جدد الرئيس الأميركي جورج بوش دفاعه عن استراتيجيته في العراق، في وقت يواجه فيه معارضة قوية من الديمقراطيين في الكونجرس وتمردا لأعضاء جمهوريين بارزين في مجلسي الشيوخ والنواب يطالبون بخطة للانسحاب. ففي حين أعرب بوش في خطابه الإذاعي الاسبوعي عن تفاؤله بإمكانية تحقيق النصر وعودة الجنود الأميركيين قدم اثنان من أبرز الاعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ مشروع قانون يحث الرئيس الاميركي على وضع خطة واضحة لسحب القوات الاميركية في أوضح مؤشر على قلق الجمهوريين بخصوص الوضع. وجاء تقديم مشروع القانون المقترح في مجلس الشيوخ بعد وقت وجيز من تصويت مجلس النواب ب223 صوتاً مقابل 201 على مشروع قانون يطالب بسحب القوات المقاتلة الاميركية من العراق في موعد أقصاه الاول من أبريل (نيسان) 2008. وقدم السناتوران، المنتميان لحزب الرئيس، ريتشارد لوجار وجون وورنر مشروع قانون مشابه للمشاريع الديمقراطية المناهضة للحرب لسحب القوات الاميركية من العراق مع فارق انه لم يتضمن موعدا محددا لاستكمال سحب القوات. وكشف لوجار وورنر عن خطتهما بعد رفض بوش ادخال اي تغييرات على مخططات الحرب، الى ان يقدم قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس تقريرا نهائيا حول مدى نجاح استراتيجية زيادة القوات الاميركية خلال شهرين. ويدعو مشروع القانون الذي طرحه لوجار وورنر ويبدو على انه محاولة لتوحيد الجمهوريين المعارضين لسياسة بوش الى خطة جديدة تضيق مهمة القوات الاميركية في العراق لتسلم الى الكونجرس بحلول 16 اكتوبر (تشرين الاول). وجاء في النص الذي سيدخل على قانون للسياسة الدفاعية تجري مناقشته حاليا في مجلس الشيوخ ان الرئيس يجب ان يكون مستعدا لكي يبدأ في اعتماد السياسة الجديدة بحلول نهاية السنة. ويدعو المشروع الى اعادة نشر القوات الاميركية «كما تسمح الظروف» على ان تغير مهمتها لتركز على ضمان أمن حدود العراق لمنع دخول الارهابيين ومحاربة «القاعدة» وتدريب وتجهيز القوات العراقية بدلا من «ضبط العنف الطائفي» في العراق. وقال لوجار «نحن نحاول ضمان جهوزية الجيش الاميركي والنهج الدبلوماسي للتغيير، حين ينشر تقرير بترايوس في سبتمبر (ايلول)» وأضاف «نأمل في ان يعتبر اعضاء مجلس الشيوخ وبغض النظر عن مواقفهم من الانسحاب او تعزيز القوات، مشروع القانون الذي طرحناه محاولة بناءة للتحضر لأي سياسة ستتبع في الأشهر المقبلة». وأصر بوش على الالتزام بسياسته الحالية في العراق الخميس بعد صدور تقرير مرحلي حول الاستراتيجية الجديدة في العراق، الذي أشار الى تقدم ضئيل للحكومة العراقية في عدة اهداف عسكرية وسياسية. لكن في البيت الابيض أقر المتحدث توني سنو بأن النواب العراقيين سيأخذون عطلة برلمانية صيفية بسبب ارتفاع درجات الحرارة في البلاد رغم محاولات واشنطن ثنيهم عن ذلك. وسبق ان حاول مسؤولون اميركيون بينهم نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني اقناع النواب العراقيين بمواصلة العمل إدراكا منهم لحجم الانتقادات في واشنطن بأن العراقيين لا يبذلون جهودا كافية لإحراز تقدم في إرساء السلام فيما «يموت الجنود الاميركيون» في ذلك البلد. وفي المقابل أشاد بوش بفرق إعادة الاعمار الاميركية التي تعمل لإعادة الخدمات في العراق. وقال «ما يحصل في العراق يهم الولاياتالمتحدة الاميركية، لأن وجود عراق يعمه العنف والفوضى سيؤثر على أمننا في الداخل». ومن جانبه، اعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش أن التقرير المرحلي الاميركي حول التقدم المحرز في العراق، يثبت ان استراتيجيته التي تتعرض لانتقاد شديد في الولاياتالمتحدة، فعالة واعدا بأنها ستؤدي الى عودة الجنود الاميركيين الى ديارهم. وقال بوش في خطابه الإذاعي الأسبوعي الموجه للأميركيين، ان «التقرير يظهر ان الظروف يمكن ان تتغير وانه يمكن إحراز تقدم وان المعركة في العراق يمكن كسبها». وأضاف بوش «ان معظم الاميركيين يريدون حصول أمرين: ان يروا جنودنا منتصرين وان يروهم يبدأون العودة. يمكننا القيام بالأمرين وسنفعل». وتابع «ان تغيير الظروف في العراق صعب ويمكن ان يتم. ان افضل طريقة لإعادة هؤلاء النساء والرجال الصالحين الى الديار هو التأكد من ان ارسال التعزيزات يمثل نجاحا». وأشار بوش الى محافظة الانبار حيث قال ان الوضع الامني تحسن منذ انضمام العشائر المحلية لقوات التحالف لمحاربة «القاعدة». وأكد ان القوات الأميركية تحاول تكرار الامر في مناطق اخرى وخاصة في محيط بغداد. وقال بوش «لقد بدأنا نستعيد زمام المبادرة من «القاعدة»، والمساعدة على وجود حكومة عراقية يمكنها حماية شعبها وتوفير الخدمات الاساسية وان تكون حليفا في الحرب على المتطرفين والمتشددين». ومضى يقول «اننا من خلال ذلك نوجد الظروف التي تتيح لجنودنا العودة. وحين تقلص الولاياتالمتحدة عديد قواتها في العراق فسيكون ذلك بسبب تأكيد قادتنا العسكريين ان الظروف الميدانية مواتية، وليس لأن مستطلعي الآراء يرون ان ذلك يشكل سياسة جيدة». يشار إلى أن أكثر من ثلثي الأميركيين (68%) انتقدوا الاستراتيجية العامة للرئيس جورج بوش في العراق كما أفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه الجمعة على موقع مجلة «نيوزويك» في شبكة الإنترنت.