كان زعيم الأمة العربية، أحب العروبة مثلما عشق مصر، كانت كل أحلامه وأمانيه أن يرى علم العروبة يرفرف فى سماء الوطن العربي الكبير،أما عن إنجازاته، فكانت غير مسبوقة، ما جعل زعامته إحدى أولويات الرؤساء القوميين العرب إقامة علاقات جيدة مع مصر، من أجل كسب شعبية بين مواطني بلادهم، إنه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. وفي مثل هذا الوقت منذ 45 عاما خرج الملايين في شوارع مصر يشيعون جثمان الزعيم جمال عبد الناصر، الذي استطاع خلال 14 عاما في حكم مصر ان يحفر اسمه فى قلوب وعقول الملايين من المصريين، حتى اصبح بحق وعن جدارة حبيب الملايين سياسته الخارجية أدت سياسات عبد الناصر المحايدة خلال الحرب الباردة إلى توتر العلاقات مع القوى الغربية، التي سحبت تمويلها للسد العالي، الذي كان عبد الناصر يخطط لبنائه. ورد عبد الناصر على ذلك بتأميم شركة قناة السويس سنة 1956، ولاقى ذلك استحساناً داخل مصر والوطن العربي. وبالتالي، قامت بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل باحتلال سيناء، لكنهم انسحبوا وسط ضغوط دولية، وقد عزز ذلك مكانة عبد الناصر السياسية بشكل ملحوظ. استطاع أن يحقق حلمه في وحدة مصر وسوريا عام 1958، وشكل خطرا على الدول الكبرى في فترة حكمه. «ناصر» الفقراء اسم الزعيم عبد الناصر كان يعني للفلاحين الكثير، فمن كثرة حبهم له سمي معظمهم أولادهم وأحفادهم باسمه، فالزعيم الراحل رائد النهضة الزراعية في مصر. ففي سنة 1962، بدأ عبد الناصر سلسلة من القرارات الاشتراكية والإصلاحات التحديثية في مصر، حيث انحاز إلى طبقة الفقراء من خلال مجموعة من القرارات والقوانين أبرزها الإصلاح الزراعى، الذي جعل عددا كبيرا من الفلاحين "الأجراء" ملاكا للأراضى واستطاع انهاء تبعية الفلاحين وعبوديتهم للإقطاعيين، للمرة الاولى، ، مما أتاح لهم تعليم أولادهم، الذين تقلدوا بدورهم وظائف مختلفة، فأصبح منهم الأطباء والمهندسون والمدرسون والقضاة وضباط الشرطة، حين كانت الوظائف المناصب المهمة بالوساطة والمحسوبية والرشوة. دشن «عبد الناصر» العديد من المشروعات الزراعية العملاقة التي ما زالت قائمة حتى اليوم، هي ميراثه للأجيال الحالية، ومنها مشروع بحيرة ناصر أكبر بحيرة صناعية في العالم، والتي حملت اسم الزعيم الراحل لأنه كان العقل المدبر لهذا المشروع الضخم. استطاعت مصر في عهده أن تحقق الاكتفاء الذاتى من مختلف محاصيلها الزراعية عدا القمح الذي حققت منه 80% من احتياجاتها، وتضاعف حجم الأرض المزروعة بمحاصيل رئيسية إستراتيجية وتحديدا القطن طويل التيلة والقمح والأرز وقصب السكر والفول والعدس والبصل، كما أنشأ الزعيم الراحل هيئة السلع التموينية عام 1961 لتكون مسئولة عن توفير احتياجات الشعب المصري، سواء من الأسواق الداخلية أو بالاستيراد. وضع "ناصر" قوانين الإصلاح الزراعى وحدد الملكية الزراعية والتي بموجبها صار فلاحو مصر يمتلكون للمرة الأولى الأرض التي يروونها بعرقهم، وتم تحديد ملكيات الإقطاعيين بمائتى فدان فقط، فضلا عن مشروع مديرية التحرير واستصلاح أكثر من نصف مليون فدان تم توزيعها على الفلاحين. انتصر الزعيم أيضا للطبقة الوسطى – إلى جانب الفقراء – كونه أحد أبنائها، فأبوه كان موظفا بسيطا في البريد، مما منحه