"قدم الآن".. وزارة العمل: وظائف بتخصصات مدرسين وممرضات في 13 محافظة    وفد «اليونسكو» يُشيد بالتجربة المصرية الرائدة ل «بنك المعرفة المصري»    تداول أسئلة امتحان مادة العربي للشهادة الإعدادية على صفحات الغش.. والتعليم تحقق    لتدريب الطلاب بأحدث الأساليب.. وصول أحدث أجهزة الرفع المساحي بجامعة قناة السويس (تفاصيل)    وزير الري: 97.69 ٪ نسبة تنفيذ الشكاوى من يناير 2021 حتى أبريل 2024 -تفاصيل    هبوط الريال السعودي مقابل الجنيه بالبنك الأهلي اليوم الأربعاء    محطات المترو الجديدة تستقبل ركاب الخط الأخضر بعد التشغيل التجريبي (صور)    16 صورة للتاكسي الكهربائي في العاصمة الإدارية الجديدة بعد تشغيله    محافظ الفيوم ووفد مجلس الوزراء يتابعان معدلات تنفيذ مشروعات «حياة كريمة» بإطسا ويوسف الصديق    تداول 10 آلاف طن و675 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر    22 مليون جنيه لتجميل وتطوير شبكة طرق أبورديس في جنوب سيناء    مندوب فلسطين بالجامعة العربية يرحب بمبادرة البحرين بعقد مؤتمر لحل القضية الفلسطينية    قيادى ب«مستقبل وطن»: إسرائيل تزعم غلق معبر رفح من الجانب المصرى للتهرب من المسؤولية    البرلمان العربي: شعوب العالم الحر أصبحت أكثر إدراكًا للطبيعة الإجرامية للاحتلال    السفير الروسي: بوتين يزور فيتنام قريبا    الغضب الساطع فى الجامعات الأمريكية    عاجل| شكري: إنهاء الحرب في غزة يتصدر أولويات القادة العرب بقمة المنامة    "وعد وفريق كبير ورأي التاريخ".. ماذا قال لاعبو الأهلي قبل مواجهة الترجي في نهائي أفريقيا (فيديو)    "آخر مسمار في نعشه".. ميدو يكشف ما فعله حسام حسن ويوجه رسالة نارية    فاركو يستضيف بلدية المحلة لمواصلة الانتصارات بالدوري    بيان مهم من التعليم بشأن استعدادات امتحانات الشهادة الإعدادية    محاكمة المتهمين بواقعة حريق استديو الأهرام.. اليوم    الداخلية: ضبط 25 كيلو مخدرات و 132 قطعة سلاح بالدقهلية    رفع 47 سيارة ودراجة نارية متهالكة خلال 24 ساعة    «الداخلية» تواصل الحملات على المخابز للتصدي لمحاولات التلاعب في أسعار الخبز    يسرا بصحبة ريا أبي راشد في حفل افتتاح كان السينمائي: "بتدلعني دلع مفيش بعد كده"    لمواليد برج الجوزاء.. تعرف على أفضل أيامك في شهر مايو وحافظ على طاقتك    واحة الغروب    مسلسل دواعي السفر الحلقة 1.. أمير عيد يعاني من الاكتئاب    قبل تامر ضيائي وسمسم شهاب.. فنانون كتبوا وصيتهم على قيد الحياة    «الصحة» تٌشارك في اليوم التثقيفي ل«أنيميا البحر المتوسط»    بعد إعاقتها الدائمة.. أمريكية ترفع دعوى قضائية ضد أسترازينيكا    اليوم.. «زراعة النواب» تناقش موازنة وزارة الري للعام المالي 2024-2025    اليوم.. «محلية النواب» تناقش موازنة هيئتي النقل العام بمحافظتي القاهرة والإسكندرية لعام المالي 2024-2025    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    عيد الأضحى المبارك 2024: سنن التقسيم والذبح وآدابه    طرح أهل الكهف ضمن موسم عيد الأضحى 2024    بعد تصدرها التريند.. من هي إيميلي شاه خطيبة الفنان العالمي مينا مسعود؟    