نقلا عن : الاهرام 31/10/07 القرار التاريخي الذي اتخذه الرئيس حسني مبارك ببدء برنامج لبناء عدد من المحطات النووية لتوليد الكهرباء, في الوقت المناسب تماما, لأنه كما أشار الرئيس بحق فإن قضية أمن الطاقة جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي, وهي قضية صحيحة حال بلدان صناعية متقدمة كالولايات المتحدة, وفي دول ناهضة اقتصاديا مثل الصين, كما أنها صحيحة في مصر . وتبدو المبررات التي قدمها الرئيس واضحة لا لبس فيها ومن بينها أنه برغم الزيادة الكبيرة التي حققتها مصر خلال العقود الثلاثة الأخيرة في إنتاج البترول والغاز فإن ما يوجد منه لا يغطي كل احتياجاتنا الوطنية في المستقبل القريب ومن هنا كانت دعوة الرئيس إلي تنمية جميع بدائل الطاقة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ليبلغ إسهام مصادر الطاقة المتجددة نحو20% من جملة احتياجاتنا في عام2020, ويعد هذا المدي الزمني مناسبا لأن حجم ما يكتشف خاصة من البترول يعد حتي الآن أقل من مستوي الطلب المحلي المتزايد علي المواد البترولية سنويا سواء للاستهلاك في استخدامات النقل أو الاستخدامات الصناعية والمنزلية وبرغم أن مصر مازالت حتي اللحظة الراهنة من الدول المصدرة فإننا أيضا ومنذ سنوات طويلة نستورد بعض المنتجات مثل السولار والبوتاجاز ومن هنا تأتي إشارة الرئيس الواضحة إلي أن دعم مواد الطاقة قد يصل إلي نحو50 مليار جنيه في العام المالي الحالي وهو ما يتجاوز حجم الإنفاق علي مجالات مهمة لتنمية الموارد البشرية مثل التعليم والرعاية الصحية بالإضافة إلي استمرار ارتفاع الدعم المقدم لهذه المواد يعني إلقاء المزيد من الضغوط علي الموازنة العامة للدولة وزيادة العجز فيها بما ينعكس حتما في ارتفاع معدلات التضخم, وتدهور مستويات المعيشة . ويبين تتبع حركة الأسعار في السوق العالمية استمرارها نحو الارتفاع بحيث أضحينا كل ليلة نري مستوي قياسيا جديدا لهذه الأسعار وعلي الرغم من أن البعض يري أن الأسعار يمكن أن تتجه للهدوء قليلا خلال سنوات قليلة مقبلة فإن هذه الرؤية لن تتحقق سوي لعدد محدود من السنوات وذلك في ضوء الحقيقة الواضحة بأن حجم ما سيكتشف من بترول سنويا أقل من مستوي الطلب العالمي بشكل واضح. .. وللحديث بقية المزيد فى اقلام واراء