درجة أعلى في السلم الاجتماعى جعلته ضمن الطبقة الوسطى حتى لو كان في أدناها، فالوظيفة قبل ثورة يوليو كانت وسيلة لرفع مستوى المعيشة والارتقاء بالوضع الاجتماعى للأسرة. كانت أيضا مجانية التعليم في جميع المراحل سببا في ارتقاء عدد من الأسر الفقيرة درجة في السلم الاجتماعى ووصولهم إلى الطبقة الوسطى، ولعل حرص "عبد الناصر" على مجانية التعليم وتوفير فرص عمل للخريجين بجانب منح الفلاحين الفقراء أراضى الإصلاح الزراعى ومع إنشاء المصانع، وسع مساحة هذه الطبقة حتى أصبحت لها الغلبة في المجتمع المصرى. نهضة اقتصادية تحدت القوى العظمى استطاع "عبد الناصر" أن ينهض بالمجال الاقتصادي، فعلى الصعيد الصناعي، تم بناء مشروعات الصناعات الثقيلة كالحديد والصلب وشركة الأسمدة والكيماويات، بالإضافة إلى مصانع إطارات السيارات الكاوتشوك ومصانع عربات السكك الحديدية "سيماف"، ومصانع الكابلات الكهربائية. اضخم ميراث الزعيم السد العالى كان أحد أهم وأضخم ميراث تركه "عبد الناصر" للشعب، والذي ما زال يخدم المصريين حتى الآن، فقد حمى السد – الذي بناه عبد الناصر بمساعدة الخبراء السوفييت – مصر من خطر الفيضان، فوفر كميات المياه اللازمة لتحويل رى الحياض إلى رى دائم، وبفضله تم استصلاح ما يقرب من 2 مليون فدان. وفى الستينيات، مُدت خطوط الكهرباء من أسوان إلى الإسكندرية، كم تم بناء المناجم فى أسوان والواحات البحرية، وتم تمويل كل هذه المشروعات ذاتيا، سبقها فى 26 يوليو 1956، تأميم شركة قناة السويس وردها إلى مصر. وفى 13 فبراير 1960، أمم الرئيس عبد الناصر بنك مصر، أكبر مصرف تجارى فى البلاد وكل الشركات الصناعية المرتبطة، بعدما سقط هذا الصرح العملاق تحت سيطرة الاحتكارات البريطانية والأمريكية استرده عبد الناصر لمصر. قدم ناصر دستوراً جديداً في سنة 1964، وهو العام نفسه الذي أصبح فيه رئيساً لحركة عدم الانحياز الدولية. بدأ ناصر ولايته الرئاسية الثانية في مارس 1965 بعد انتخابه بدون معارضة. وتبع ذلك هزيمة مصر من إسرائيل في حرب الأيام الستة سنة 1967. واستقال عبد الناصر من جميع مناصبه السياسية بسبب هذه الهزيمة، ولكنه تراجع عن استقالته بعد مظاهرات حاشدة طالبت بعودته إلى الرئاسة. بين سنتي 1967 و1968 عين عبد الناصر نفسه رئيساً للوزراء بالإضافة إلى منصبه كرئيس للجمهورية. وشن حرب الاستنزاف لاستعادة الأراضي المفقودة في حرب 1967. وبدأ عملية عدم تسييس الجيش وأصدر مجموعة من الإصلاحات الليبرالية السياسية. بعد اختتام قمة جامعة الدول العربية سنة 1970، تعرض عبد الناصر لنوبة قلبية وتوفي. وشيع جنازته في القاهرة أكثر من خمسة ملايين شخص. يعتبره مؤيدوه في الوقت الحاضر رمزاً للكرامة والوحدة العربية والجهود المناهضة للإمبريالية. الصناعة العسكرية بدأت مصر مع الهند ويوغوسلافيا منذ بداية الستينيات مشروعا لتصنيع الطائرات والصواريخ والمحركات النفاثة والأسلحة، وحتى سنة 1967 كانت مصر متفوقة على الهند فى صناعة الطائرات والمحركات النفاثة، وتم صنع الطائرة النفاثة المصرية القاهرة 300. كما صنعت مصر أول صاروخين من إنتاجها بمساعدة علماء الصواريخ الألمان، لكن شابهما عيوب فى أجهزة التوجيه، وفى عام 1966 كان الفارق بين البرنامج النووى المصرى ونظيره الإسرائيلى، ورغم