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن مقتل جندي خلال معارك غزة    إعلام فلسطيني: شهيدة وعدد من الجرحى في غارة للاحتلال الإسرائيلي بمخيم البريج    وزارة المالية تعلن تبكير صرف مرتبات يونيو 2024 وإجازة عيد الأضحى تصل إلى 8 أيام    حكم طواف بطفل يرتدي «حفاضة»    بسبب الدولار.. شعبة الأدوية: نطالب بزيادة أسعار 1500 صنف 50%    مرصد الأزهر يستقبل وزير الشؤون السياسية لجمهورية سيراليون للتعرف على جهود مكافحة التطرف    النائب إيهاب رمزي يطالب بتقاسم العصمة: من حق الزوجة الطلاق في أي وقت بدون خلع    أفشة: سأحقق البطولة الرابعة إفريقيا في تاريخي مع الأهلي.. واللعب للأحمر نعمة كبيرة    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    3 قرارات عاجلة من النيابة بشأن واقعة "فتاة التجمع"    مباشر thanwya.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 في محافظة القاهرة    وليد الحديدي: تصريحات حسام حسن الأخيرة غير موفقة    إبراهيم عيسى: من يقارنون "طوفان الأقصى" بنصر حرب أكتوبر "مخابيل"    بدأت باتهام بالتأخُر وانتهت بنفي من الطرف الآخر.. قصة أزمة شيرين عبدالوهاب وشركة إنتاج    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    أسهل طريقة لعمل وصفة اللحمة الباردة مع الصوص البني    بعيدًا عن البرد والإنفلونزا.. سبب العطس وسيلان الأنف    أحمد كريمة: العلماء هم من لهم حق الحديث في الأمور الدينية    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد فوز السيتي على توتنهام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاحترار الكوني.. ظاهرة طبيعية أم كارثية؟
نشر في أخبار مصر يوم 30 - 08 - 2007

الاحتباس الحراري هو ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة وإليها.
وعادة مايطلق هذا الاسم على ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض في معدلها.
وعن مسببات هذه الظاهرة أي عن سبب ظاهرة ارتفاع حرارة كوكب الأرض ينقسم العلماء إلى من يقول ان هذه الظاهرة ظاهرة طبيعية وأن مناخ الأرض يشهد طبيعيا فترات. والطائفة الأخرى من العلماء والتي قد لا تنفي أن الظاهرة طبيعية أصلا متفقة على أن إصدارات الغازات الملوثة يقوي هذه الظاهرة في حين يرجع بعض العلماء ظاهرة الاحتباس الحراري إلى التلوث وحده فقط، حيث يقولون إن هذه الظاهرة شبيهة إلى حد بعيد بالدفيئات الزجاجية وأن هذه الغازات والتلوث يمنعان أو يقويان مفعول التدفئة لأشعة الوروبي من أجل العمل على انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية ' سرعسوف تؤثر إيجابا على موقف روسيا إزاء المصادقة على معاهدة كيوتو، وأن روسيا ستدفع نحوة ا
شمس.
وكانت موسكو قد وقعت على المعاهدة عام 1999 بالإضافة إلى دول أخرى، ولكن البرلمان رفض المصادقة عليها.
من جانب آخرقال الرئيس بوتين أمام قمة الاتحاد الأوروبي-روسيا المنعقدة في موسكو إن 'التنازلات التي قدمها الاتحاد الأ
لمصادقة على المعاهدة' حتى تصبح سارية المفعول. وقد مارس الاتحاد الأوروبي ضغوطا على روسيا لكي تصدق على معاهدة كيوتو، التي تسعى إلى خفض انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، لكن الكرملين قال إنه يحتاج لمزيد من الوقت.
حسب المصادر الروسية التي تقول ان التأخير سببه خلافات في الرأي بين الوزارة التي تقر المعاهدة والأكاديمية الروسية للعلوم، التي تقول إن المعاهدة ليس لها أساس علمي.
يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية لم تصادق على المعاهدة ولأكثر من عقد من الزمان انصب تركيز اهتمام المجتمع الدولي حول الاحترار العالمي ولو تتبعنا وكالات الأنباء وصفحات مواقع الانترنت ومانشيتات الصحف، فسيخيل إلينا أن هذه هي أصعب المشاكل العلمية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه البشرية اليوم.
