قال الشيخ محمد الدومى عالم بالأزهر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو المعلم الأول لحب الوطن،حيث علمنا صلوات الله وسلامه عليه بأن حب الوطن من الإيمان ، ولا خير فيمن لا يحب وطنه مؤكداً ان ترك الأرض يؤدى الى ترك العرض وحب الوطن جزء من الإيمان. وأوضح الدومى خلال لقاء لبرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى السبت ان حب الوطن من الايمان لذا فانه يجب علينا جميعا ان نقدس تراب هذا الوطن ونحافظ على أمنه واستقراره وان نحترم الديمقراطية لافتاً الى اننا بحاجة الى تأصيل ثقافة حب الوطن روحا ووجدانا وتعاملا وتبيانا فالاوطان لا يدمرها عدوها القادم من الخارج وانما يدمرها ابنائها اذا لم يجد حب الاوطان الى قلوبهم سبيلا وان ذلك لايمكن ان يكون الا اذا تم اعداد الانسان اعدادا سليما ليكون لبنة قوية في البذل والعطاء والابتكار . ولفت ان حب للوطن عبر عنه النبي – صلى الله عليه وسلم – في بداية بعثته وحين هجرته، ففي بداية نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم بغار حراء ذهبَ مع زوجتِه خديجة – رضي الله عنها – إلى ورقة بن نوفل، وقصَّ عليه ما حدث معه من أمر نزول جبريل عليه، وورقة يفسر له ذلك حتى قال" ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أَو مُخْرِجِيّ هم؟!، قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا". وقد فسر العلماء قوله صلى الله عليه وسلم " أو مخرجي هم؟" استفهام إنكاري على وجه التفجع والتألم، كأنه استبعد صلى الله عليه وسلم أن يخرجوه من حرم الله وجوار بيته، وبلدة أبيه إسماعيل من غير سبب، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يكن منه فيما مضى ولا فيما سيأتي سبب يقتضي إخراجاً، بل كانت منه المحاسن الظاهرات والكرامات المقتضية لإكرامه وإنزاله بأعلى الدرجات " . وأضاف ان الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلةِ هجرتِه إلى المدينة، وعلى مشارف مكّة وقف يودعُ أرضها وبيوتها، يستعيد المواقف والذكريات ولو خالط هذه الذكريات الألم مخاطبا لها بكلمات تكشف عن حبٍّ عميق، وتعلُّق كبير بديار الأهل والأصحاب، وموطن الصِبا وبلوغ الشباب، وعلى أرضها بيت الله الحرام، قائلا: ( والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجتُ ) وفي رواية أخرى: ( ما أطيبَك من بلدٍ! وما أحبَّك إليَّ!، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنْتُ غيرك ) رواه الترمذي، وفي ذلك دلالة واضحة على حب النبي صلى الله عليه وسلم الشديد لبلده ووطنه مكة، كما تدلُ علَى شدةِ حزنِه لمفارقته له، إِلا أَنه اضطُرَ لذلك . وأشار الى ان رسول الله عليه الصلاة والسلام قال ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيراً فإن لكم منهم ذمة ورحما وإذا فتح الله عز وجل عليكم مصر فاتخذوا بها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض، فقال أبو بكر لم يا رسول الله؟ فقال: لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة مشيراً الى ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال بحب الأوطان تعمر البلدان وهى مقولة يجب ان تعليق هذه المقولة فى الشوارع والطرق. https://