صرح مسؤولون أمريكيون الاربعاء ان الولاياتالمتحدة قد تصنف الحرس الثوري الايراني قريبا كمنظمة ارهابية أجنبية في تحرك يعكس مشاعر الاحباط بشأن برنامج ايران النووي، والدور الذي يشتبه بأنها تلعبه في العنف المتأجج في العراق. وفي حالة حدوثه سيمثل هذا التصنيف المرة الاولى التي تضع فيها الولاياتالمتحدة القوات المسلحة لاي دولة أخرى ذات سيادة على قائمتها للمنظمات الارهابية، وسيمكن واشنطن من استهداف مصادر تمويل الحرس الثوري الايراني. وقال خبراء في الشأن الايراني ودبلوماسيون ان الضغط على مصادر تمويل الحرس الثوري يستهدف ترضية من هم داخل وخارج ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش الذين يرغبون في تحرك عسكري ضد طهران والذين أصيبوا بخيبة أمل بعدما لم تسفر الضغوط الدبلوماسية عن نتائج حتى الان لا في كبح برنامجها النووي ولا في العراق. وقال مسؤول أمريكي - حدث شريطة عدم الكشف عن اسمه بسبب الحساسية الشديدة للقضية- ان الولاياتالمتحدة تتطلع الى اتخاذ مثل هذه الخطوة غير أنه لم يتحدد الموعد النهائي لها. وأكد مسؤول اخر الامر نفسه. وقال محللون انه سيكون من الصعب فرض العقوبات، وان الهدف الرئيسي هو فيما يبدو الضغط على ايران باستخدام التصنيف للضغط على المؤسسات المالية لقطع علاقاتها مع دوائر الاعمال الايرانية. وقال دبلوماسي غربي طلب ايضا عدم ذكر اسمه ان الولاياتالمتحدة ابلغت حلفائها بهذا التحرك، لكنها لم تشر الى موعد اعلانه. وتحدثت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست للمرة الاولى عن هذا التصنيف الاربعاء، وقالتا انه ربما يندرج في اطار أمر تنفيذى وقعه الرئيس جورج بوش بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر لعرقلة تمويل الارهاب. ورفض شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية التعليق على المداولات الداخلية، لكنه قال ان واشنطن "تواجه سلوكيات ايران في عدد من ساحات المعارك المختلفة." وتقلق الولاياتالمتحدة بشكل خاص بسبب احداث في العراق تضمنت استخدام متفجرات تخترق دروع المركبات المصفحة اسفرت عن مقتل العديد من أفراد القوات الامريكية ويعتقد ان مصدرها ايران. وكانت الولاياتالمتحدة عقدت خلال الاشهر الاخيرة عدة اجتماعات مع مسؤولين ايرانيين لبحث ماتعتبره دورا ايرانيا في زعزعة استقرار العراق وهو اتهام تنفيه ايران. وايران مدرجة بالفعل على القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب غير أن تصنيف الحرس الثوري كمنظمة ارهابية سيعني أن بامكان الادارة الامريكية تعقب مصادر تمويله وشبكة أعماله الاخذة في التوسع. وقال راي تاكيه الخبير في الشأن الايراني بمجلس العلاقات الخارجية ان القيام بتحركات عقابية ضد الحرس الثوري سيقوض أي هدف طويل الاجل للتفاوض مع طهران. وتضغط واشنطن في الاممالمتحدة من أجل اعداد قرار يشدد العقوبات على ايران بسبب رفضها التخلي عن أنشطتها الحساسة لتخصيب اليورانيوم غير أنها تواجه صعوبة في الحصول على موافقة روسيا والصين على مثل هذه الخطوة. وتقول ايران انها تخصب اليورانيوم لغرض الحصول على الطاقة المدنية السلمية وانها لا تسعى لصنع أسلحة نووية وهو ما تشتبه فيه الولاياتالمتحدة وبلدان أخرى.