فالاجتماعات ومؤتمرات القمة التي تمول بسخاء وتعقد بانتظام في مختلف أنحاء العالم، مستقطبة عصبة راسخة التنظيم من مناضلين ضد الكارثة الوشيكة.لقد تم التصديق على بروتوكول 'كيوتو' الذي قدم من قبل مناضلي الاحترار العالمي باعتباره الهدف الاسمي للمجتمع الدولي، بينما أضحت الولايات المتحدة وروسيا (كبلدين رئيسيين، متشككة في منطقية هذه الخطوة) تحت ضغط لم يسبق له مثيل 'في النهاية لقد تم تحييدنا'.
ونظرا لضخامة التكلفة التي ستتحملها ليس روسيا فقط بل بلدان أخرى أيضا عند التنفيذ الفعلي لبروتوكول كيوتو، ولعدم وضوح ماهية التبعات الشاملة المنتظرة بشكل قاطع، لا بد أن نعيد التحليل مرة أخرى، ونقدر كم هو حجم هذا التهديد، وكيف يمكننا ( إن كان ذلك ممكنا إطلاقا) التأثير على مسار الأحداث.
جوهر الحياة هي التنبؤ: جميع الكائنات الحية تحاول التنبؤ بما سيحدث مستقبلا من تغييرات في البيئة المحيطة، حتى يتسنى لها التفاعل معها بطريقة مناسبة. وليس غريبا أن تكون محاولة استباق المستقبل من أوائل ظواهر الإدراك في النشاط البشري.
التنبؤات المتشائمة في جميع الأوقات هي الأكثر واقعية، لأن النفس البشرية أكثر تقبلا لها، وبطريقة أو بأخري، فان مواضيع التهديد بكارثة عالمية مقبلة كانت دائما ولا تزال من القضايا الأكثر إلحاحا. التوقعات حول كوارث مثل الطوفان العالمي الشامل في الماضي وحتمية يوم القيامة نجدها عمليا في كل دين. وبتقدم الحضارة، تتغير تفاصيل هذه التوقعات وتوقيتها فقط، وليس جوهرها.
الموضوع حيكت خيوطه في ألازمنه القديمة والأزمنة الحديثة ليس لديها ما تضيفه سوى القليل : نبوءات 'نوسترادامس' مازالت تحظى بشعبية الآن تماما كما كانت إبان حياته.
واليوم كما هو منذ آلاف من السنين مضت لا يكاد يمر اليوم المتوقع لحلول كارثة كونية حتى تظهر في الأفق أخرى جديدة. فما إن انقشع شبح الخوف الذري (الفوبيا الذرية)في خمسينات وستينات القرن الماضي حتى أفاق العالم على أخبار الكارثة 'الأوزونية' الوشيكة، وهكذا مرت من تحت سيف 'ديموقليس 1' نهاية القرن العشرين 'تكاد تكون سنواتها كلها'.
لم يكد يجف الحبر الذي كتب فيه بروتوكول مونتريال حول حظر إنتاج مركبات 'الكلورفلوروكربون' (لا يزال المشككون حتى اليوم يشكون في حقيقة هذا الخطر والدوافع الحقيقية للمبادرين)، حتى زف بروتوكول كيوتو في عام 1997 للعالم معلنا بخطر كارثة قادمة أشد رعبا - الاحترار العالمي.
لقد أصبح هذا رمزا للتضحيات البشرية القادمة عن 'التجاوزات' وعن 'ذنوب' التصنيع وصارت تنافس بنجاح وإثارة أخبار المعيشة اليومية لنجوم موسيقى البوب والرياضة في وسائل الإعلام.
يطالب أنصار الآحترار العالمي البشرية بالندم على ما اقترفته بتوجيه عن كل الطاقات والموارد للتكفير عن الخطايا، أي وضع جزء كبير من الثروة الحاضرة والمستقبلية على مذبح العقيدة الجديدة. لكن، كما تعلمون، عندما تسمع نداء للتبرع ينبغي عليك فحص محفظتك بعناية.
فعلى الرغم من أن القرار السياسي بشأن هذه المسألة قد اتخذ، لكنه يبقى منطقيا مناقشة بعض المسائل الأساسية.
