تاريخ طويل من الشك يحكم علاقة المصريين بصناديق الانتخاب دفع المرشحين في اول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تاريخ البلاد الى توفير مندوبين يسهرون على بعد خطوات من الصناديق لقطع الطريق على اي محاولات للتزوير. ويختتم الخميس التصويت في الجولة الاولى من الانتخابات لاختيار خليفة للرئيس السابق حسني مبارك الذي اطاحت به انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي بعد ثلاثة عقود على رأس السلطة. ويتنافس في الانتخابات 12 مرشحا يتوزعون ما بين تيارات سياسيةودينية مختلفة. وانسحب المرشح الثالث عشر من السباق الذي يتصدره وزير الخارجية الاسبق والامين العام السابق للجامعة العربية عمروموسى وأحمد شفيق اخر رئيس وزراء في عهد مبارك ومحمد مرسي مرشح جماعة الاخوان المسلمين وعبد المنعم ابو الفتوح العضو السابق في الجامعة والناصري حمدين صباحي. ويصدر رئيس كل لجنة انتخابية تصريحا لمندوب لكل مرشح يسمح له بالسهر ليلا لحراسة الصناديق التي توضع في غرفة مغلقة. وفي لجنة بمدرسة ابشواي الاعدادية بنين في محافظة الفيومجنوب غربي القاهرة امضى طالب الطب على عبد الرحمن محمد نهار الاربعاء اول ايام التصويت في مراقبة سلامة الاقتراع ثم امضى الليل في حراسة صناديق الاقتراع. وسيكرر محمد المهمتين اليوم نيابة عن حزب الحرية والعدالةالذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين. وفي عهد مبارك سمحت السلطات لمندوبين عن المرشحين بحضورالاقتراع والتأكد من سلامته لكنهم منعوا في أحيان كثيرة من دخول اللجان أو طردوا منها. وكانت وزارة الداخلية تتولي نقل الصناديق من اللجان الفرعية الى لجنة عامة وقيل ان تبديلا للصناديق كان يحدث خلال تلك المرحلة لضمان نجاح مرشحي الحزب الوطني الحاكم انذاك على حساب مرشحين لهم شعبية أو يعارضون الحكومة. وقال محمد لرويترز انه امضى قسطا من الليل في تجاذب اطراف الحديث مع ضباط وعساكر الجيش والشرطة الذين يحرسون المدرسة...حيث تكلمنا في السياسة ومستقبل البلد اذا فاز هذا المرشح أو ذاك. ثم نام بعد ذلك على باب الغرفة التي وضع بها صندوقا اقتراع. وقال أحمد النبراوي 29 عاما الذي يعمل في صحيفة تصدر في محافظة الشرقية الى الشمال الشرقي من القاهرة انه يحمل توكيلات مراقبة أصدرها له عدد من المرشحين. وقال النبراوي ان العشرة يمثلون المرشح الاخواني وأبو الفتوح الذي انشق عن جماعة الاخوان العام الماضي بعد أن رفضت قراره بالترشح للمنصب في وقت كانت تقول الجماعة فيه انها لا ترغب في أن يكون خليفة مبارك أحد أعضائها. ويقول مراقبون ان مرسي وأبو الفتوح هما أكثر المرشحين حرصا على حراسة الصناديق. ولا يسمح لاي مندوب بالنوم داخل الغرفة التي توجد بها الصناديق. وفي الصباح يتأكد القاضي من سلامة اختام الصناديق قبل فضها