النكسة كانت مصرعلى وشك تحقيق توازن القوى فى المجال النووي بينها وبين إسرائيل بحلول سنة 1971. عبد الناصر.. زعيم العروبة كانت إنجازات عبد الناصر غير مسبوقة بالنسبة للزعماء العرب الآخرين، ما جعل زعامته إحدى أولويات الرؤساء القوميين العرب إقامة علاقات جيدة مع مصر، من أجل كسب شعبية بين مواطني بلادهم. فكان لعبد الناصر مواقف كثيرة مع دولة السودان، منها تمكنه من حل أزمة مياه النيل بين مصر والسودان التي تكون دائمًا قضية جوهرية حساسة فى العلاقات المصرية السودانية، حيث قام بتوقيع اتفاقية جديدة تم إبرامها في 8 من نوفمبر 1959م، عُرفت باسم "اتفاقية الانتفاع الكامل لمياه النيل"، وبموجب نصوص اتفاقية 1959م، تم إنشاء "اللجنة الفنية الدائمة" تلك اللجنة الثنائية المشتركة بين مصر والسودان. ومن المواقف الشجاعة التي تدل على حبه للعروبة، مساندته ودعمه الكبيرين للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، في حين كان عبد الناصر أحد مهندسي وصانعي منظمة عدم الانحياز، من خلال الدور الذي قام به، بمشاركة "سوكارنو وتيتو" خصوصًا، خلال مؤتمر باندونج في عام 1955م. مصر في عصره كانت على أبواب التقدم، ما أدى إلى قلق الدول الكُبرى في ذلك الوقت وكان أولهم أمريكا، التي نصبت له فخ نكسة 67 لتكسير عظامه والقضاء عليه، خصوصًا أن نصف الجيش المصري حينها كان يحارب في اليمن. أعلن موقفا واضحا من دول الغرب وأمريكا من خلال عدم انحياز مصر إلى أي من الكتلتين الشرقيةوالغربية في مؤتمر باندونج بأندونسيا، واتخاذها موقف الحياد بشأن الحرب الباردة، كما عبر عبد الناصر عن عدم اقتناعه بالسياسة الأمريكية. كما أعلن موقفه الرافض للمعونة الأمريكية وتهديد السيادة المصرية، وشن وقتها هجومًا حادًا على الولاياتالمتحدة، حيث قال:"إذا كان الأمريكان فاهمين إنهم بيدونا شوية معونة علشان يتحكموا فينا وفي سياستنا أنا بقولهم إحنا مستعدين نقلل استهلاكنا من المواد الغذائية، في سبيل أن نحافظ على استقلالنا اللي حاربنا علشانه، ومستعدين نرجعلهم المعونة على الجزمة.. إحنا شعب مبيحبش الرزالة والغتاتة". آخر مواقف لعبد الناصر، كانت الوساطة لإيقاف أحداث "سبتمبر" الأسود بالأردن بين الحكومة الأردنية والمنظمات الفلسطينية في قمة القاهرة من 26 إلى 28 سبتمبر 1970م، حيث عاد من مطار القاهرة بعد أن ودع صباح السالم الصباح أمير الكويت، وداهمته نوبة قلبية بعد ذلك، وأعلن عن وفاته في 28 سبتمبر 1970عن عمر 52 عاما بعد 18 عامًا قضاها في رئاسة مصر. انجازاته الاسلامية انجازات اسلامية غير مسبوقة شهدها عصر الرئيس جمال عبد الناصر لم يشهدها العصر الملكي. العديد من الكتاب الاسلاميين أنصفوا الرئيس جمال عبد الناصر واكدوا انه حقق طائفة من الإنجازات الإسلامية في مصر ، ومن بينها أن مادة التربية الإسلامية أصبحت لأول مرة في تاريخ مصر الحديث مادة إجبارية في المدارس بينما كانت اختيارية في النظام الملكي ولا يمتحن فيها الطلاب. تحريم القمار وزيادة المساجد في عهد عبد الناصر صدر قانون بتحريم القمار ومنعه، وارتفع عدد المساجد الرسمية والأهلية في مصر من 11 ألف مسجد إلى 21 ألف مسجد، بمعنى أن عدد المساجد التي بنيت خلال 18 عاماً أثناء حكم عبد الناصر في مصر تساوي عدد المساجد التي