قرر رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي، المخاطرة بفترة ولايته التي تنتهي بعد عام بإجراء اتخابات مبكرة. وبين المرشحين السبع، يحتل ساكاشفيلي المقدمة هو وليفان جاتشيتشي لادزه، زعيم تسع احزاب معارضة موحدة. في السابع من نوفمبر كانت حركة المظاهرات التي شهدتها ساحة البرلمان قد دخلت في يومها السادس، و قد استخدمت قوات الشرطة العنف في تفريق المتظاهرين. بعد ذلك أعلن الرئيس ساكاشفيلي حالة الطواريء متذرعا بمحاولة المعارضة القيام بانقلاب ضده. و لكن تحت ضغط المجتمع الدولي قرر الرئيس الجورجي إجراء انتخابات مبكرة، و تنظيم اقتراع حول إجراء انتخابات تشريعية في الربيع القادم، وفقا لما تطلبه المعارضة. و سيتبع هذا التصويت الذي ليس له إلا أهمية استشارية، تصويت آخر حول هدف ذي أولوية لتبيليسي، ألا وهو انضمام جورجيا لحلف الاطلنطي. هل يوجد احتمالات للغش في الانتخابات؟ سيكون من المستبعد حدوث غش واسع النطاق، لأنها المرة الأولى في تاريخ البلاد التي يجد فيها الناخبون أنفسهم أمام إختيار حقيقي وسط عدة مرشحين. و سيتم توزيع 34 منظمة محلية و 500 مراقب دولي في كافة أنحاء البلاد. في المقابل كانت الحملة الانتخابية موجهة بدرجة كبيرة لصالح ساكاشفيلي الذي اتهمه البعض باستخدام موارد الدولة في حملة تشبه حملات الرئاسة الأمريكية. هل امام ساكاشفيلي فرص للفوز؟ الاحتمال كبير، لأنه لا زال يحظى بشعبية عريضة بالرغم من قمعه مظاهرات المعارضة. البعض يرى أنه، بالرغم من عيوبه، ساعد على إنعاش البلاد، بإصلاح الطرق و الكهرباء و الغاز. بيد أن نجاحه في مكاتب الاقتراع غير مؤكد لأن بعض الجورجيين غير راضين عن سياسته الفوق ليبرالية، التي أدت إلى موجة من الخصخصة و فصل آلاف من العاملين في الدولة، و رفع معدلات التضخم، و تجاهل قطاع من السكان يعانون الفقر. هل يمكن للوضع أن يتأزم؟ نعم، لأن الحملة الانتخابية جرت في أجواء من التوتر، و المعارضة أعدت العدة لحدوث مواجهة، فطلبت من مناصريها التواجد حول المكاتب الانتخابية، إستعدادا للقيام بمظاهرات عقب ان تنتهي المعارضة من فرزها الخاص للأصوات.فضلا عن ذلك، هنالك اتهامات لأحد المرشحين، بدري باتاركاتسيكفيلي، الذي تظاهر إلى جانب المعارضة في نوفمبر، بالسعي إلى القيام بانقلاب بعد الاقتراع. خطر آخر يتمثل في احتمال إحياء النزاعات الكامنة في أبخاذيا و أوسيتيا الجنوبية، الإقليمين الانفصاليين الذين تساندهما موسكو، حيث ساءت العلاقات بين روسيا و جورجيا منذ صعود ميخائيل ساكاشفيلي إلى السلطة.