عندما بدأ خصوم توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق الذي استقال في 27 يونيو الماضي يعتقدون انه قد خرج من معترك العمل السياسي الداخلي والأوروبي فإن الاقتراح الخاص بأن يصبح أول رئيس للاتحاد الأوروبي قد جعلهم يشعرون بالقلق لأنه قد يصبح زعيماً للقارة الأوروبية كلها. وكان الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي قد أعلن امس انه يعتبر بلير الشخصية المفضلة لديه لكي يتولى هذا المنصب الأوروبي الرفيع في إطار المعاهدة الجديدة التي أقرتها القمة الأوروبية الأخيرة في لشبونة، وسيتم بالفعل إنشاء هذا المنصب خلال فترة 15 شهرا فقط. وبالرغم من ان غوردون براون رئيس الوزراء البريطاني الذي خلف بلير قد أعلن ان سلفه سيكون “مرشحا عظيما” لهذا المنصب، إلا أن ساركوزي مضى الى أبعد من ذلك حين أشاد ببلير قائلا “انه أكثر الاشخاص في انجلترا دعما لأوروبا”، وستكون مدة تولي الرئيس الجديد لهذا المنصب 30 شهرا وسيدعمه ايضا وفقا للمعاهدة الجديدة مسؤول عن الشؤون الخارجية في دول الاتحاد له صلاحيات كبيرة. وبالرغم من ان براون أثنى على سلفه بوضوح بالنسبة لإمكانية توليه هذا المنصب الرفيع إلا أن مصادر عشرة دواننغ ستريت تقول انه من غير المرجح ان يكون بلير متحمساً لتولي هذا المنصب الأوروبي الكبير او انه سيحصل على دعم كاف لترشيحه له. ومع توليه حاليا منصب مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لشؤون الشرق الأوسط فإن المقربين من بلير يقولون انه سيتعذر عليه ان يتولى اي أعباء اضافية في المستقبل القريب. وكان براون نفسه صريحا عندما أعلن في لشبونة خلال القمة، انه لم تجر أي مناقشات حول امكانية تولي بلير لهذا المنصب خلال المداولات التي جرت بين الزعماء الأوروبيين. ويمضي اصدقاء بلير الى حد أكثر صراحة فيقولون لصحيفة “الغارديان” انه ليس متحمساً لشغل مثل هذا المنصب، وإنه لا يفكر في ذلك. ومن ناحية أخرى فإن زعماء من بولندا وإيرلندا والدنمارك ولوكسمبورج أو رؤساء وزارات أوروبيين سابقين يتم حاليا ترشيحهم على نحو غير رسمي لتولي هذا المنصب الأوروبي الجديد. ويتوقع المراقبون ان تكون المعركة الخاصة باختيار هذا الزعيم الأوروبي الجديد حامية الوطيس. وعلاوة على منصب الرئيس فإن دول الاتحاد الأوروبي ستحتفظ ايضا بمنصب رئيس المفوضية الأوروبية الذي يشغله حاليا جوزيه باروسو. ومن بين النقاط السلبية بالنسبة لإمكانية ترشيح بلير لهذا المنصب الأوروبي الكبير انه قد أخفق خلال توليه الحكم في بريطانيا في أن يجعل بريطانيا تصبح فعلا في قلب أوروبا، كما كان يدعي. وبدلا من ذلك فإن خصومه يقولون انه اختار ان يرتبط على نحو أوثق مع الرئيس الأمريكي جورج بوش وآثار غضب الدول الأوروبية بانحيازه الى بوش في كل القضايا بما في ذلك مشاركة بريطانيا في حرب العراق بالرغم من المعارضة الأوروبية الشديدة رغم ان فرنسا تحت زعامة ساركوزي تؤيدها اليوم.