قال الكاتب والمحلل السياسى محمد القدوسى إن رئيس الجمهورية المقبل يجب أن يلتزم بمهامه كرئيس وليس كزعيم وألا يتجاوز الزمن ويدير الأمور فى إطار ما هو متاح له من مقومات وموارد، مشيرًا الى أنه يجب أن يبتعد عن الأمانى الزائفة. وأوضح القدوسى فى لقاء ببرنامج "صباح الخير يا مصر" بالتلفزيون المصرى السبت أن الدولة تبدأ بالقانون والدستور، وإذا كانت هناك تركيبة مؤسسية صحيحة ورؤية قانونية سليمة فيمكن الاستغناء عن توجيهات رئيس الجمهورية، مشيرًا الى أن الرئيس القادم يجب أن يكون مواطنًا أكبر بين مواطنين متساويين حتى يشعر بمشكلاتهم ومعاناتهم. وأضاف أن رئيس مصر المقبل يجب أن يكون عادلا، مستشهدًا بموقف الرئيس البوسنى على عزت بيجوفيتش عندما تأخر عن صلاة الجمعة وقام المصلون بتوسيع الطريق له كى يمر فرفض قائلا: "تبًا لكم هكذا تصنعون طواغيتكم" وجلس على الثلج خلف المصلين. وأضاف: إن لم تكن هناك قواعد دستورية واضحة تضع سلطة الرئيس فى إطار محدد سيتكرر ما حدث من النظام البائد مرة أخرى، مشيرًا الى أن التربح من المنصب جريمة كبرى يعاقب عليها القانون. ورفض الكاتب الصحفى وجود توابع سوء"بطانة" للرئيس تؤثر عليه على أن يكون هناك رئيس وزراء لديه صلاحيات ويستطيع صد الرئيس فى حالة التدخل فى اختصاصاته، مشيرًا الى أن كل وزير يجب أن يعمل باستقلالية بعيدًا عن توجيهات الرئيس. وأشار الى أن الرئيس السابق مبارك تولى الرئاسة فى نفس التوقيت الذى تولى فيه الرئيس الماليزى مهاتير محمد وكانت من أفقر شعوب الأرض وكان يذهب للوزراء بالدراجة على الرغم من امتلاكه سيارة وهو طالب بكلية الطب، مشيرًا الى أن صلاح الذمة المالية هو أحد الأسس لمنصب الرئاسة؛ فمهاتير محمد استطاع النهوض بماليزيا وانتج 85% من سياراتها. لافتًا الى أن الشعب إذا استطاع أن يفرق بين رئيس يدغدغ مشاعره ويمنيه بآمال قومية ويقول عبارات إنشائية لا يوجد لها ظل على أرض الواقع وبين رئيس آخر يستطيع أن يترك سيارته ويركب دراجة فى سبيل أن يرتقى بشعبه فإنه بذلك أثبت أنه تغير.**