حذر مراقبون ووسائل إعلام أوروبية من مغبة التأثير السلبي لملف الهجرة على تماسك الاتحاد الأوروبي ومستقبله. واستند العديد من هؤلاء -حسب ما نقلته وكالة أنباء "آكي" الإيطالية الجمعة- على تصريحات أطلقها مسؤولون أوروبيون خلال اليومين الماضيين, خلال لقاءات قمة مالطا, والتي جمعت بداية زعماء دول أوروبا ونظرائهم في أفريقيا, ومن ثم الدول الأوروبية فيما بينها, حيث ظهرت في الحالتين خلافات حادة في وجهات النظر وتباعد في الأولويات عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع أزمة تدفق المهاجرين إلى أوروبا. كان رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك, قد أكد أن إنقاذ إتفاقية شنغن, التي تنظم حرية الحركة داخل أوروبا, بات سباقا مع الزمن, تبعه تصريح آخر من وزير خارجية لوكسمبورج جان أسلبورن, حذر خلاله من أن "الاتحاد الأوروبي قد يتفتت سريعا, عندما يصبح التفرد قاعدة عمل أساسية بدل التضامن". وفي هذا الإطار, ترى صحيفة "لوسوار" البلجيكية, أن المشهد الوحيد السائد في أوروبا هو التخبط والضبابية, فلا أحد يعرف إلى من يتوجه للبحث عن جواب شاف على مشكلة تدفق اللاجئين والمهاجرين. وترى الصحيفة أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم وجود مركز اتخاذ قرار موحد في أوروبا, حيث يعود ذلك إلى "رغبة كل دولة بالاحتفاظ بقرارها الوطني على حساب المجلس الأوروبي, الأمر الذي يسير تماما بعكس روح معاهدة لشبونة الناظمة للعمل المؤسساتي الأوروبي", حسب تعبيرها. وتساءلت الصحيفة "هل سننتظر كارثة كبيرة من أجل أن نستيقيظ ونعمل بجدية للبحث عن حل". أما الموقع الالكتروني "يورو أوبزرفر", فقد رأى أن إتفاقية شنجن أصبحت في خطر, و أن توجه الاتحاد الأوروبي بهذا الشكل "المهين" إلى تركيا, لحل مشكلة المهاجرين, يدل على حالة ضعف أوروبية غير مسبوقة. وكانت دول و مؤسسات الاتحاد الأوروبي قد تعرضت للكثير من الانتقادات بسبب طريقة تعاملها مع أزمة تدفق اللاجئين, عن طريق "إغراء" أطراف خارجية مثل الدول الأفريقية وتركيا بالمال والامتيازات للمساعدة على ضبط الحدود والاحتفاظ باللاجئين لديهم.