على أي حال، ليس متوقعا أن تحل كارثة التبعات الاقتصادية الحادة الناجمة عن الاحترار قبل بضعة عقود من الزمن (حتى حسب السيناريوهات الأكثرتشاؤما). كما ان السلطات الروسية لا تفتقر أبدا إلى الدقة في تطبيق القوانين والوفاء بالالتزامات. وكما علمنا الحكيم 'لاو-تسيزي ' غالبا ما يكون سكوت الحاكم رحمة للمحكومين. فلنحاول الإجابة عن بعض أهم الأسئلة:
التغيرات المناخية المرصودة
عادة ما يؤكدون أن مستويات الحرارة قد ارتفعت بمقدار0.6 درجة مئوية خلال القرن الماضي، بالرغم من عدم توافر أسلوب موحد لقياس هذا المعيار. على سبيل المثال، البيانات المرسلة من الأقمار الاصطناعية تظهر قراءات أقل من تلك القياسات الأرضية، ألا وهي 0.2 درجة مئوية. في حين لا يزال الشك قائما في كفاية طرق مراقبة المناخ،تلك التي أجريت قبل 100 سنة، والحالية من حيث تغطيتها لنطاقات جغرافيه واسعة بما فيه الكفاية.
إضافة إلى هذا، فالتقلبات المناخية الطبيعية على مدى قرن من الزمان، وحتى مع ثبات كل العوامل الخارجية تبلغ نحو 0.4 درجة مئوية. إذا فالتهديد يأخذ طابعا افتراضيا بحتا على ما يبدو.
ألا يمكن أن تكون التغييرات المرصودة ناجمة عن مسببات طبيعية؟
إنها واحدة من القضايا الأكثر إيلاما لمناصري مكافحة الاحترار العالمي. هناك العديد من العوامل الطبيعية البحتة، التي قد تسبب مثل هذه التذبذب المناخي، والمناخ العالمي قد يتعرض لتقلبات قوية حتى من دون تأثير خارجي. حتى مع ثبات مستوى الإشعاع الشمسي، وثبات تركيز غازات الاحتباس الحراري على مدى قرن من الزمان، فان تذبذب متوسط درجة حرارة السطح يمكن أن تصل 0.4 درجة مئوية. خاصة وأنه بسبب خاصية الخمول الحراري الهائلة للمحيطات، فان التغيرات العشوائية في الغلاف الجوي يمكنها إحداث تبعات ارتدادية محدثة تأثيرا على عقود زمنية لاحقة. ومن أجل أن تأتي محاولاتنا للتأثير على الغلاف الجوي ثمارها، فإنها ينبغي لها أن تتجاوز بشكل ملحوظ نظام التذبذب الطبيعي 'الضوضاء'ما حصة النشاط البشري في عمليات الغلاف الجوي؟
التدفقات الحالية الناتجة عن النشاط البشريantropogenous من غازات الاحتباس الحراري الرئيسية تقل بنسبة مرتين عن مستويات التدفق الطبيعي وأقل مرة في حالات عدم اليقين في التقييم.في مسودة تقرير هيئة ما بين الحكومات حول تغير المناخ Intergovernmental Panel on Climate Change 1995، ذكر أن 'أي ادعاء من تغيرات مناخيه كبيرة تبقي موضع شك حتى يتم خفض عدد المتغيرات المبهمة المسؤولة عن التغيرات الطبيعية للنظام المناخي'. وهناك أيضا: 'ليس هناك دراسة تتضمن إشارة بشكل مؤكد إلى أن كل التغيرات المناخية المرصودة أو أي جزء منها نتج عن عوامل ذات تأثير بشري'.
بعد تلك تم تغيير العبارة بعبارة أخرى: 'ان الأدلة تشير بوضوح إلى تأثير بشري على المناخ العالمي'، على الرغم من عدم تقديم بيانات إضافية تدعم هذا الاستنتاج.
وعلاوة على ذلك، فإن سرعة التأثير المناخي لغازات الاحتباس الحراري، لم تكن بأي شكل من الأشكال متناسبة مع استهلاك الوقود الهيدروكربوني، المصدر الرئيسي للملوثات الناتجة عن التأثير البشري. على سبيل المثال، في أوائل الأربعينات، عندما انخفض معدل استهلاك الوقود ارتفعت درجات الحرارة العالمية بسرعة، أما خلال ستينات وسبعينات القرن العشرين، عندما نما بشكل مطرد استهلاك الوقود الهيدروكربوني، فالحرارة العالمية، في المقابل، انخفضت.
