قالت شركة معامل "كاسبرسكي" الروسية لمكافحة فيروسات الكمبيوتر والإنترنت في تقرير أصدرته الأربعاء - قالت إن الحرب التي تشن على روبوتات الإنترنت البرمجية منذ 2010 قد أتت بنتيجة؛ فبعد أن بلغت أوجها في 2009 بنسبة 85,2% انخفضت نسبة الرسائل الإلكترونية المزعجة إلى 26,80% من إجمالي الرسائل الإلكترونية في عام 2011. وكان من أبرز الظواهر هى ظهور ما يسمى بالتصيد المستهدف وهو التصيد الذي يركز فيه المجرمون الإلكترونيون على مجموعة مختارة من المستخدمين. ويهدف هذا النوع من التصيد إلى سرقة بيانات الدخول الخاصة بالمستخدمين بغية الوصول إلى حساباتهم في خِدمات الإنترنت الصيرفة الإلكترونية أو سرقة معلومات سرية من أرباب أعمالهم. وتتصف الرسائل بدقتها مقارنة بالأساليب التقليدية وتوجه إلى كل مستلم على حده. وتحد قلة عدد هذه الرسائل من إمكانية تصدي البرامج الأمنية لهذا التهديد. وأضافت الشركة أنه وعلى الرغم من تقلص حجم البريد المزعج بشكل عام إلا أنه أصبح أكثر خطورة؛ ففي عام 2011 ازدادت نسبة الرسائل الالكترونية بمرفقات خبيثة بنحو 5,1 ضعف مقارنة بعام 2010 وشكلت 8,3%، واستغل المجرمون الإلكترونيون في نشر البرمجيات الخبيثة إنجازات الهندسة الاجتماعية، وقد بدت رسائلهم محاكية لإشعارات رسمية من السلطات أو خدمات الإنترنت واستقطبت المستخدمين بعروض خاصة وحتى هددت بعضها المتلقين بقطع إمكانية الدخول إلى مختلف حساباتهم في الانترنت. وكالعادة استغل مروجو البريد المزعج المواضيع الأكثر تداولا في نشرات الأخبار للتحايل على المستخدمين ودفعهم إلى إيلاء اهتمام أكبر برسائلهم مثل: الزلزال في اليابان، مصرع معمر القذافي، وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل؛ هذه أبرز المواضيع التي تناولتها الرسائل المزعجة القادمة من نيجيريا. كما طرأت بحسب التقرير تغيرات كبيرة على تصنيف الدول المروجة للبريد المزعج، ولقد خرجت الولاياتالمتحدة الرائدة في عام 2010 من تصنيف العشر الأوائل, فيما ترأست الهند تصنيف هذا العام بعد أن كانت الثانية في 2010. وجاءت البرازيل وإندونيسيا في المركزين الثالث والرابع بعد أن احتلتا المركزين الخامس والسادس عشر على التوالي في تصنيف 2010 وتراجعت روسيا إلى المركز التاسع. ولم تتغير خارطة التوزع الإقليمي لمصادر البريد المزعج بشكل كبير ولا تزال قارات آسيا أمريكا الجنوبية وأوروبا الشرقية مسؤولة عن القسم الأكبر من الرسائل المزعجة عالميا. وقالت الشركة إن الوضع الراهن في الدول النامية يدل على أن الاتصال الجيد بالانترنت مصحوبًا بالوعي المتدني بأمان الحاسوب وغياب القوانين التي تدين نشر البريد المزعج تربة خصبة لنشاط مروجي البريد المزعج؛ لهذا السبب تتطلب تلك التهديدات ردًا شاملا يولي اهتمامًا خاصًا بتثقيف المستخدمين وزيادة وعيهم بقواعد أمن تقنية المعلومات.**