تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين محمد أفادت اخر التقارير المقدمة من البنك الأفريقي للتنمية، والبنك الدولي،حسب صحيفة كريستيان ساينس مونيتور ان أفريقيا تواصل تقدمها كنقطة مضيئة في الاقتصاد العالمي. إنها القارة التي لها تاريخ طويل من الحروب والمجاعة والمرض، ومؤخرا لديها ميل لعدم الاستقرار السياسي بسبب سوء الإدارة الاقتصادية ..و لكن في عام 2012 من المتوقع أن تنمو أفريقيا بنسبة 4.5 في المئة أو 4.9 في المئة، اعتمادا على بيانات البنك الأفريقي للتنمية و البنك الدولي، و ذلك فى الوقت الذى يعانى فيه بقية العالم من بطء النمو الاقتصادى بسب تزايد النزعة الاستهلاكية والمضاربة بالاستثمار او الديون . ويعزى هذا النمو في جزء منه ، إلى الموارد الطبيعية الأفريقية التي يتم تسويقها وبيعها للمستهلكين العالميين الذين لا تزال لديها فوائض نقدية وخاصة في الصين والهند والبرازيل، وروسيا . كذلك يعزو أيضا هذا النمو نتيجة زيادة نمو استهلاك الطبقة المتوسطة الافريقية. فوفقا لمؤسسة ماكينزي McKinsey ، هناك طبقة وسطى أفريقية، وعلى الرغم من أنها تنتشر فى أكثر من 54 بلدا مختلفا، ويتحدثون لغات عديدة ومختلفة، فهي كبيرة بقدر الطبقة الوسطى الهندية، فانها تنفق المال شانها شان اى طبقة وسطى في كل مكان. مؤسسة ماكينزى العالمية نشرت الشهر الماضى تقريرا بعنوان "الوجه المتغير للمستهلك الأفريقي " مشيرا فيه الى ان "النمو الاقتصادي الكبير في افريقيا ،خلق فرص عمل جديدة لا يمكن التغاضي عنها في كثير من الأحيان من قبل الشركات العالمية". ووجدت شركة ماكينزي- التي أجرت مقابلات مع 15 ألف مستهلك في 10 بلدان أفريقية مختلفة- ان الأفارقة لديهم نوع من عادات الانفاق التي تجذب الشركات الكبيرة. ووفقا للتقرير، معظم الأسر الأفريقية انفقت نحو 30 في المئة من أموالهم على محلات البقالة، 10 في المئة على الملابس، و 6 في المئة في الاتصالات السلكية واللاسلكية، وهو مبلغ يمكن أن يبلغ 185 مليار دولار بحلول عام 2020. ويشير التقريرالى انه رغم هذا الانفاق إلا انه لا يزال بعيدا عن انفاق المستهلكين الهنود، الذين انفقوا نحو 991 مليار دولار في عام 2010، ويتوقع أن يزيد الى 3.6 تريليون دولار بحلول عام 2020. و على ضخامه هذا الانفاق الا انه لايقابل الانفاق فى أوروبا والأمريكتين، وأجزاء في شرق آسيا من غير الصينيين .. ومع هذا فان أفريقيا تنمو في حقيقة الواقع. بالنسبة لأولئك الذين تعودوا على العناوين الرئيسية حول أفريقيا والتي تشمل "الحرب" أو "الاغتصاب" أو "الجنود الأطفال" - يجب ان نقول أولا، كيف يمكن لأفريقيا ان تحقق نموا فيما بقية دول العالم تتقلص اقتصاديا ؟ الجواب هو أن عددا من الدول الافريقية قد بدات على نحو أفضل في إدارة شؤونهم المالية الخاصة ، مع تجنب الإنفاق الاجتماعي الغير عقلانى أو خطط الائتمان الفضفاض التى تحمل على اجمالى الدين العام. كما ان بعض البلدان التي لديها احتياطيات نفط ضخمة، مثل أنجولا ونيجيريا، وأوغندا، زادت لديها الفوائض النقدية إثر ارتفاع السعر العالمي للنفط و الذى يحوم حول 100 دولار للبرميل وهناك دول اخرى مثل كينيا وجنوب أفريقيا، ورواندا، تتنوع اقتصاداتها في التكنولوجيا والخدمات، بحيث لا تعتمد كثيرا على أسعار السلع الأساسية لتامين مستقبلها الاقتصادي.