على الرغم من زيادة إنتاج الوقود الهيدروكربوني بمقدار 30% في فترة السبعينات إلى أواخر التسعينات من القرن الماضي، كان معدل زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين قد تباطأ خلال هذه الفترة، وتضاءلت نسبة غاز الميثان.
إن جهلنا العميق للعمليات الطبيعية الكونية يتجلى في طريقة تغير تركيز غاز الميثان في الغلاف الجوى الذي استمر منذ 700 سنة قبل الثورة الصناعية، وتوقفت حاليا عمليات التغير هذه وبشكل مفاجئ على الرغم من استمرار زيادة الإنتاج وتبعا لذلك الملوثات الناجمة عن التأثير البشري لاستهلاك الوقود الهيدروكربوني.
ووفقا لمعلومات صادرة عن مجموعتين بحثيتين مستقلتين من استراليا، وكذلك من الولايات المتحدة وهولندا، فان مستوى غاز الميثان في الغلاف الجوى ثابتة في السنوات الأربع الأخيرة.
التوجهات الطبيعية المناخية والجوية
لا يود مؤيدو الإجراءات الطارئة لأسباب مفهومة مناقشة هذا السؤال. نشير هنا إلى رأي الخبراء الروس البارزين في الميدان (ا. ل.يانشين، م. ا. بوديكو،يو.ا. ازرائيل. 'الاحترارالعالمي ونتائجه: إستراتيجية التدابير'، المشاكل العالمية في المحيط الحيوي. - موسكو، 2003) '. دراسة التغيرات في التركيبة الكيميائية للغلاف الجوي في الماضي الجيولوجي أظهرت انه على مدى ملايين السنين الماضية، ساد توجه إلى انخفاض كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.... هذه العملية قد أدت إلى انخفاض متوسط درجة حرارة الطبقات السفلى من الجو بسبب ضعف ظاهرة الاحتباس الحراري في الجو الذي رافقه بدوره تشكل رياح عاتية باردة أولا فوق خطوط العرض العليا، ثم فوق خطوط العرض الوسطى، وكذلك تصحر مساحات شاسعة من اليابسة في خطوط العرض الدنيا.
وفي الوقت نفسه، مع انخفاض كميات ثاني أكسيد الكربون انخفضت كثافة التمثيل الضوئي، الذي على ما يبدو قلص إجمالي الكتلة الحيوية على كوكب الأرض. هذه العملية ظهرت بشكل حاد في العصر الجليدي البليستوسيني العصر الحديث الأقربPleistocene ، عندما كان تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي قد بلغ لأكثر من مرة تقريبا 200 جزء في المليون. هذا التركيز يتخطى بمقدار كبير القيمة الحرجة، وعليه وحده يعتمد تجمد كل الكوكب، وكذلك يؤدي إلى انخفاض التمثيل الضوئي إلى حد يجعل من المستحيل بقاء الطحالب والنباتات. ومن دون التطرق لتفاصيل الإمكانات المختلفة لفناء المحيط الحيوي كنتيجة للتطور الطبيعي، نشير إلى أن احتمال هذا الفناء يبقى كبيرا'.
وهكذا، إذا كانت البشرية مهددة في المستقبل بكارثة مناخيه، فإن ذلك ليس بسبب الارتفاع الزائد، وإنما نتيجة لانخفاض درجة الحرارة.
نذكر هنا انه وفقا للمفاهيم الجيولوجية الحديثة، ونحن فقط في ذروة عصر ما بين العصور الجليدية interglacial eraوفي المستقبل القريب من المتوقع أن يبدأ العصر الجليدي القادم. ويلخص المؤلفان: 'حرق كمية متزايدة من الفحم والنفط وغيره من الوقود الهيدروكربوني يمكن البشر من البدء في إعادة بناء التركيبة الكيميائية لغلاف جو العصور الحارة لجيولوجيه الماضي.ان الانسان أوقف عن غير قصد عملية استنزاف غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر مهما جدا للبيئة الحية، فهو المورد الرئيسي في تنمية الكائنات العضوية من النباتات والطحالبAlgae Plant وجعل ممكنا رفع الإنتاجية الأولية، التي هي أساس لحياة جميع الكائنات الحية، بما فيها البشر'.
