رحبت رئيسة البرازيل ديلما روسيف بزعماء العالم في مدينة ريو دي جانيرو وسط انتقادات بأن قمتهم التي تستمر ثلاثة ايام لن تفي بوعدها لوضع اهداف واضحة للتنمية المستدامة. وقبل الافتتاح الرسمي للقمة -التي يطلق عليها "ريو+20" لأن قمة الارض التاريخية السابقة كان قبل عشرين عاما - اقنعت البرازيل الوفود المشاركة بوضع اللمسات الاخيرة على مسودة اعلان لعرضه على القمة. لكن العديد من الوفود ومنظمي القمة وكذلك المهتمين بقضايا البيئة والجماعات المدافعة عن البيئة ينتقدون الاعلان قائلين انه ضعيف. وقال بان جي مون الامين العام للامم المتحدة في كلمة افتتاحية "دعوني اكون صريحا: جهودنا لم ترق الى مستوى التحدي..الطبيعة لا تنتظر.. الطبيعة لا تتفاوض مع البشر." وأرست مسودة الاعلان التي تم الانتهاء منها يوم الثلاثاء طموحات وليس اهدافا ملزمة بشأن قضايا مثل الامن الغذائي والمياه والطاقة. وتدعو الدول الى تبني "اهداف التنمية المستدامة" وهي مجموعة غامضة من اهداف الاممالمتحدة تتركز حول البيئة والنمو الاقتصادي والمشاركة الاجتماعية. وقال كثير ممن وافقوا على مسودة الاعلان انه تفتقر الى تفاصيل حيوية. وقال نيك كليج نائب رئيس الوزراء البريطاني "شعرت بخيبة امل لاننا لم نذهب الي أبعد من ذلك." وانتقد الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند "اوجه القصور" في مسودة الاعلان وخصوصا فشل دول اعضاء في الاممالمتحدة في دعم برنامجها البيئي الحالي وتحويله الى وكالة قائمة بذاتها. كما انتقد حذف اقتراح فرنسي للمساعدة في تمويل برامج التنمية من خلال ضريبة على الصفقات المالية. والتوقعات منخفضة لنتائج القمة التي من المتوقع ان يشارك فيها حوالي 100 من قادة الدول والحكومات مع اختتامها يوم الجمعة المقبل. وإجمالا يشارك 193 وفدا حكوميا في القمة. ويركز كثير من الزعماء على التباطؤ الاقتصادي العالمي وازمة الديون في اوروبا. وبدت روسيف -التي عادت لتوها من اجتماع لقمة مجموعة العشرين بالمكسيك- متعبة وهي تلقي خطاب الترحيب. ورغم مشاركة الرئيس الفرنسي ورئيسي وزراء الصين وروسيا يغيب عن القمة العديد من الزعماء البارزين منهم الرئيس الامريكي باراك أوباما والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل.ومقارنة بقمة الارض الاولى التي تمخضت عن قرارات تاريخية بشأن التنوع البيولوجي والانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري يقول منظمون إن قمة هذا الاسبوع هي مجرد بداية لعملية لوضع اهداف جديدة للتنمية العالمية. واشاروا الى ان قمة 1992 كانت تتويجا لسنوات من المفاوضات. وسعى متحدثون يوم الاربعاء لتسليط الضوء على القضايا الاكثر الحاحا لبلدانهم في النقاش العالمي بشان التنمية. وفي حين تحدث كثيرون عن حاجتهم الى مصادر دائمة للطاقة والغذاء والمياه حث الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الدول الغنية على التخلي عن رغباتها "المادية" وتنبي التنمية "الروحية". وقال "انهيار النظام الالحادي الحالي حان وقته" مستشهدا بالحروب والاضطرابات في الشرق الاوسط والكوارث التي أثرت في العالم. وعملت السلطات في ريو دي جانيرو -التي تستعد لاضافة مسابقة كأس العالم لكرة القدم والالعاب الاولمبية في وقت من لاحق من هذا العقد- لاضفاء الطابع الصديق للبيئة على المدينة اثناء القمة. وعبر متظاهرون عن عضبهم حيث نظم مدافعون عن البيئة ونشطاء سياسيون واخرون مسيرات خارج مقر انعقاد القمة ودعوا الى اجراءات جريئة. وقال دبلوماسيون إن الضغط من جانب البرازيل للانتهاء من مسودة الاعلان دفع الوفود الى التركيز والتوصل لاتفاق لكنه ربما اغلق الباب أمام اتخاذ خطوات اكثر جرأة من جانب الزعماء عندما يصلون لحضور القمة.