بنيت في تاريخ هذا البلد منذ فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب واعتناق المصريين للإسلام. افتتاح معاهد أزهرية للفتيات والاهتمام بالبعثات الدينية وصلت الفتاة لأول مرة إلى التعليم الديني في عهد عبد الناصر حيث تم افتتاح معاهد أزهرية للفتيات، وأقيمت مسابقات عديدة في كل المدن لتحفيظ القرآن الكريم، وطبعت ملايين النسخ من القرآن، وأهديت إلى البلاد الإسلامية وأوفدت البعثات للتعريف بالإسلام في كل أفريقيا، كما تمت طباعة كل كتب التراث الإسلامية في مطابع الدولة طبعات شعبية لتكون في متناول الجميع، فيما تم تسجيل المصحف المرتل لأول مرة بأصوات كبار المقريين. إنشاء مدينة البعوث الاسلامية كان جمال عبد الناصر دائم الحرص على أداء الصلاة يومياً مع زملائه وموظفي مكتبه في القيادة، كما كان حريصاً أيضاً على أداء فريضة صلاة الجمعة مع المواطنين، وأنشأ مدينة البعوث الإسلامية على مساحة ثلاثين فداناً تضم طلاباً قادمين من سبعين دولة إسلامية يتعلمون في الأزهر بالمجان ويقيمون فيها إقامة كاملة بالمجان أيضاً، وقد زودت المدينة بكل الإمكانيات الحديثة وقفز عدد الطلاب المسلمين في الأزهر من خارج مصر إلى عشرات الأضعاف، وأقام عبد الناصر جامعة حديثة عملاقة اسماها (الأزهر) التي حافظت على الأزهر القديم. إنشاء منظمة العالم الاسلامي وإذاعة القرآن الكريم أنشأ عبد الناصر منظمة المؤتمر الإسلامى تم إنشاء إذاعة القرآن الكريم تم تنظيم مسابقات تحفيظ القرآن الكريم على مستوى الجمهورية . نشأته وحياته ولد جمال عبدالناصر حسين فى 15 يناير عام 1918 بحى باكوس الشعبى بالإسكندرية ، وكان هو الابن الأكبر لعبد الناصر حسين الذى ولد فى عام 1888 بقرية بنى مر فى صعيد مصر فى أسرة صعيدية ، ولكنه حصل على قدر من التعليم سمح له بأن يلتحق بوظيفة فى مصلحة البريد بالإسكندرية . التحق جمال عبدالناصر بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية ، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبة فى عام 1923 ،وفى عام 1925 انتقل جمال الى مدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرة ، وأقام عند عمه خليل حسين فى حي شعبى لمدة ثلاث سنوات. وبعد أن أتم جمال السنة الثالثة فى مدرسة النحاسين بالقاهرة.. أرسله والده فى صيف 1928 عند جده لوالدته فقضى السنة الرابعة الابتدائية فى مدرسة العطارين بالإسكندرية. وفى عام 1929 التحق بالقسم الداخلى فى مدرسة حلوان الثانوية وقضى بها عاما واحدا ، ثم نقل فى العام التالى الى مدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية بعد ان انتقل والده الى العمل بمصلحة البريد هناك. وفى تلك المدرسة تكون وجدان جمال عبدالناصر القومى وشعر بطعم الحرية وفضل أن يكافح ويقاتل فى سبيلها ، ففى عام 1930 أصدرت وزارة إسماعيل صدقى مرسوما ملكيا بالغاء دستور 1923 فثارت مظاهرات الطلبة والتى تهتف بسقوط الاستعمار، وقد شارك فيها جمال عبدالناصر، وكانت نقطة تحول أولى فى حياته. وفى عام 1933 التحق بمدرسة النهضة الثانوية بحى الظاهر واستمر فى نشاطه الى أن اصبح رئيس اتحاد مدارس النهضة الثانوية. وما أن أتم جمال دراسته الثانوية وحصل على البكالوريا فى القسم الادبى ايقن أن تحرير مصر لن يتم بالخطب