نطاق التغيرات المتوقعة
في مختلف السيناريوهات المتوقعة في نهاية القرن: يتذبذب تغير متوسط الحرارة بين ارتفاع وانخفاض بمعدل 10 درجات مئوية نسبة إلى المستويات الحالية. وعادة ما يتغير المتوسط الحسابي 'على الأرجح' 2-3 درجات مئوية، في حين أن أخذ المتوسط لا يعطي هذه القيمة توثيقا.أكبر. وفي الواقع، ينبغي ان تؤخذ في الاعتبار ليس هذه التوقعات فقط بل العمليات الأساسية في آلة الطبيعة الأكثر تعقيدا والتي تحدد مناخ كوكبنا، لتشمل الانجازات البشرية في المجالات العلمية والتكنولوجية والمجتمعية لقرن مقبل من الزمان.
هل نعي نحن اليوم كيف يتكون مناخ الأرض؟، وإذا لم نكن فهل سنعي ذلك في المستقبل القريب؟ يجيب جميع العاملين في هذا المجال وكلهم ثقة بالنفي عن هذين السؤالين.وهل يمكننا التنبؤ بالتقدم لتكنولوجي والاجتماعي الحضاري في ال 100 سنة القادمة؟ وبشكل عام، ما هو الأفق الزمني الأكبر أو الأقل للتكهنات الواقعية؟ الجواب بديهي أيضا هو الأكثر تحفظا، وفي الوقت نفسه تلك التي تحدد امور قطاع الاقتصاد الحديث الأساسية كالطاقة والمواد الخام والصناعة الثقيلة والصناعات الكيماوية.
الإنفاق الرأسمالي في هذه القطاعات هو من الكبر بحيث ان هذه المعدات تستخدم دائما تقريبا إلى حين الانتهاء من تصنيع كل الموارد - نحو 30 عاما.
وبالتالي،فان مؤسسات الطاقة والصناعة التي تنشأ الآن ستحدد القدرة التكنولوجية في العالم خلال الثلث الأول من هذا القرن. وبالنظر إلى أنجميع الصناعات الأخرى مثل 'الالكترونيات والاتصالات'، التي تتطور بسرعة، ينصح بعدم التنبؤ بأكثر من 30 عاما للأمام .
نأخذ كمثال لقيمة التوقعات الأكثر جرأة، فكثيرا ما يذكر عن مخاوف المستقبليين في أواخر القرن التاسع عشر الذين تكهنوا بان شوارع لندن سوف تمتلئ بمخلفات الخيول، على الرغم من أن أول سيارة ظهرت بالفعل على الطرقات في انكلترا.
وعلاوة على ذلك، فحسب السيناريوهات المنذرة بالخطر، إن المصدر الرئيسي للخطر هو مصادر الطاقة الهيدروكربونية: النفط والفحم والغاز.
ومع ذلك، وحسب توقعات المستقبليين أيضا فانه حتى مع الاستهلاك المتحفظ جدا فان هذه الموارد تكفي البشرية لمدة قرن تقريبا حيث من المتوقع أن يتراجع حجم إنتاج النفط في السنوات ال 10 المقبلة. ونظرا لاقتراب العصر الجليدي الجديد، فسوف يكون مؤسفا قصر زمن حقبة 'الهيدروكربونات' في تاريخ الطاقة العالمية.
هل واجهت الإنسانية فيما مضى تغيرات مناخية بهذه الضخامة؟
أي نعم . إن ارتفاع الحرارة العالمية بمقدار 10 درجات مئوية بعد انتهاء العصر الجليدي لم يسبب كارثة بيئية فقط، بل كارثة اقتصادية حقيقية أسس النشاط الاقتصادي للإنسان البدائي- صياد 'المامونث' وحيوانات 'التو ندرا' العملاقة ذات الحوافر. لكن البشرية لم تنج من الهلاك فقط، بل بفضل هذا الحدث، وجدت الإجابة اللائقة لتلبية نداء الطبيعة، مرتقية طورا جديدا من مراحل الحضارة.
فكما أثبتت حياة أسلافنا ان الارتفاع في حرارة الكرة الأرضية لا يمثل خطرا حقيقيا على وجود البشرية (وبالأخص الحياة على الأرض، كما تدعي أحيانا).
