"ما حك جلدك مثل ظفرك".. ينطبق المثل الشعبي على حال المتعاملين بسوق المال المصرية في اعقاب ثورة 25 يناير فبالرغم من تعالي اصوات الخبراء بضرورة التحرر من عقدة الخواجة وسيطرت سهم واحد على السوق لما يتسبب فيه ذلك من تحقيق هبوط دون داعي وزيادة حدة الخسائر الا ان المتعاملين لم يتعظوا الا بعد تحقيق تراجعات قوية وعنيفة سواء على صعيد المؤشرات او الاسعار.. وقال مصطفى بدرة خبير اسواق المال في تصريحات لأخبار مصر www.egynews.net ان المتعاملين بدأو يفضلون تنويع محافظهم المالية والبعد عن الاعتماد على سهم واحد كما كان الوضع سلفا وغلب على حركة السوق توجه المتعاملين الى شراء الاسهم الاقل سعرا ورفعها الى حد معين ثم تنفيذ جني ارباح عليها والتوجه الى اخرى. واضاف ان هذا النهج طالما دعا اليه الخبراء وبتنفيذه يكون المستثمر استفاد من الازمة وتعلم درسا جيدا. ووافقه الرأي وائل عنبة نائب رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لمجموعة الاوائل لادارة المحافظ المالية قائلا ان حركة المتعاملين اضحت اكثر سرعة في جني الارباح وايقاف الخسائر وهو ما رفع احجام التداول الي نصف مليار جنيه و600 مليون جنيه. وذكر ان اسوأ ما تحرر منه المتعاملون الافراد هو عدم التحرك في فلك الاجانب بمعني عدم تتبع حركة المستثمر الاجنبي في البورصة المصرية وكذلك عدم التأثر بحركة مؤشر البورصة الامريكية وتحقيق خسارة دون داعي وهبوط لا معنى له. ولفت الى ان سيطرة ظاهرة السهم الاوحد او نجم الشباك على السوق كانت تؤرق المتابعين حيث انه كان بامكان سهم واحد مثل اوراسكوم رفع السوق او الهبوط به وكثيرا كان من الممكن ان تكون حركة السوق جيدة بينما تتلون المؤشرات بالاحمر نتيجة لسيطرة السهم الواحد ومؤخرا تبدل الحال حيث صعدت كثير من الاسهم لحدودها القصوى. ومن الايجابيات كذلك، وفقا لعنبة ان السوق "خاصمت" الانباء السلبية بمعني ضعف تأثر السوق بها بينما اصبحت مؤهلة للتأثر بالانباء والمؤشرات الايجابية. ورغم تلك الايجابيات، الا ان محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار نصح المتعاملين بمزيد الحرص خلال الربع الاول لعام 2012. ومع قرب اعلان النتائج المالية للشركات عن الربع الاول من 2012، دعا الى عدم الاندفاع في التعاملات والعمل على اقتناص الفرص الاستثمارية مع الاحتفاظ بالسيولة والبعد عن تمويل الاستثمارات بالاقتراض والنظر للنتائج المالية للشركات بعناية شديدة قبل اتخاذ أي قرار استثماري. ورغم احتمال تعرض البورصة المصرية للتأثر باي حدث او تطور على الساحة السياسية الا ان السوق اكتسبت قوة وصلابة تمكنها من التماسك امام التطورات سواء المتوقعة او الغير متوقعة وتعلم مستثمروها كيفية التحرك بين الاسهم وتنويع محافظهم المالية بما يكفل لهم الحماية من تسجيل خسائر كبيرة وكفى به مكسب.