بل يجب أن يقابل بالقوة، وأن يقابل الاحتلال العسكرى بجيش وطنى، فقرر الالتحاق بالكلية الحربية ولكنه لم يقبل فى الكلية، ثم تقدم الى كلية الحقوق ومكث فيها ستة اشهر الى أن عقدت معاهدة 1936 واتجهت النية الى زيادة عدد ضباط الجيش المصرى من الشباب فتقدم للكلية الحربية مرة اخرى ونجح هذه المرة، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان في يوليو 1938. التحق جمال فور تخرجه بسلاح المشاة، ونقل الى منقباد فى الصعيد، وهو ما أتاح له النظر الى أوضاع الفلاحين وبؤسهم من جديد. وفى عام 1939 طلب جمال نقله الى السودان.. فخدم فى الخرطوم، وفى مايو 1940 رقى إلى رتبة ملازم أول، وفى نهاية عام 1941 بينما كان روميل يتقدم نحو الحدود المصرية الغربية عاد جمال الى مصر ونقل الى كتيبة بريطانية تعسكر خلف خطوط القتال بالقرب من العلمين. رقى جمال عبدالناصر الى رتبة اليوزباشى "نقيب" فى 9 سبتمبر 1942، وفى 7 فبراير 1943 عين مدرسا بالكلية الحربية. وفى 29 يونيو 1944 تزوج جمال من تحية محمد كاظم، وأنجب منها ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد وعبدالحميد وعبدالحكيم. شارك في حرب 1948 خاصة في أسدود ونجبا والفالوجا، وعقب انتهاء الحرب، عاد عبد الناصر إلى وظيفته مدرسا بالكلية الحربية. كان لعبد الناصر دور مهم في تشكيل وقيادة مجموعة سرية في الجيش المصري أطلقت على نفسها اسم "الضباط الأحرار"، حيث اجتمعت الخلية الأولى في منزله في يوليو 1949 وضم الاجتماع ضباطا من مختلف الانتماءات والاتجاهات الفكرية ، وانتخب في عام 1950 رئيسا للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وحينما توسع التنظيم انتخب قيادة للتنظيم وانتخب عبد الناصر رئيسا لتلك اللجنة. 23 يوليو 1952..علم ناصر أن الملك فاروق قد عرف أسماء الضباط الأحرار، وسيلقى القبض عليهم ، فانطلق مع زملائه صباح يوم 23 يوليو 1952 ليستولوا على الأجهزة والهيئات الحكومية، ومبنى الإذاعة، والمرافق العامة، ليعلنوا للشعب انتهاء فترة الاستعباد وبداية لعصر جديد مشرق في تاريخ مصر والعرب . وفى يوم 18 يونيو عام 1953 ، تم إلغاء النظام الملكي وأعلن قيام الجمهورية في مصر، وكان نجيب أول رئيس لها. وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار ، وأصبحت تعرف باسم مجلس قيادة الثورة وكان يتكون من 11 عضوا برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب، وفى يونيو عام 1956 أصبح عبدالناصر أول رئيس منتخب لجمهورية مصر العربية في استفتاء شعبي. مؤلفاته تخلد أفكاره ألف عبد الناصر ثلاثة كتب خلد فيها أفكاره بدأ في عام 1955 بكتاب "يوميات الرئيس جمال عبد الناصر عن حرب فلسطين 1948 " وهو مكون من 79 صفحة، وعبارة عن دفتر يوميات جمال عبدالناصر الشخصية في حرب فلسطين التي أفرج عنها هيكل بعد 55 عاما وعلى غلافه بقعة من دمه. في عام 1959 كتب في سبيل الحرية وهو كتاب مكون من 120 صفحة يتضمن قصة بدأها الرئيس المصري جمال عبد الناصر، و هو طالب في المدرسة الثانوية عن معركة رشيد 1807. وفي عام 1996 كتب فلسفة الثورة وهو كتاب من 216 صفحة يشرح فيه الرئيس جمال عبد الناصر فلسفته وأفكاره في حقبة كان أبرز ما فيها الرغبة في القضاء على الاستعمار و تحرير دول العالم الثالث.