يمكننا تصور ما هو المتوقع من عملية إعادة التكييف المناخية القياسية الحالية، بالنظر إلى العصر الحديث الأسبق،Paleocene الباليوسيني القريب منا نسبيا (الفترة ما قبل 5 إلى 1.8 مليون سنة) حين ظهر أول أسلاف الإنسان المباشرين.
حينئذ كان متوسط درجة الحرارة على السطح أعلى من مثيلتها الحالية بأكثر من 1 درجة مئوية. وإذا استطاع أسلافنا البدائيون وتمكنوا من البقاء في الفترة الجليدية، وفترة الاحترار التي تبعتها، فليس عدلا بحقنا أن نقيم إمكاناتنا الذاتية تقييما منخفضا جدا هكذا.
لقد طرأت تغيرات مناخية ملحوظة خلال الفترة التاريخية للوجود الحضاري: هذا ما أظهرته نتائج البحث البايو مناخية والوقائع التاريخية. التغييرات المناخية تسببت في ظهور حضارات عظمى وسقوط حضارات أخرى لكنها لم تحمل تهديدا للبشرية جمعاء.
الجهود الاقتصادية للحد من سرعتها
أحد أهم تبعات الاحترار العالمي المخيفة، هو ارتفاع مستويات مياه المحيطات عشرات الأمتار، والذي سينتج عن كامل ذوبان الجليد في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية وعادة ينسى المحذرون أن تحديد ذلك يعتبر ممكنا في اقسي الظروف، وسيتطلب أكثر من 1000 عام.
الزيادة الواقعية في مستوى سطح المحيطات خلال القرن الماضي كانت 10-20 سم وذلك يمثل أقصى نطاق التجاوز والتراجع الذي أصاب خط الشاطئ نتيجة العمليات البنائية. في غضون ال100 سنة القادمة، من المتوقع ارتفاع مستوى سطح البحر بما لا يزيد على 88 سم، والتي هي بعيدة كل البعد عن تعطيل الاقتصاد العالمي.
هذا الارتفاع في مستوى سطح البحر يمكن أن يسبب تدريجيا هجرة جزء صغير من سكان العالم - ظاهرة أقل مأساوية بكثير من موت عشرات الملايين جوعا سنويا.
وحري بنا ألا نقلق حول كيفية تعامل أحفادنا مع الفيضانات بعد ألف عام (نتذكر 'مشكلة' مخلفات الخيول في لندن').من الذي سيتكفل بالتكهن بكيفية تغير الحضارة في ذلك الوقت، وهل ستكون هذه المشكلة في عداد المواضيع الملحة؟
ومن المتوقع بحلول عام 2050،أن يبلغ الضرر على الاقتصاد العالمي بسبب ارتفاع درجات الحرارة المتوقعة 300 مليار دولار سنويا. هذا اقل من 1% من إجمالي الناتج المحلي العالمي اليوم. وماذا ستكون تكلفة مكافحة الاحترار؟
معهد الرصد العالمي World Watch Institute في واشنطن يرى أن فرض 'ضريبة كربون' مقدارها 50 دولارا لكل طن من الكربون وستؤدي الى تشجع على استهلاك أقل للوقود المستخرج، وتحسين تكنولوجيا الاحتراق والمحافظة على الموارد.
لكن حسب تقديرات المؤسسة نفسها، هذه الضريبة سترفع كلفة الليتر الواحد من البنزين بمقدار 4.5 سنتات وتزيد تكلفة الكيلووات ساعة من الكهرباء بمقدار 2 سنت (أي تصل تقريبا ضعف القيمة!). ولادخال الطاقة الشمسية ومصادر الطاقة الهيدروجينية في الاستخدام على نطاق واسع، هذه الضريبة يجب أن تكون في حدود 70 إلى 660 دولارا. تكلفة تنفيذ بروتوكول كيوتو تقدر 12-% من الناتج المحلي الإجمالي للعالم، بينما الأثر الايجابي لا يتجاوز 1،3% النماذج المناخية تتنبأ بأن استقرار المناخ يتطلب قدرا من تخفيض الملوثات أكبر من تلك التي حددها البروتوكول والتي تقضي العودة إلى مستويات عام 1990.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.