكرية بالمنطقة من خلال استدراج القوات المسلحة العراقية التي هي بمثابة شوكة في حلق إسرائيل ومن ثم، التمهيد لاحقا لاحتلال العراق وإنهاء قوته العسكرية التى كان يعمل لها ألف حساب. وقال "بلال" أبلغت وقتها اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق بتلك المعلومات والتي ابلغها للرئيس الأسبق مبارك وكانت سببا في أن يرفض بعدها طلبا أمريكا بإرسال سرب طائرات إف _16 مصري للانضمام إلى قوات التحالف. وأشار قائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية إن مبارك تعرض لضغوط أمريكية خلال هذه الفترة، خاصة أن الحل الودي بين الكويتوالعراق كان ممكنا لكن الولاياتالمتحدة وقفت مانعا أمام الحل العربي وأوقفته لتنفيذ أهدافها الحقيقية للمنطقة والتي ظهرت جليا أمام العالم اجمع وأضاف أن ما حدث بعد ذلك هو الدفع بالقوات العربية «مصر وسوريا والسعودية» للدخول إلى الكويت للتحرير، في حين اتجهت القوات الدولية بقيادة «أميركا وفرنسا وبريطانيا» إلى العراق، وظلوا في المنطقة الجنوبية بها (البصرة) ثلاثة أشهر كاملة، ثم قاموا بالانسحاب المفاجئ بعد أن أمنوا الشيعة هناك للعمل ضد صدام، ومن ثم زرعوا فتنة داخلية ورحلوا، واعتمدوا على تلك الجبهة الداخلية، التي ظنوا أنها ستعمل معهم، في غزو العراق عام 2003، ولكن خاب ظنهم، لأن الشيعة لم يخونوا بلدهم ولا صدام وتم الغزو بحجة ثبت أنها كاذبة لاحقا وهى امتلاك العراق لأسلحة نووية وكيميائية ثم قامت أمريكا بتسليح الجيش العراقي بشكل غريب. حيث تركت الجنود والضباط يغادرون بأسلحتهم كاملة وفى عام 2011 انسحبت القوات الأمريكية تاركة خلفها 20 ألف جندي أمريكي بحجة تدريب الجيش العراقي وبدأت بعدها ثورات الربيع العربي والتفتيت المتقن للشعوب العربية بواسطة أبناؤها. وحول فشل الولاياتالمتحدةالأمريكية والتحالف الغربي طوال ما يقرب من عامين في تدمير تنظيم داعش في العراق وسوريا قال أن هذا الأمر أكبر دليل أن هذا التنظيم الإرهابي يعمل وفق الاستراتيجيات الأمريكية في المنطقة العربية تاركة يدها لتفعل أشنع ما شهدته الإنسانية من مجازر في التاريخ. وأشار بلال إلى خطاب أوباما منذ عدة أيام طلب فيه من الكونجرس تفويضا يسمح فيه للقوات الأمريكية بملاحقة داعش أينما كانت وهو ما قد ينذر أن تقوم أمريكا بالتدخل في ليبيا قريبا بحجة ملاحقة داعش ومن ثم إشعالها إلى وسيتسبب ذلك في محاصرة مصر من كل الاتجاهات لان الولايات لا تتدخل في أي دولة إلا وتزداد فيها الصراعات والانقسامات كما حدث بداية من الصومال وأفغانستان. وأوضح أن تماسك مصر حتى الآن يمثل حجر عثرة في طريق الولاياتالمتحدة لافتا إلى أن زيارة أوباما العام الماضي لإثيوبيا عقب زيارة الرئيس السيسي لأديس بابا تعتبر علامة استفهام خاصة بعد تعرقل المفاوضات المصرية الإثيوبية بشكل يثير الريبة وطالب بلال بسرعة تفعيل القوة العربية المشتركة لأنها الحل الوحيد للازمات العربية وليس التدخل الدولي. وأشاد "بلال" بالدور الذي يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي في تقوية الجيش المصري لحماية أمننا القومي وعمله على تقوية الاقتصاد واستقرار الدولة.، بحسب بوابة اخبار اليوم.